خطيب جمعة الحي :علينا أن نتّبع نهج علي وخطه، فنجعل مصلحة الإسلام والمسلمين في كل العالم؛ مصلحة الفكر، والروح، والسياسة، والاجتماع

المركز الإعلامي ــ إعلام الحي

تحدث خطيب جمعة التابعي الجليل سعيد بن جبير الأسدي (رضوان الله عليه ) في قضاء الحي ( 40 كم جنوب مدينة الكوت مركز محافظة واسط )السيد ماهر الموسوي (وفقه الله )اليوم الجمعة 19 من شهر ذي الحجة 1439هجرية الموافق 31من شهر آب 2018م

عن يوم الغدير عيد الولايـة وهو اليوم الذي ختم الله دينه بما أمر رسوله أن يبلّغه، في مستوى القضية الكبرى، التي إن لم يبلّغها فكأنه لم يبلّغ شيئاً. وقد جاء في ذلك أنه بعد أن جاء النبي(صلى الله عليه واله وسلم) من حجة الوداع، ومعه جمهور كبير من المسلمين يتراوح عدده بين سبعين ألف ومائة ألف، أو أزيد من ذلك بحسب اختلاف روايات المؤرخين أيها الناس، قد حان مني خفوق بين أظهركم، ويوشك أن أدعى فأجيب” ثم قال: “ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: اللّهمّ بلى، قال ـ ورفع يد علي حتى بان بياض إبطيهما للناس ـ: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه كيفما دار”

وبين الخطيب : سمات علي(عليه السلام ) فكان أول الناس إسلاماً بعد رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) وخديجة(عليها السلام). وقال البعض إنه كان أول من أسلم من الصبيان، ولكن علياً(عليه السلام ) كان رجلاً في سنّ صبي، وكان يتحرك من موقع فكر ووعي، وعاش همّ الدعوة مع رسول الله قبل الهجرة في مكة، وبعد الهجرة في المدينة، وكان الفارس الأول، والمعلم، والناصح، لم يعش(عليه السلام ) لنفسه، لا في بيته ولا في خارجه، لأنه عاش بكلّه لله، بعقله وقلبه وحياته، لذلك، لا يمكن أن يكون غير علي هو الذي يخلف رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم)

ووضح الموسوي : أن علي(عليه السلام )، كان ، المميز في علمه وجهاده وزهده، وفي إخلاصه لله ولرسوله. وذلك هو طابع شخصية علي(عليه السلام )، أحب الله ورسوله في عقله وقلبه وجهاده، وأحبه الله ورسوله من خلال ذلك كله. ونحن عندما نقف الآن في يوم الغدير، يوم الولاية، لا بد لنا من أن نتفهم حقيقة واعية، أن علياً(عليه السلام ) كان مخلصاً للإسلام كله، وكان الإسلام والمسلمون كل همه: “فخشيت إن أنا لم أنصر الإسلام وأهله، أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم هذه، التي إنما هي متاع أيام قلائل”. 

وأشار الخطيب : أن علي(عليه السلام) صَبَر صَبْرَ الرساليين، وكان يفكر بمصلحة المسلمين، وأعطى الرأي والنصيحة والمشورة للأول وللثاني وللثالث، لأنه(عليه السلام ) كان فوق الحقد، فلم يدخل الحقد قلبه حتى للذين ناوأوه، بل كان(عليه السلام ) يريد للناس أن ينفتحوا على الإسلام والتقوى، كان قلبه وعقله منفتحين كقلب رسول الله وعقله، لذلك لم يجد(عليه السلام ) فرصة للحقد والبغض والمعاداة، أو أن يستغلّ حقه من أجل الإيقاع في الواقع الإسلامي.


وأضاف الموسوي : أن علينا أن نتّبع نهج علي(عليه السلام ) وخطه، فنجعل مصلحة الإسلام والمسلمين في كل العالم؛ مصلحة الإسلام الفكر، والروح، والسياسة، والاجتماع.. كلّ همّنا، كي لا يضعف في فكره وروحه وخطوطه، لذلك يجب أن تكون كلماتنا كلمات الحق، ولكن في نطاق مصلحة المسلمين، كما علينا أن تكون كلماتنا كلمات الوحدة بين المسلمين جميعاً، لأن الاستكبار العالمي من جهة، والكفر العالمي من جهة أخرى، تحالفا من أجل إضعاف الإسلام والمسلمين؛ إضعاف الإسلام في نفوس المسلمين، وإضعاف المسلمين في نطاق الواقع الذي يعيشونه

وأكد الخطيب: ليكن يوم الغدير يوم الوحدة الإسلامية، وقد بيّنا مراراً أنّ الوحدة الإسلامية لا تعني أن تطلب من الشيعي أن يكون سنياً أو السني أن يكون شيعياً لحساب الوحدة، ولكن أن نلتقي على ما اتفقنا عليه، وأن يكون الحوار بيننا علمياً موضوعياً في ما اختلفنا فيه وننطلق لنؤكد أخوّتنا في الدين وفي الولاية، وإن الانتساب إلى علي(عليه السلام ) في خط الولاية يكلفنا كثيراً، يكلفنا جهداً في خط الإسلام في الفكر وفي العمل، فمن أراد أن يكون مع علي، عليه أن يكون مع الحق، في كل مواقفه وموارده ومصادره، فلا يمكن أن تكون مع علي(عليه السلام ) وأنت مع الباطل تسير؛ مع الباطل في العقيدة، وفي الشريعة، وفي السياسة وإن علياً(عليه السلام ) عاش لله، وعاش مع الله، وباع نفسه لله، فهل نطمع أن نعيش لله ومع الله وفي سبيل الله!! هذا هو معنى يوم الغدير، وهذا هو الذي جعل رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) يقدم علياً للمسلمين على أنه الإنسان الذي أعطى الإسلام كل حياته، وعلى المسلمين أن يعطوه كل محبتهم وحركة الاقتداء به.

 
 

ركعتا صلاة الجمعة