خطيب جمعة القرنة : ” صلح الإمام الحسن ” كشف الزيف الإعلامي الذي تستر به الحاكم الأموي

أجاب فضيلة الشيخ أنس المالكي (دام توفيقه) خطيب صلاة الجمعة في جامع سيد الكائنات (صلى الله عليه و آله وسلم) اليوم السادس من صفر 1439 هـ الموافق 27 / 10 / 2017 م , على الأسباب والظروف التي اضطرت الإمام الحسن ( عليه السلام ) للصلح مع معاوية بن أبي سفيان من خلال ما تطرق له المرجع المحقق ( دام ظلّه ) في كتاب صلح الإمام الحسن ( عليه السلام ) حيث أن الإمام الحسن الظروف القاهرة هي التي اضطرته لعقد الصلح مع معاوية ومن خلال هذا الصلح كشف الزيف الإعلامي الذي كان يتستر به الحاكم الأموي قائلًا :
“عندما بذرت الفتنة في صفوف جيش الإمام الحسن ( عليه السلام ) وبعد محاولات اغتياله اخذ يبيّن لهم النتائج المرة والأضرار الجسيمة التي تترتب على مسالمة ومصالحة معاوية “.

مبينًا : أن الإمام الحسن ( عليه السلام ) من خلال الروايات يستشف عزمه ( عليه السلام ) على القتال وكان متقينًا من النصر ثقة بالله تعالى , ومع هذه الثقة يحق لنا أن نطرح التساؤل التالي :
ما الذي اضطر الحسن ( عليه السلام ) للصلح ؟

وأضاف : للإجابة على هذا التساؤل المفصلي في حياة الإمام الحسن ( عليه السلام ) نقول هناك أسباب عديدة دعت إلى هذا الصلح ومنها :
انحلال الجيش وانشقاقه حيث كان جيش الإمام فئات متعددة , كفئة بني أمية وهم أبناء الأسر البارزة الذين لا يهمهم غير الزعامة الدنيوية منهم : زياد بن أبيه حيث حدثت بينه وبين معاوية مراسلات انتهت بادعاء معاوية أن زياًا أخوه ابن أبي سفيان , وهذا الإقرار مخالفة صريحة لما أكده ونهى عنه النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيث يقول الولد للفراش وللعاهر الحجر .

وأشار إلى جملة من الأسباب الأخرى التي دعت واضطرت الإمام للصلح مع معاوية منها أيضًا :
الكتب والتفاقيات التي أرسل معاوية منها للإمام الحسن ( عليه السلام ) وكانت متضمنه لأسماء شخصيات ورؤساء عشائر مضمونها أنهم يواعدون معاوية متى ما طلب منهم ذلك , وكان مضمون هذه الكتب , مبايعة معاوية , وخلع الحسن , وتسليم الحسن سرًا أو جهرًا , اغتياله وقتله متى ما طلب منهم معاوية .

من الجدير بالذكر :تعرض الإمام الحسن ( عليه السلام ) إلى ثلاث محاولات اغتيال منها أنه كان يصلي فرماه شخص بسهم فلم يؤثر شيئًا لأنه كان مرتديًا درعًا ولأول مرة يرتديه , ومنها طعن الإمام بخنجر في أثناء الصلاة .

ركعتا صلاة الجمعة