خطيب جمعة الفهود :(( علاقتنا بإمامنا المهدي عليه السلام ))

المركز الأعلامي _ أعلام الفهود

تطرق سماحة الشيخ مظفر الخاقاني خطيب جمعة مدينة الفهود في مسجد وحسينية الصدر الاول ( قدس سره) اليوم الثالث من شهر اب 2018 ميلادي الموافق 20 من شهرذي القعدة 1439 هجري .

الى الحديث الوارد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام والذي يقول فيه : “اللهم عرّفني نفسك فإنّك إنّ لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيّك، اللّهم عرّفني رسولك فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك، اللهم عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني”.

حيث إنّ هذا الدعاء يتحدّث عن أول واجبات العلاقة مع الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف المقدم على كلّ واجب منها، ألا وهو معرفة الإمام التي لا تكون إلا بتوفيق وتيسير من الله، وبتوسّط معرفة الله ورسوله

“لولا الحجّة لساخت الأرض بأهلها .إن أي علاقة مع الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف إنّما تختلف بعمقها وسموها بحسب نوع المعرفة وعمقها ودرجتها. والواجب أن تكون علاقتنا به علاقة مأموم بإمام يرجع إليه في كل تفاصيل حياته،

ذكر الخاقاني الاداب التي يدل عليها الرواية الشريفة وهي

1- مؤاساته في غيبته واشتياقاً لرؤيته: وهذه الآداب ممّا تواترت بها الروايات والأدعية والزيارات عن أئمّة الهدى. ولقد كان أئمّة أهل البيت يتحرقون شوقاً إليه، ويتألّمون من غيبته فهذا أمير المؤمنين علي عليه السلام يؤمئ إلى صدره قائلاً: “هاه” من شدة شوقه إلى رؤيته

وكذلك تشوق الامام الصادق عليه السلام وبكائه الطويل وشكواه من طول غيبة الامام المهدي عليه السلام . وما نقرأه في دعاء الندبة من فقرات الدعاء التي تدل على حرقة ولوعة الفراق وشدة الشوق لرؤية او لقاء الامام عجل الله فرجه الشريف وكذلك دعاء العهد ومافيه من طلب النصرة والعون في الكون مع انصار الامام المهدي .

2- الصلاة عليه والدعاء له بالفرج وهذا أيضاً ممّا تمتلئ به نصوص العترة الطاهرة على اختلافها فمن دعاء الافتتاح:”اللهم وصلّ على وليّ أمرك القائم المؤمّل والعدل المنتظر… والدعاء نفسه أيضاً فيه فقرات عظيمة من الدعاء بفرجه.

3-التوسل به في المهمات وطلب الحوائج : وقد ورد أيضاً عن الإمام الرضا عليه السلام: “إذا نزلت بكم شدّة فاستعينوا بنا على الله عزَّ وجلَّ”. ولقد كانت سيرة العلماء والعرفاء أنّهم إذا أهمّهم أمر ونزلت بهم حاجة أو ضائقة توسلوا بأهل بيت العصمة عليهم السلام، لا سيما حجّة الله عجل الله تعالى فرجه الشريف لطلب الفرج.

4- – السعي والتشرف بخدمته : ولعل ذلك من أفضل الأعمال، بل إنّ التشرّف بخدمته عليه السلام هو مقام وأيّ مقام، من خلال نشر معرفته والإيمان به وبحتميّة ظهوره والتمهيد والتوطئة له وإعداد النفس والناس لنصرته، وهذا المقام من الشرف والعظمة بحيث يتمنى الإمام الصادق عليهم السلام أن يناله فقد أجاب ردّاً على من سأله عن ولادة القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف . ولو أدركته لخدمته مدّة حياتي”.

5- إعداد النفس واصلاحها .. وإعداد النفس له عجل الله تعالى فرجه الشريف يشمل تهذيبها وتكميلها بترك المحرّمات والإقبال على الطاعات والتحلّي بالأخلاق الحميدة، كما يشمل الاستعداد البدني والتجهّز لنصرته، فقد ورد أنه عليه السلام يطّلع على أعمال شيعته كل اثنين وخميس… فماذا سيكون موقفنا إذا ما كان فيما يرفع من أعمالنا ما يؤذيه ويسيئه، وأيّ حزن سندخله على قلبه الشريف إذا ما خيّبنا أمله فينا بسبب سوء أعمالنا ألا تكفيه غربته همّاً حتى نزيد همّه . فعن صادق أهل البيت عليه السلام: “من سرّه أن يكون من أصحاب القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف: فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق .

أما في الخطبة الثانية تطرق الخاقاني الى فرع من فروع الدين وهو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .

فعن أمير المؤمنين علي عليه السلام : «وإِنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ، والنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، لَخُلُقَانِ مِنْ خُلُقِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وإِنَّهُمَا لَا يُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ، ولَا يَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ».

لا يقتصرُ الكمالُ الإنسانيُّ المتمثّلُ بالقربِ من اللهِ عزَّ وجلَّ بالعملِ بالعباداتِ والفرائضِ التي ترتبطُ بالإنسانِ بشكلٍ مباشرٍ من صلاةٍ وصومٍ وغيرِها بل يشملُ هذا الكمالُ الفرائضَ الأخرى التي لا يصحُّ تضييعُها، ومن أهمِّها فريضةُ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ. وهذه الفريضةُ هي من الفرائضِ الواجبةِ على الأمّةِ، والمطلوبُ أن يقومَ بها جماعةٌ من الناسِ قال تعالى:وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. ولذا كانت أمّةُ الإسلامِ خيرَ أمّةٍ ما دامتْ مواظبةً على هذه الفريضةِ، قال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ واللهُ عزَّ وجلَّ في كلِّ شرائعِهِ التي أنزلَها على عبادِهِ أرادَ بذلك أن يُرشدَهم إلى المعروفِ ويُبعدَهم عن المنكراتِ ويُحلِّلَ لهم الطيّباتِ ويُحرّمَ عليهم الخبائثَ.