المرجع الصرخي : جهل التيمية لغة وعرفا بتأويلات الرازي لتنزيه الله !!

 

الخبر الخامس: ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) أنّه قال: {رأيت ربي في أحسن صورة، فوضع يدَه بين كَتِفَي، فوجدت بردَها بين ثديي، فعلِمت ما بين السماء والأرض، ثم قال: يا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام، قلت: لبيك وسعديك، قال(تعالى): فيمَ يختصِم الملأ الأعلى؟ فقلت: يا رب، لا أدري، فقال في أداء الكفّارات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء على الكراهات وانتظار الصلاة بعد الصلاة}
واعلم: أنّ قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: {رأيت ربي في أحسن صورة} قد تقدّم تأويلُه.
وأمّا قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: {وضع يده بين كَتِفي}، ففيه وجهان[{وضَعَ يَدَهُ} فيه وَجهان]:
الأوّل: المراد منه، المبالغة في الاهتمام بحاله، والاعتناء بشأنه، يقال: لفلان يد في هذه الصنعة، أي هو كامل فيها.
الثاني: أن يكون المراد من اليد النعمة، يقال: لفلان يد بيضاء، ويقال: إنّ أيادي فلان كثيرة. (( لاحظ: هو يذكر ما يأتي في ذهنه من محتملات، أنت عندك احتمالات أخرى، احتمال ثالث ورابع وخامس وسادس.. وعاشر، لا توجد أيّ مشكلة هنا، المهم أنت تخرج من القدح والهتك بالتنزيه والتقديس وانتهى الأمر، أمّا ما تحتمله بعد هذا فما أكثر المفسّرين والتفسيرات والأقوال من هنا وهناك، حتّى من الإسرائيليّات فسّروا القرآن والآيات القرآنية، إذن ما تحتمله وما ترجحه من محتملات فلك هذا ما دام يوجد مبرر لاختيارك هذا المحتمل للتأويل، وما دام يوجد جهة تشابه ومبرر للتأويل وبعد هذا يكون عندك ترجيح للتأويل كقرينة مقامية أو مقالية للترجيح، لا توجد أيّ مشكلة، فهو يأتي بمحتملات ليس على نحو الحصر وإنّما يعطي بعض المحتملات ويعطي باب التأويل))
وأمّا قوله: {بين كتِفي}، فإن صحّ، (( لاحظ: على فرض الصحّة، فهو لا يهمه صدر او لم يصدر، لكن توجد شبهة تترتّب على هذا الأمر فأعطى التأويل )) فالمراد منه: أنّه أوصل إلى قلبه من أنواع اللطف والرحمة. وقد رُوِيَ: {بين كَنَفي}، والمراد منه، مثل ما يقال: أنا في كَنَفِ فلان، وفي ظل إنعامه. (( التفت جيدًا: أتى بوجه للمعنى المؤول له، وأعطاك مثال، قال: هذا موجود في اللغة وفي العرف كما يقال كذا وكذا، لاحظ، أعطى مبرر للتأويل، أي أنّ الكلام هل استخدم على نحو اللغة والعرف أو أنّه استخدم غلطًا؟ فهو يأتي بمبرر للتأويل، بأنني أؤول هذا المعنى لوجود جهة اشتراك ويقصد به المعنى الفلاني، وكما يستخدم هذا المعنى والتأويل في العرف واللغة. فقط للإشارة وأريد أن أحصر أوجه التغرير والخداع والتدليس، الآن الرازي في مقام الاتيان بمحتملات التأويل، فهو يذكر محتملين أو أكثر وأنت تأتي بثالث أو رابع أو أكثر فهل توجد مشكلة؟ فلا يمكن أن تقول: لا يُراد هذا المعنى وإنّما يُراد هذا المعنى، فهذا ليس برد، لأنّك ما زلت في مجال وطور التأويل، إذن أنت ما زلت مع أهل التنزيه والتقديس وليس عندنا مشكلة في هذا الأمر وهذا لا يعتبر رد، بدليل أنّ الرازي نفسه يأتي بمحتملات كثيرة للتأويل وليس عندنا مشكلة، لكن عندما يأتي التيمية، فمثلا يقول الرازي في العرف يقال كذا، فيأتي التيمية فيقول يرد عليك لأنّه في العرف يقال كذا!!! ومن قال لك لا يقال هذا؟!! المعاني التي يؤوّل إليها ( المعاني المجازية) كثيرة جدًا ولا يمكن حصرها يا تيمية، لكنّك جاهل في اللغة والعرف، فتأتي بتأويل آخر وتقول إذن تأويلك هذا باطل!!! خرافة وأسطورة!!!))
وأمّا قوله: {فوجدت بردَها}، فيحتمل أنّ المعنى: بردُ النعمة وَرَوْحُها وراحَتُها، من قولهم: عيش بارد، إذا كان رَغَداً،
(ويحتمل كمال المعارف)، والذي يدل على أن المراد منه: كمال المعارف: قوله(عليه وعلى آله الصلاة والسلام) في آخر الحديث: {فعلِمت ما بين المشرق والمغرب}، وما ذلك إلّا لأنّ الله تعالى أنارَ قلبَه وشرَحَ صدرَه بالمعارف، وفي بعض الروايات: {فوجَدْتُ برْدَ أنامِلِه}، وسيأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى. (انتهى الفصل الأوّل، ويأتي بعده الفصل الثاني: في لفظ الشخص:..)}}.
 
مقتبس من المحاضرة { 12 } من بحث :
” وقفات مع…. توحيد التيمية الجسمي الأسطوري”
بحوث : تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي للسيد الصرخي الحسني
28 ربيع الثاني 1438 هـ -27-1-2017 م