خطيب جمعة الشامية: رسالة الأنبياء تبعث روح الأخوة والتسامح وتدعو وللتعايش السلمي

 

 

 

 

المركز الإعلامي_إعلام الشامية

 

تطرق خطيب جمعة الشامية الشيخ سالم الجناحي – أعزه الله- في خطبةٍ القاها اليوم الجمعة المصادف 17 من شهر شوال 1440هجرية الموافق 21 من شهر حزيران 2019 ميلادية، في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره-
قائلا سماحته :
إن الحوار بين الأديان مصطلح معاصر متداول على الساحة العالمية والمحلية، منطوا على الكثير من الشك والغموض والإبهام من ناحية مدلوله وأهدافه وبما أن الحوار بين الأديان مصطلح معاصر لذا وجب على العلماء دراسته وتحديد معناه لغة واصطلاحا، وبيان أنواعه وأحكامها في ضوء الكتاب والسنة.
وأضاف خطيب الجمعة الشيخ الجناحي – وفقه الله- قائلًا :

إن أول المبادرين بالحوار بين الأديان هم الأنبيــاءُ والأوصياء -عليهم السلام- مع أقـوامهم بطرق مختلفــة وأساليب متعـددة، والمسلمون هم أحرى الناس اتباعا للمنهج النبوي للدعوة، وأقواهم حجة وبياناً، لأن دينهم دين رباني موافق لعقل الإنسان وفطرته السليمة أما الأصل الشرعي في الحوار مع أهل الأديان، فهي الآيات التي وردت فيها دعوة الأنبياء والرسل لأقوامهم، وقد كان أقوامهم على أديان مختلفة ومتباينة، كقوله تعالى:;وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وقوله تعالى: ;قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَا مِنَ الْـمُشْرِكِين وقوله تعالى:وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وينهون عن المنكر)

وأنّ الأديان شُرّعت لكي يعيش الإنسانُ في ظلّ الطمأنينة والسلام وتتّفق كلّ الأديان السماوية، اليهودية والمسيحية والإسلام والأديان الإبراهيمية جميعاً، على حفظ النفس المحترمة وحفظ حرية الفكر ايماننا بقوله تعالى لا اكراه في الدين، وان كل ما يحصل من ارهاب وترويع باسم الاحكام السماوية هو قد غلف بغلاف الدين لا اكثر وانه من وحي الشيطان وجنوده وان المسؤول الرئيس عن كل ما يحصل هم رجال الدين في تلك الديانات ولا اقصد حملت الاديان ومن جاءوا بها فالأنبياء قد بلغوا رسالات ربهم بأتم وجه لكن من جاء بعدهم وتلبس به الشيطان هم من شرعوا لنا الفرقة والارهاب وتكفير بعضنا لبعض ولم ينتفض لدين الله احد منذ غياب الانبياء والاوصياء والى يومنا والعتب ينصب على اهل الاسلام اهل الدين الخاتم للأديان اهل القران والذي لم يصبه التحريف كباقي الكتب السماوية والذي فيه جميع الاحكام وقصص الديانات الاخرى

وأشار خطيب الجمعة الشيخ الجناحي – وفقه الله –

العتب كل العتب على اصحاب الخط المحمدي الاصيل القريب من التشريع بل الخط الذي اكدت كل الديانات ورسولها انها سيؤول امرها الى ذلك الشخص العظيم المخلص المهدي -عليه السلام -اصحاب المذهب الجعفري و من نعم الله على الناس جميعا أن يجعل لذلك الشخص الالهي الشخص الموعد المهدي -عليه السلام – نواب يعملون بأمره ويحققون هدفه العادل بالدليل العلمي والاخلاقي كما اثبت الانبياء دليلهم بالوحي والعلم والمعجزة نائب ومرجع امتاز بخوارق علمية وسعة فكر وهمة عالية واخلاص كبير ألا وهو المحقق الاسلامي والفيلسوف الكبير السيد الصرخي الحسني -دام ظله-

من جانبه أكد الشيخ سالم الجناحي – وفقه الله-

على خطاب المحقق الصرخي الحسني -دام ظله- العالمي لكل الاديان بأنّ الكراهية والعنف والإرهاب يضرب في كل مكان ،ويقع على جميع الناس لان الشر لايفرق بين دين او مذهب كما دعا سماحته للتوفيق بين معاني الكتب السماوية واعتماد المشتركات والتمكن من تأسيس قواعد ومسائل كلية متقاربة ومشتركة، في العقيدة وأصول الدين، ولابد أن تُبذل كل الجهود والمعارف والأفكار من أجل تأسيس منهج وسطي معتدل للحوار والتخاطب والفهم والتفهيم واحترام الناس وأفكارهم واختياراتهم، وان اهم تلك المشتركات ما بشرت به كل الأديان السماوية الثلاثة (اليهودية والمسيحية والإسلام) بمجيء المسيح أو المنقذ أو المخلص أو الخليفة في آخر الزمان لإنقاذ البشرية من الظلم والجور وبسط القسط والعدل بين الناس، وبصورة تكاد تكون واحدة ،فأهل هذه الديانات السماوية إنما هم ينتظرونه، ويترقبون ظهوره عليه السلام، وهذا هو أصل (التوحد) بينهم ،وان واقع رسالتهم جميعا وما جاءت به كتبهم هي رسالة وسطية واعتدال تبعث روح الأخوة والتسامح وتدعو وللتعايش السلمي بين الناس