خطيب جمعة الشعب : السيدة الزهراء أسست منهجًا متكاملًا في الاعتدال والوسطية 


المركز الإعلامي _إعلام الشعب

تطرق خطيب جمعة الشعب الأستاذ الشاب محمد المالكي اليوم الجمعة 15 من جمادي الاول الموافق العاشر من كانون الاول 2020 في جامع الصادق الامين بغداد الشعب في الخطبة الاولى الى السيدة الزهراء ذاكرا انها المرأة النموذجية بكل ما تمتلك المفردة من معنى ..فقد كانت امرأة نموذجية بكل المقاييس في عصر النبوة وما بعدها على الرغم من صغر سنها فقد كانت البنت المثالية والزوجة المثالية والأم المثالية .
واشار الى ان الزهراء- عليها السلام- قدمت انموذجا رائعًا في إيصال صوت الحق وطرح الحجة والدليل منطلقةً من وحي القرآن الكريم « ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ * وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ »، ومن دون اثارة النعرات الطائفية والعرقية وغيرهاخرجت عليها السلام حاملةً لواء المنطق الشرعي العلمي الأخلاقي ومن دون تطرفٍ وارهابٍ ومكرٍ وتآمرٍ وشراء ذممٍ ورشا… لتؤسس منهجًا متكاملًا في الاعتدال والوسطية في التعامل مع القضايا والمواقف والأحداث

فطرحت الدليل تلو الدليل والحجة تلو الحجة بالرغم من أنَّها كانت تمتلك من المقومات والمزايا والارث المعنوي والمادي ما يُغنيها عن ذلك، وبنفس الوقت كانت-عليها السلام- تستمع الى ما يطرحه المقابل من حججٍ ومبرراتٍ وتناقشه وتردُّ عليه ردًّا علميًا شرعيًا أخلاقيًا

ويبن خطيب جمعة الشعب الاستاذ المالكي ان الزهراء- عليها السلام- لم تسكت عن إيصال صوت الحق والحقيقة وألقت الحجة على الجميع لكي لا يبقى عذرٌ لأحد…
لقد كشف الأستاذ الصرخي عن هذا المنهج الالهي المحمدي الفاطمي ودعا الى السير عليه والتمسك به بعد أن جسَّده في خطاباته ومواقفه وسلوكياته حيث يقول:
« خرجت الزهراء -عليها السلام- وألزمت الآخرين الحجة، وأوصلت صوت الحقّ حتى تنكشف الأمور ولا يبقى عذر لأحد، وهذا هو الواجب، ونحن نسير على نهجها فنلقي الحجة على الجميع عبر دليل نطرحه، ويستطيع المقابل أنْ يأتي بدليله أيضًا، وكل ذلك بالجانب النظري والفكري، وليس بقوة السيف والمكر والتآمر وشراء الذمم والرشا»،
وبين خطيب الجمعة الى قول المحقق الصرخي بذكره عدة ادلة تثبت عصمتها في بحثه الموسوم عصمة الزهراء ردا على المنهج التيمي اذ بقول
1 – آية التطهير ……….قال تعالى (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))
نص صريح بعصمة الزهراء (عليها السلام) وتدل أيضا على أن العصمة بإرادة الله سبحانه وتعالى …فالعصمة تكوينية للزهراء (عليها السلام) … لان إرادة الله تعالى كن فيكون …فعصمتها عليها السلام ليس لها علاقة بعالم التشريع ( وهنا للإشارة الى ما يطرح من عصمة تكوينية مقابل العصمة التشريعية أو العصمة المكتسبة ونحوها من مصطلحات ) أي لا يقال إن إرادة الله تعالى مشروطة ومتوقفة ومعلقة على عالم التشريع والامتثال أي معلقة على امتثالها عليها السلام بالأوامر الإلهية وانتهائها عن النواهي وعلى تدرجها في الصعود في سلم وقوس الصعود والترقي حتى الوصول الى درجة العصمة ………. بل ما يقال عن عصمتها (عليها السلام ) يقال عن عصمة أمير المؤمنين وأولاده الأطهار (عليهم السلام) ولا فرق بينهما وهذا واضح ومفهوم من النص القرآني الكريم وشموله لجميع المعصومين ومنهم الزهراء ( عليهم الصلاة السلام ).
الزهراء عليها السلام كانت مثالا للدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة
اكد سماحته ان السيدة الزهراء لم تخرج اشرة ولا بطرة , اذ لو انها فعلت لكانت اغضبت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال ” خرجت الزهراء بهذه الخصوصية ، بخصوصية الحق والدعوة الى الحق وايصال صوت الحق واثبات الحق
ففاطمة (عليها السلام) من أهل البيت والعترة الذين جعلهم النبي عليه واله الصلاة والسلام بوحي الله لأنه لا ينطق عن الهوى ..جعلهم عدلا للقران والقران الناطق وان التمسك بهم هو الفوز والفلاح والرضا والجنان إما التخلف عنهم ففيه الضلال والهلاك ……..إذن فالزهراء (عليها السلام ) عدل القران وقران ناطق والتمسك بها ليس فيه ضلال أبدا بل هو الفلاح والنجاح والصلاح والرضا والجنان .