بابل-الحلة-صلاة-جمعة-27-رجب-1442

خطيب جمعة الحلة: المبعث النبوي هو ولادة النور الإلهي والهداية الكبرى لكل البشرية

المركز الإعلامي – إعلام الحلة

بابل-الحلة-خطيب-صلاة-جمعة-27-رجب-1442

تكلم خطيب جمعة الحلة الأستاذ رزاق الجدوعي في خطيبته التي ألقاها في مدنية الحلة اليوم الجمعة ٢٧ من شهر رجب ١٤٤٢ هجرية، الموافق ١٢ من آذار ٢٠٢١ ميلادية. قائلاً : يوم ٢٧ رجب سنة ١٣ قبل الهجرة النبوية الشريفة يحمل ذكرى رسالة خالدة وولادة النور والرحمة الإلهية والهداية الكبرى ففي هذا اليوم المبارك، بدأت البعثة وانطلقت الرسالة فالمبعث النبوي الشريف هو مبعث النور ومولد الرسالة والقرآن الكريم، وانطلاق الحضارة الإسلامية ثم أن هذا اليوم هو يوم عيد ليس فقط للأمة الإسلامية ولكن للبشرية جمعاء فبعثة الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم- عمت بركتها الكائنات.

موضحاً ” لقد كانت بعثة النبي – صلى الله عليه وآله- بعد فترة من الرسل وبعد ما أِشرف الناس على الهلاك لكثرة الخرافات وشدة الجاهلية فقام النبي – صلى الله عليه وآله- برسالته ودعا العالم بأجمعه إلى التوحيد والإيمان بالله عز وجل وترك عبادة الأصنام والأوثان التي لا تضر ولا تنفع ودعى إلى الفضائل ومكارم الأخلاق، ونهى عن الرذائل وقبائح الصفات، ودعى إلى السلم ونبذ العنف، ودعى إلى حب الآخرين وقضاء حوائجهم، ودعى إلى الكرامة والأخلاق بعد ما فشي فيهم القتل والسرقة والزنا وارتكاب الفواحش، وبعد ما كانوا يأخذون الربا ويشربون الخمر، ويطوفون بالبيت عراة رجالا ونساء.
مشير اً ” لقد جاء النبي الأكرم وسط مجتمع كانت حياته حياة احتراب وعصبية وجهل وتخلف في مختلف المجالات وبحسب وصف الآية الكريمة ﴿وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ﴾، لقد كان مجتمعا معرضاً للانتهاء والإبادة ومهددا بالعيش خارج التاريخ والحياة، فخلق منه هذا النبي العظيم مجتمعا جديدا وأمة متقدمة استطاعت أن تقود العالم خلال فترة من الزمن.
منوهاً ” إن البعث لم تخلوا من التضحية والصبر حيث تحمل النبي – صلى الله عليه وآله وسلم- نصيب كبير من التعذيب الاذى في سبيل ابلاغ الدعوة الاسلامية فإنه كان كلما سمع أنَّه عُذِّب أو أوذيَ أحدٌ في سبيل دعوته تألَّم وتأثَّر و فاضت عيناه بالدموع إضافة إلى ذلك فقد كانت قريش تتعرض للنبي بالذات إذ كان أبو لهب يرمي النبيّ بالحجارة وكانت زوجته تُلقي في طريق الرسول الأشواك وكان أبو جهل يحاول إثارة غضبه بإلقاء الغرث على رأسه وهو في الصلاة، أو يرمي القذر في طعامه وهو يأكل؟ وشجَّ أحد الكفَّار رأسه الشريف بالقوس حتى جرت دماؤه على وجهه الكريم..! وكان بعض آخر منهم يلطِّخون داره بالأقذار ، وقد يلقون بها في فناء داره. أما السخرية والاستهزاء والتقريع، فقد كانت تمتلئ بها أفواه الكفاّر، ويصبُّونها على النبي كلَّ حين !.وكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يقابل كلّ ذلك بصبر حكيم، وحلم قائد.
خاتماً خطبته قائلاً : أيها الاحبة لكي نستثمر هذه المناسبة ونعيد النظر في كل مجالات حياتنا وبالخصوص ديننا وعقيدتنا المعطات لابد من التفاعل والصبر وحمل روح الحماس التي يتحلى بها النبي المبعوث المصطفى – صلى الله عليه واله وسلم – و الحفاظ على تلك التضحيات وما تحمله – صلى الله عليه واله وسلم- وان لا نفرط فيها وذلك من خلال التمسك بالعلم والعالم الحقيقي وتحكيم العقل لا العاطفة أو الطائفة أو الحزب وبعد هذا ينبغي أن لا نسمح للمنحرفين الدجالين المسترزقين بمورثنا الإسلامي فلا نسمح لهم دس الأكاذيب والخرافة.