خطيب جمعة المجر الكبير : حياة الإمام العسكري (عليه السلام ) تميزت بمنهجها الإصلاحي والهداية للمجتمع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

 

المركز الاعلامي _ اعلام المجر الكبير

اوضح خطيب جمعة المجر الكبير الشيخ سلام المحمداوي دام عزه في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في مسجد الامام الهادي عليه السلام اليوم الجمعة الموافق 24 تشرين الثاني 2017م والمصادف الخامس من ربيع الأول لسنة 1349هــ ان حياة الإمام العسكري (عليه السلام ) تميزت في عصره بمنهجها الإصلاحي والهداية للمجتمع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وحياته عليه السلام حافلة بالعبر والمواعظ التي تعتبر مصابيح تنير طريق المهتدين بنورهم (عليهم السلام) .

وذكر المحمداوي ان الامام عليه السلام قد تولى قيادة الأمة وهو ابن اثنين وعشرين عاماً عاش منها سنتين في المدينة وأكمل ما بقي منها في عسكر سامراء حيث مركز الدولة العباسية آنذاك التي كانت قائمة على أساس البطش والعنف والقتل والإقصاء والتعذيب والقهر وكل أساليب الدناءة والتعدي على الإنسانية إلا إن هذا لم يكن مانعا للإمام من القيام بدوره التربوي للأمة وتهيئتها نفسيا وعلميا وتربويا إلى الوصول إلى رضا الله (تعالى ذكره) .

وبين دام عزه ان منهج الإمام (عليه السلام) تضمن تربية رعاياه وشيعته وأنصاره بمنحيين رئيسيين ويتضح ذلك من خلال ما بثه الإمام(عليه السلام) في رسائله ووصاياه وأحاديثه التي تناقلتها الشيعة جيلاً بعد جيل. المنحى الأول: ما يرتبط بالأمور العامة والأحداث التي كان يعج بها الواقع من المتغيرات الثقافية والفكرية والعقائدية،لا سيّما ما يتعلق بأصحاب الآراء والأفكار المخالفة للشريعة الإسلامية ومن وعاظ السلاطين وعبيد الدينار والدرهم الذين ليس لهم شغل شاغل سوى صياغة الفتاوى التي تصب بصالح الدولة العباسية وشرعنة كل ما يصدر منها والتنويه إلى إن مخالفة الدولة العباسية مخالفة إلى الدين والشرع .

واضاف سماحته ان المنحى الثاني تعلق بما يرتبط بالشيعة أنفسهم من حيث الاهتمام بهم وحفظهم كجماعة صالحة وقاعدة شعبية أمينة داخل المجتمع الإسلامي والحفاظ عليهم من شر يحيط بهم وذلك من خلال قضاء حوائجهم و الإجابة على استفتاءاتهم و تحذيرهم من الفتن الناتجة عن الاضطرابات السياسية وإصلاح ذات بينهم ووصاياه ورسائله بالابتعاد عن الجدل والخوض في الأمور التي لا تغني و الاهتمام بهم من خلال تهذيب نفوسهم وتنمية ملكاتهم النفسية لرفعهم باتجاه الحق تعالى ودفع الشبهات عنهم وما أكثرها حينئذ وما أوسعها .

ولفت الى ان الجانب الآخر من حياة الامام عليه السلام تمثلت بتهيئة نفوس الشيعة بالشكل الأمثل لاستقبال إمامة الإمام المهدي(عجل الله فرجه) وهو أمر عظيم يستحق تهيئة النفوس من حيث إن إمامة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) شيء جديد وغريب من نوعه، فكان دور الإمام العسكري(عليه السلام) في الإعداد والتهيئة لدولة ولده المهدي(عجل الله فرجه) متميزاً وبارزاً. وان كانت فكرة الغيبة والظهور قد مهد لها صاحب الرسالة المحمدية نفسه(صلى الله عليه وآله) من خلال أحاديثه الشريفة التي تؤكد على ظهور إمام يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن تملأ ظلماً وجورا. وكذلك روايات أئمة الهدى(عليهم السلام) بالتمهيد لخاتم الأوصياء (عجل الله تعالى فرجه) غير إن الإمام العسكري(عليه السلام) كان له الدور الأبرز الذي اتضح من خلال الجانب الإعدادي المباشر لمرحلة الغيبة والتي أوشكت أن تقع عند استشهاد الإمام العسكري (عليه السلام) .