خطيب جُمعة الحمزة الغربي : الزهراء -عليها السلام – أوصلت صوت الحق ودعت للحق في خطاباتها



المركز الإعلامي -إعلام الحمزة الغربي

تحدَّثَ خَطيب صلاة جمعة الحمزة الغربي الشاب أمير السلطاني -دامَ توفيقه- في خُطبتا صلاة الجُمعة المُباركة التي أُلقيت في مسجد وحسينية الفتح المبين ،مدينة الحمزة الغربي – محافظة بابل ،عن الزهراء ودورها الرسالي ،حيث بيَّنَ إن السيدة الزهراء -عليها السلام- تعد المرأة النموذجية بكل ما تمتلك المفردة من معنى ،فقد كانت امرأة نموذجية بكل المقاييس في عصر النبوة وما بعدها على الرغم من صغر سنها فقد كانت البنت المثالية والزوجة المثالية والأم المثالية ،فقدكانت مثل سائر النساء تتعب من العمل فى شؤون البيت وخدمته، تطحن القمح، وتعجن العجين ، وتكنس الأرض، وتنقل الماء على كتفها، وتجرش النوى للفرس، حتى مجلت(تقرحت وتشققت يداها) وهزل جسمها ،و في نفس الوقت كانت ربيبة الوحي وأقرب الناس إلى والدها محمد -صلى الله عليهِ وآله وسلم- وإنَّ الزهراء- عليها السلام- قدمت انموذجًا رائعًا في إيصال صوت الحق وطرح الحجة والدليل منطلقةً من وحي القرآن الكريم « ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ »، ومن دون اثارة النعرات الطائفية والعرقية وغيرهاخرجت -عليها السلام- حاملةً لواء المنطق الشرعي العلمي الأخلاقي ومن دون تطرفٍ وارهابٍ ومكرٍ وتآمرٍ وشراء ذممٍ ورشا لتؤسس منهجًا متكاملًا في الاعتدال والوسطية في التعامل مع القضايا والمواقف والأحداث ،
طرحت الدليل تلو الدليل والحجة تلو الحجة بالرغم من أنَّها كانت تمتلك من المقومات والمزايا والارث المعنوي والمادي ما يُغنيها عن ذلك، وبنفس الوقت كانت -عليها السلام- تستمع الى ما يطرحه المقابل من حججٍ ومبرراتٍ وتناقشه وتردُّ عليه ردًّا علميًا شرعيًا أخلاقيًا ،واضاف السلطاني :خطبت الزهراء -عليها السلام- بنساء المسلمين وخصوصًا نساء الأنصار خطبت بمسجد النبي -صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم- وبجمع غفير من جمهور المسلمين وكانوا يستمعون لما تعرضه من مطالب ،واوضح أن الزهراء- عليها السلام- لم تسكت عن إيصال صوت الحق والحقيقة وألقت الحجة على الجميع لكي لا يبقى عذرٌ لأحد ،وأوضح الخطيب -وفقهُ الله- لقد كشف السيد الأُستاذ عن هذا المنهج الالهي المحمدي الفاطمي ودعا الى السير عليه والتمسك به بعد أن جسَّده في خطاباته ومواقفه وسلوكياته حيث يقول : « خرجت الزهراء -عليها السلام- وألزمت الآخرين الحجة، وأوصلت صوت الحقّ حتى تنكشف الأمور ولا يبقى عذر لأحد، وهذا هو الواجب، ونحن نسير على نهجها فنلقي الحجة على الجميع عبر دليل نطرحه، ويستطيع المقابل أنْ يأتي بدليله أيضًا، وكل ذلك بالجانب النظري والفكري، وليس بقوة السيف والمكر والتآمر وشراء الذمم والرشا» الزهراء كانت الأم المثالية حيث كانت تحرص كلّ الحرص على اصطحاب أولادها إلى محراب عبادتها في آناء الليل وأطراف النهار ، وتعلمهم بذلك أنواع التبتل والتهجد ، حيث يروي الإمام الحسن المجتبى -عليهِ السلام- أن والدته الزهراء البتول قد أجلسته إلى جانب سجّادتها غارقة في التضرع إلى الله تعالى من أول الليل إلى انفجار الصبح ، وهي آخذة بالدعاء لكل الناس ؛ الأقرب فالأقرب من حيث الجيرة ، ولكنها لم تشمل بدعوتها تلك أولادها ، مما أثار فيه ـ الإمام الحسن ـ السؤال عن السر وراء ذلك ، فأجابته بنظرة ملؤها العطف والحنان : يا بني الجار ثم الدار ،الزهراء المرأة المعصومة فقد ذكر المحقق الأُستاذ الصرخي عدة ادلة تثبت عصمتها في بحثه الموسوم عصمة الزهراء ردا على المنهج التيمي اذ يقول
1- آية التطهير : قال تعالى (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))
نص صريح بعصمة الزهراء -عليها السلام- وتدل أيضًا على أن العصمة بإرادة الله سبحانه وتعالى ،فالعصمة تكوينية للزهراء -عليها السلام- لأن إرادة الله تعالى كن فيكون ،فعصمتها عليها السلام ليس لها علاقة بعالم التشريع ،كان ذلك اليوم الجمعة 15 جمادى الأولى 1441 هجرية الموافق العاشر من كانون الثاني 20200 ميلادية .


ركعتــــــا الصـــــلاة