خطيب جمعة الشامية : إن للزهراء -عليها السلام- الدور الكبير في الدفاع عن الرسالة الإسلامية



المركز الإعلام- إعلام الشامية

جاء في خطبةٍ ألقاها خطيب جمعة الشامية الإستاذ الخطيب أرشد الحميداوي قائلًا:

نقف عند السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ودورها في الدفاع عن الرسالة الاسلامية، حيث روى ابن عبّاس: أن قريشاً اجتمعوا في الحجر، فتعاقدوا باللاّت والعزى ومناة، لو رأينا محمداً لقمنا مقام رجل واحد ولنقتلنه. فدخلت فاطمة على النبي(صلوات الله عليهما وآلهما) وحكت له مقالهم، فقال: يا بنية أدني وضوئي، فتوضأ وخرج إلى المسجد، فلمّا رأوه قالوا: ها هو ذا وخفضت رؤوسهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، فلم يصل رجل منهم اليه، فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله) قبضة من التراب فحصبهم بها وقال: شاهت الوجوه..
اذن: فاطمة (عليها السلام) لم تكن تخدم والدها في البيت فحسب، بل وتفكر بكيفية الدفاع عنه ونجاته في خارج البيت.
وهكذا مواقفها مستمرة لما بعد الهجرة، فشاركت في علاج الجرحى في المعارك، وبعد معركة احد «قال سهل بن سعد: جرح وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة بنت رسول الله، تغسل الدم عنه، وكان عليُّ بن أبي طالب يسكب عليها بالمُجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم الاّ كثرة، أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رماداً، ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم».
عن أبي ثعلبة الخشني أنه قال: قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، من غزوة له فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين.. ثم خرج فأتى فاطمة فاستقبلته (عليها السلام) وجعلت تقبل وجهه وعينيه.. قالت: أراك قد شحب لونك. فقال لها: يا فاطمة، انّ الله عزّ و جلّ بعث أباك بأمر لم يبقَ على ظهر الارض بيت مدر ولا شعر، الا أدخله به عزاً أو ذُلا، يبلغ حيث بلغ الليل.
وبعد رحيل النبي الاكرم (صلى الله عليه واله)، تُذكّر الزهراء عليها السلام المسلمين، بخطبة لها، فتذكّر بالمعاناة الجسمية التي مرت بالرسول (صلى الله عليه وآله)، وكيف أنه قام منفرداً بإبلاغ رسالة ربه العظيمة، وكان سلاحه المنطق والدليل والموعظة والحكمة، لمن طلب الحق واستقصى عنه، إلى أن كسر شوكة المشركين، ودمر معابد الأصنام، وتفرَّق أعداء الله، فازيلت الظلمات وشعَّ النور، وذكرتهم (عليها السلام) بوصيته في طاعة الامام علىّ (عليه السلام):حيث تذكر في ثنايا حديثها، بما قدمه أمير المؤمنين من تضحيات لهذه الأمة، و كيف أن النبىَّ (صلى الله عليه وآله) كان يرسله لمواجهة الحوادث الخطرة و التصدي لها، فينقضُّ على الفتن فيخمدها، ويعود منتصراً، فكان ناصراً ومعيناً للرسول (صلى الله عليه وآله) وحامياً ومدافعاً.

وتطرق سماحة الخطيب الحميداوي قائلًا:

نتطرق لموضوع مهم وهو التقليد. وباختصار انقل بعض ما موجود في احد كتب السلسلة الفقهية الاولى المنهاج الواضح بحوث اخلاقية وتمهيدية للمحقق السيد الصرخي الحسني (دام ظله)، حيث قال:
التقليد: “معناه قلده العمل او فوضه اليه” وقد حث الشارع المقدس على التقليد، من خلال الدليل العلمي الشرعي والعقلي، واتباع من يملك هذا الدليل ويتمسك به. وهنا يقصد بالتمسك قولا وفعلا، وقد وردت بعض الآيات القرآنية حيث قال تعالى (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (*) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ).
وقوله تعالى (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ.
والتقليد يعمل به المسلمين جميعا السنة والشيعة، فعند اهل السنة، جاء في المستصفي, للغزالي الجزء الثالث ص370 قال: التقليد هو( قَبُولُ قولٍ بلا حُجةٍ).
وعن الآمدي في إحكام الاحكام ج4 ،وعن ابن الهمام, ان “التقليد هو العمل بقول الغير من غير حجة ملزمة او معلومة”، او “اعتمادا على راي الغير او اسنادا الى قول الغير” وهناك الكثير من الشواهد تذكر معنى التقليد والحث عليه والرجوع الى العالم. ونجد البعض ممن حصر التقليد في المذاهب الاربعة امثال {ابن الصلاح وقد ناقشه العلامة المراغي وفند دعواه بالدليل العلمي.
واما التقليد عند الشيعة: فهو تفويض المقلد اعماله الى المجتهد وقد ورد فيه عدة اقوال: {1- قبول قول الغير. 2- قبوال قول الغير مع الالتزام بالعمل على طبقه. 3- العمل بقول الغير…}
فالمكلف الذي لم يصل الى رتبة الاجتهاد يجب عليه التقليد، لان الفطرة الانسانية تقتضي وجوب دفع الضرر المحتمل من اخطار وهلكات، وحيث لا يوجد امام المكلف العامي، الا التقليد لانقاذ نفسه، فيجب التقليد.

وختمَ الخطيب خطبته قائلًا

لقد حث اهل البيت (عليهم السلام) على ان يكون في شيعتهم من يفتي الناس.. ورد عن الامام الصادق (عليه السلام): قوله لأبان بن تغلب “اجلس في المسجد وافتي الناس فاني احب ان يُرى في شيعتي مثلك”.
فمبداء الاجتهاد والتقليد كان في زمن المعصومين (عليهم السلام). وانقل لكم هذه الرواية التي تدل على ان المجتهد الجامع للشرائط يكون هو الحاكم والفقيه كما جاء في كتاب المنهاج الواضح ,الفصل الخامس, ادلة الولاية العامة، الدليل الحادي والعشرون , للمحقق الاستاذ السيد الصرخي الحسني (دام ظله):
للفقيه صلاحية القاضي والسلطان. الروايات المصرحة او الظاهرة باعطاء المجتهد صلاحية القاضي والسلطان، عديدة ومنها: مقبولة عمر بن حنظلة، قال: سالت ابا عبدالله (عليه السلام) عن رجلين من اصحابنا، بينهما منازعة في دين او ميراث، فتحاكما الى السلطان والى القضاة ايحل ذلك؟؟.. قال عليه السلام (ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا، ونظر في حلالنا وحرامنا، وعرف احكامنا، فليرضوا به حكما, فاني قد جعلته عليكم حاكما, فاذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه, فانما استخف بحكم الله وعلينا رد, والراد علينا رادٌ على لله، وهو على حد الشرك بالله ).
كان ذالك اليوم الجمعة 15 من جمادى الأولى 1441هجرية الموافق العاشر من كانون الثاني 2020 ميلادية.