خطيب جمعة الكوت : إن آية البلاغ التي خُصَ بها أمير المؤمنين علي(عليه السلام) لم تكن خصوصيتها عبثًا ولا لهوًا



المركز الإعلامي – إعلام مكتب الكوت

قال خطيب صلاة الجمعة التي أقيمت في مسجد وحسينية نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) في مدينة الكوت إن آية البلاغ التي خص بها أمير المؤمنين علي(عليه السلام)لم تكن خصوصيتها عبثًا ولا لهوًا ، بل لكون علي (عليه السلام) أعلم الأمة وأهلًا لإمامتها ,فكان جديراً بهذه المرتبة الإلهية وكان حقيقا على الله سبحانه وتعالى إن يخص بها علي (سلام الله عليه) دون غيره من الصحابة المنتجبين ..
وبين الشيخ الخطيب مهدي العابدي (دام عزه) خلال خطبته التي ألقاها اليوم الجمعة 19 ذي الحجة 1439 هـ الموافق 31-8-2018 م : أشار المرجع الأستاذ المحقق سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله) إلى أن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) استحق الخلافة والوصية لوجود المميزات والخواص والخصال وأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أُمِرَ بأن يشير بالخلافة والوصية إليه ، نافيًا سماحته ان تكون القربى هي الدليل وإنما القربى ميزة من المميزات ..

 
وتابع الخطيب العابدي : قال سماحته ( نحن نعتقد إن الخلافة بالنص على علي (عليه السلام) ليس لأنه له قربى مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه القربة ميزة من الميزات لكنها ليست بدليل ، ليست بحجة ليست بأساس حتى يكون خليفة أو وصيًا أو إمامًا أو حاكمًا بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نحن نقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تأخذه في الله لومة لائم ، من هو علي إمام الحق إمام الجنة والنار إمام الذات الإلهية ؟ علي لا شيء أمام هذه الحقائق ، علي لا شيء أمام الحقيقة الإلهية !! لكن متى صار لعلي الشأنية والعلو والمكانة والرفعة والخصوصية ؟ لأن الله خصه بالشيء . فأرتفع علي وارتقى علي بهذه الخاصية بهذه الكرامة بهذه النعمة بهذا الشرف بهذا التكريم )
وأضاف : فلتكن البيعة والعهد والميثاق لبقيتهم وثمرة جهادهم وخاتمهم الأمام المهدي (عليه السلام) ومن يمثل نيابته اليوم حقًا وصدقًا وقولًا وفعلًا , فلا تجعلوا ضمائركم في غفلة عنها , بل علينا جميعًا أن ندرك حقيقة هذا العيد الأكبر وكيف نتعامل مع هذا الواجب المقدس اتجاه من يمثل البيعة الحقيقية اليوم, (فبيعة غدير خم) لا زالت تعاني ضياع حقها وإقصاء أهلها , فواجبنا كمسلمين اليوم أن نجدد البيعة لصاحب الحق والداعي إلى الحق والممهد إلى الحق حتى لا نكون لمن نكث الأيمان ونقض العهود وخان الأمانة . 


وختم الشيخ العابدي بالقول : اليوم عادت بيعة الغدير وهي تفتش عن الضمير الإنساني في مجالس السياسة والدين وحلقات طلاب العلم والواجهات الدينية والرياسة الدنيوية بعد أن شوهت معالمها وزيفت مناهجها وسفكت دماء ورثتها وشرد وغيب وضيع واغتصب حقها منذ قرون من قبل أدعياء العلم والاجتهاد , ولا تزال تفتش عن الضمير بين رجال الدين والتدين(إلا من رحم الله) فرأتهم يتاجرون بعقول الناس في أسواق الجهل الأعمى , ورأت كلاً منهم قد ثغر له في كل رأس من رؤوس الأمة فجوة ينحدر منها إلى الأخلاق فيفسدها , والمشاعر فيقتلها , ليتوصل بذلك إلى ذخائر الأموال ومعادن النفوس فيسرقها ويسلبها .

ركعتا صلاة الجمعة المباركة