خطيب جمعة البصرة/ المهدي عليه السلام المخلص واصحابه نموذجا فذا فريدا من نوعه


المركز الإعلامي / إعلام البصرة


أقيمت صلاة الجمعة المباركة في جامع الإمام الباقر (عليه السلام) وسط محافظة البصرة الفيحاء اليوم المصادف الثالث من آب لعام 2018 م الموافق 20من شهر ذي القعدة لسنة 1439هــ بإمامة سماحة السيد عباس السبتي ( دام عزه )

تطرق الخطيب الى قضية المصلح الذي يتحدث عنه جميع الناس على اختلاف المسميات والمعتقدات بقوله ” فقضية المصلح قد اصبحت اليوم قضية لا مناص من طلبها والتعويل عليها مع اختلاف الفكرة لدى بني البشر عن ماهية المصلح ودينه وعقيدته ولغته الا ان الجميع ينتظر ذلك المصلح وتلك المدينة الفاضلة التي تحدث عنها الحكماء والفلاسفة وعندما اقول الجميع اعني الشعوب كل الشعوب حتى تلك التي تشهد ازدهارا جزائيا اما الحكام والطغاة فان شخص المصلح يشكل هاجس خطر على نفوذهم وطغيانهم وجبروتهم”
وأضاف سماحته ” اما نحن الشيعة بالخصوص نعتقد ان المصلح هو شخص معروف الاسم والكنية والنسب وانه معين من الله تعالى وقد نص على اسمه وكنيته النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم كما قد نص على اسماء الائمة الذين يسبقون خلافة المصلح المهدي عليه السلام واحدا واحدا الا ان هذا المصلح ليس حضوره بالامر الهين بل يتطلب تعب ومجاهدة وعناء واستعداد مختلف عما يفعله اتباع كل صاحب دعوة اصلاح او تغيير شامل”
فيما اشار السبتي الى بعض مواصفات اصحاب الامام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) كونهم على مستوى عال من العفة والاخلاص والطاعة “وان اصحاب المنقذ المخلص الموعود من صنف ونوع وقابليات مختلفة عن اصحاب واتباع غيره ممن يدعون الاصلاح والسبب هو انه عليه السلام يريد قيادة تحضى بثقة المجتمعات باجمعها وتكون هذه القيادة بلسما لجراح المعذبين والمحرومين في انحاء العالم فهؤلاء النخب والقادة الذين يكونون نواة ظهور هذا المصلح ليس لهم نظيرا في هذا العالم الممتلى بالمحسوبية والتحزب الضيق بل هم خدم للمجتمع يسعون جاهدين في خدمة الانسانية والارتقاء بوضعها المعيشي والفكري والاخلاقي فيصبح المهدي عليه السلام المخلص واصحابه نموذجا فذا فريدا من نوعه وهذا مما لاشك فيه فانه عليه السلام سوف يثبت جمال الحكومة الالهية واختلافها الجذري عن كل الحكومات التي حكمت وتسلطت في عصر الغيبة وماقبلها وسف يدخل عدله كل بيت وكل ارض ولن يبقى هناك فقير ولامحروم وايضا لايوجد اي فاسد او منحرف”
وقد نوه الخطيب الى جملة من الشروط التي يشترطها الامام عليه السلام على اصحابه والتي تكشف المستوى المتدني لدى المجتمع في ذلك الوقت ” ان الامام عليه السلام لا يظهر لاصحابه الا ان يشترط عليهم عدة شروط منها ان لايلعنوا موحدا و لايجهزوا على جريح ولا يتبعو فارا وان لايقتلو اسيرا ولايقربوا الزنا وان لاياكلوا الرباء وشروط اخرى وهذا يدل وبوضوح ان المجتمع في حينها منغمس في الرذيلة ومبتعد عن الله تعالى فتكون هذه الشروط صعبة تحتاج الى من ادب نفسه في فترة الغيبة وقبيل الظهور المقدس واعتاد على الاعتدال والموضوعية ورفض التكفير والقتل وسحل الجثث وحرقها والتمثيل كما تفعل مدارس التكفير والتطرف التيمي ومن سار على شاكلتهم”
ومن الاجدر ذكره ان المرجعية الرسالية التي تمثل منهج اهل البيت عليهم السلام دائما تتعرض لقضية الغائب عليه السلام بحثا وتنظيرا وتدريسا لتذكير المؤمنين بقضيتهم المحورية والتي تسعى لتحقيق الدولة الالهية العادلة في الارض