100…109 : أيْنَ قَـبْـرُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام)؟؟ غَـارَ فِي الأَرْض…صَعَـدَ إِلَى السَّـمَاء.. بِـدْعَة الصَّفَـوَيّ

{إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ}..{وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}
[القَـبْر…وَصِيَّةُ إِخْـفَـاء وَإِعْـفَـاء…هَـارُونُ وَالظِّـبَـاء]
ـ إصلاح الفكر والعقيدة والأخلاق…قال (عليه السّلام): إنّمَا خَرَجْتُ لِـ [طَلَب الإصْلَاح فِي أُمّة جَدّي؛ أُرِيدُ أنْ آمرَ بِالمَعْرُوف وَأنْهَى عَن المُنْكَر]
ـ قَال الإمَامُ الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلَام):{الْقُـبُـورِ…لَا يُـبْـنَى عِـنْدَهَا مَـسَـاجِـدُ}
[مَن لَا يَحضره الفَقِيه(1)للصدوق، منتهى المطلب(1)للعلامة الحلي، تذكرة الفقهاء(1)للعلامة الحلي، الذكرى للشهيد الأول(محمد مكي العاملي)، ذخیرة المعاد(2)للسبزواري، جواهر الكلام(14)للنجفي الجواهري، البحار(82)، الوافي(25)للكاشاني، مسند الإمام الصادق(20)للعطاردي]
ـ أَيْنَ القَـبْر؟؟ اللهُ العَالِمُ…الوَصِيَّةُ بِالإِخْـفَاءِ وَالإِعْـفَاء..القَـبْرُ فَارِغٌ يَقِينًا:
. قَالَ الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلَام):{مَا مِنْ نَبِيٍّ وَلَا وَصِيِّ نَبِيٍّ يَبْقَى‌ فِي الْأَرْضِ بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، ثُمَّ تُرْفَعُ رُوحُهُ وَعَظْمُهُ وَلَحْمُهُ إِلَى السَّمَاءِ}
ـ التُّرَاثُ الشِّيعِيُّ(وَالإسْلَامِيُّ) اتَّـفَـقَ وَأطْـبَـقَ عَـلَى مَنْهَجِ وَسِيرَةِ فَاطِمَةَ وَعَلِيٍّ وَالأَئِمَّةِ وَالنَّبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) فِي:
. عَـدَم رَفْـعِ قُـبُـورِهِـم(عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام) أَكْـثَرَ مِن أرْبَع أصَابِع
. عَـدَم تَجْصِيصِ وَعَـدَم تَطْيـِينِ الـقُـبُور
. عَـدَم البِـنَـاء عَلَى القُـبُور
ـ النَّبِيُّ وَعَلِيٌّ وَأهْلُ البَيْتِ(عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام) قَـد أَمَـرُوا بِـتَهْدِيـمِ الـقُبُور وَطَـمْـسِـهَـا وَتَـسْـوِيَـتِهَا:
. قَـالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام):{بَعَـثَـنِي رَسُولُ اللهِ(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم) فِي هَـدْمِ الْقُـبُـورِ، وَكَسْـرِ الصُّـوَرِ}
[الکافی(13)للكليني:ط.دار الحديث، البحار(76)، مصباح الفقاهة(1)للخوئي، مرآة العقول(22)للمجلسي، البحار(79)، روضة المتقين(7)لمحمد تقي المجلسي، المحاسن(2)للبرقي،مصباح الفقيه(1و5)للهمداني، جامع أحاديث الشيعة(3)للبروجردي، وسائل الشيعة(2)للعاملي، جواهر الكلام(4)للجواهري، الوافي(20)للكاشاني، مسند الإمام الصادق(17)لعطاردي]
. قَـالَ(عَلَيْهِ السَّلَام): بَعَـثَنِي رَسُولُ اللَّهِ(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلّم) إِلَى الْمَدِينَةِ فَقَالَ:{لَا تَـدَعْ صُورَةً إِلَّا مَحَـوْتَهَا وَ لَا قَـبْرًا إِلَّا سَـوَّيْتَهُ}
[الكافي(6)، كشف اللثام(2)للهندي، جواهر الكلام(2)للنجفي، إحقاق الحق(31)للتستري، الفصول المهمة(2)للعاملي، الوافي(20)للكاشاني]
ـ مِن كُـتِـبِ الشِّـيعَـةِ وَتُـرَاثِـهِـم أَثْـبَـتْـنَـا يَـقِـيـنًا سِـيرَةَ النَّـبِـيِّ وَعَلِيٍّ وَأَهْلِ البَيْت(عَلَيْهِم وَعَلَى جَدِّهِم الصَلَاةُ وَالسَّلَامُ) فِي:
  • . النَّهْي عَـن أَنْ يُـزَادَ عَلَى القَـبْرِ تُـرَابٌ لَـم يَخْـرُجْ مِـنْـه
  • . النَّهْي عَن رَفْـعِ القَـبْرِ أَكْـثَـرَ مِن أَرْبَـعِ أَصَابِـع
  • . النَّهْي عَن تَـجْـصِيصِ القَـبْرِ وَتَـطْـيِـينِهِ
  • . النَّهْي عَـن تَـحْـدِيـدِ القَـبْرِ وَتَـجْـدِيـدِهِ
  • . النَّهْي عَن البِـنَـاءِ عَـلَى القَـبْـرِ
  • . النَّهْي عَن اتِّـخَـاذِ القَـبْـرِ عِـيـدًا وَمَوْسِـمًا
  • . النَّهْي عَـن اتِّخَـاذِ القَـبْرِ قِـبْـلَـةً
  • . النَّهْي عَـن الصَّلَاةِ عَـلَى القَـبْـر
  • . النَّهْي عَن اتِّخَـاذِ القَبْـرِ وَالمَقْـبَـرَةِ مَـسْـجِـدًا
  • . النَّهْي عَـن بِنَاءِ مَسْجِـدٍ عَلَى القَبْر
  • . النَّهِي عَـن الدَّفْـنِ فِي مَسْجِد
س/ أَوْصَى أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام) بِـإِخْـفَـاءِ وَإِعْـفَـاءِ قَـبْرِهِ، وَقَـد نَـفَّـذَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ(عَلَيْهِمَا السَّلَام) الـوَصِيَّـة، وَقَـد التَـزَمَ أَئِمَّةُ أهْـلِ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) بِـالوَصِيَّة، فَـمِن أَيْـنَ جَـاءَ التُّـرَاثُ الشِّـيعِيُّ بِـمِـئَـات القُـبُـورِ لَـهُ(عَلَيْهِ السَّلَام)؟!!
س/ هَـل هَـارُونُ الرَّشِـيدُ وَكِـلَابُـه وَصقُـورُه ثُـقَـاتٌ وَأَثْـبَـاتٌ وَأصْحَابُ كَـرَامَـاتٍ وَمُجَـسِّـمَةٌ وقُـبُورِيَّةٌ، فَـتَـمَّ بِجهُـودِهِم وَفَضْلِهِم وَبَرَكَتِهِم اكْتِـشَافُ القَـبْرِ وَإظْهَارُهُ وَبِـنَـاؤُهُ؟!!
ـ فِي التّرَاثِ الشِّيعِيّ(وَالإسْلَامِيّ)، قَـالُوا دُفِـنَ الإمَـامُ عَـلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلَام) فِـي:
[1]الكُـوفَـة..[2][3][4][5][6]أبْوَاب قَصْر الإمَارَة..[7]رَحْـبَة مَسْجِد الكُوفَة.. [8]عِـنْدَ الأعْـرَاب..[9]قَـصْر الإمَارَة..[10]كَـرْخ أَرَوَه(أرَوَى)..[11]كـوخ زَادَوه..[12]كَـرْخ الـرّاذَان..[13]جَـوْخَى الرّاذَان..[14]مَـشْهَد جَـوْخَى زَارَوه..قُـرْبَ النُّعْـمَانِيَّة..[15]مَشْـهَـد كَـرْخ بَـغْـدَاد..[16]رَحْـبَـة أبْـوَاب كِـنْدَة..[17]طَـيّ نَهَـبُـوه..[18]حَـفِـيرَة أبْيَـض الـرّأسِ وَاللِّحْـيَة..[19]الـرَّحْـبَة..[20]الـرّيّ..[21]قَـرِيباً مِنَ النَّجَفِ يَسْرَةً عَـنِ الْغَـرِيِّ..[22]الغَـرِيّ خَلْـفَـكَ وَتَـيَامَن عَن النَّجَف..[23]مَسْجِـد الكُـوفَة..[24]عِـنْدَ القَـصْر عِـنَدَ المَسْجِد..[25]رَحْـبَة قَـصْر الإمَارَة..[26]كُـنَـاسَـة الكُـوفَة..[27]الثّـوِيّـة..[28]ظَـهْـر الكُـوفَـة..[29]الـظَّهْـر..[30]ظَهْـر نَـاحِيَـة الغَـرِيّ..[31]ظَهْـر الـغَـرِيّ..[32]جَـنْـب الغَـرِيّ..[33]يَسْرَة عَـنِ الْغَـرِيّ..[34]الـغَـرِيّ..[35]الغَـرِيّـان..[36]يَسْـرَة الغَـرِيَّـيْـنِ..[37]نَـاحِيَـة الغَـرِيَّـيْـنِ..[38]جَـانِـب غَـرِيّ النّعْمَـان..[39]الحِـيـرَة..[40]نَـاحِـيَة الحِـيرَة..[41]نَـاحِيَـة نَجَـف الحِـيرَة..[42]قَـائِـم الحِـيرَة..[43]بَـيْـنَ الحِـيرَة وَالنَّجَـف..[44]جَـانِـب كُـوفَـان..[45]زَاوْيَـة مَسْجِد الكُوفَة..[46]بَـيْـتُـهُ(عَلَيْهِ السَّلَام) فِي الكُـوفَة..[47]دَار أمّ هَانِئ..[48]دَارِ جَعْـدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ..[49]دَار عَبْدِ اللهِ القَسْرِيّ..[50]الـذَّكَـوَات الحُـمْـر..[51]الـذَّكَـوَات البِـيـض..[52]قَـبْـر جَـرَفَـهُ السَّـيْلُ خَـارِجَ الـنَّجَف..[53]شَـفِـيـر الجُـرُف..[54]الـجُــرُف..[55]الـجَــوْف..[56]مَـوْضِع غَـمْـزَة الـبَـوْل..[57]قَـرْيَـة نَـجْـرَان المَسِـيحِـيَّة..[58]تَـاهَ في وَادِي طَـيّء..[59]الصَّـحْـرَاء..[60]طَرِيق المَدِينَة..لَا يُـدْرَى أَيْـنَ ذَهَـب..[61]السَّــحَـاب..[62]نُشِــرَ مُلَـثَّـمًا وَقَـادَ جَنَـازَتَـهُ بِنَفْسَه..[63]مَعَ نُـوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَأَنْبِيَاءَ وَأَوْصِيَاءَ..فِي الكُـوفَـة..[64]فِي قَـبْــرِ نُــوح..فِي ظَـهْـرِ الـكُـوفَـة..[65]فِي قَـبْـرِ هُــود..عَـلَى شَـفِـيـرِ الجُـرْف..[66]فِي قَـبْـرِ هُـودٍ وَصَالِح..فِي الظَّهْـر..[67]جَـارُ هُـودٍ وَصَالِح..وَضَجِـيعُ آدَمَ وَنُـوح..[68]مَعَ عِـظَـامِ آدَمَ وَبَـدَنِ نُـوح..[69]غَـارَ فِي الأَرْض..[70]أُسْـرِيَ بِـهِ إلَى السَّـماء..[71]طُــور سَــيْـنَـاء..[72]الـمَـدِيـنَـة..[73]البَـقِـيـع مَعَ فَـاطِـمَة(ع)..[74]مَعَ رَسُــولِ الله..[75]الْـخَـيْــف(فِي مَكَّة)..[76]فِـي قَـبْـرِ المُغِـيـرَةِ بْـنِ شُـعْـبَـة..[77]بَـيْـت اللهِ الـحَـرَام..[78]بَـيْـت المَـقْـدِس..[79]مَـشْـهَـد الـحِـلَّـة..[80]سِـنْـجَـار..[81]نَـصِـيـبِـيـن..[82]صِـفِّـيـن..[83]تَـكْـرِيـت..[84]الـرَّقَّـة..[85]بَـالِـس..[86]عَـكَّـا..[87]حَــلَـب(سُوق الحَدَّادِين)..[88]أَرِيـحَـا(وَسْـط المَـقْـبَـرَة)..[89]الـرَّمْـلَـة(بِـفِـلَـسْـطِـين)..[90]بَـاب الـوَاد(بَيْن القُـدْسِ وَيَـافَـا)..[91]نَـابُـلُـس(تَحْـتَ قِـبَـاب رِجَال العَـامُود).. [92]مَـوْضِع بَـيْـع الخَـمْـر(بِـحَـلَـب)..[93]مَـوْضِـع الـحَــانَــة(بِـحَـلَـب)..[94]كُـوثَـى(عِنْدَ بَغْدَاد)..[95]العَـلْـث(بَيْنَ بَغْـدَاد وَسَامَرَّاء)..[96]البَـصْرَة..[97]دِمَـشْـق..[98]حِـمْص(مَعَ عَـامُودٍ وَمَـوْضِعِ إِصْبَع)..[99]الـمَحَـلَّـة..[100]دِمْـيَـاط..[101]تِـنِّـيـس..[102]تُـونَـة..[103]قُـوص..[104]بَـلْـدَة الـمَـاء الآسِـن (بِــ”مَشْهَد عَلِيّ” بِــ”الكُـوفَـة”)..[105]بِـدْعَة الصَّفَـوَيّ “مَشْهَـد الرِّضَا وَعَـلِيّ(عَلَيْهِمَا السَّلَام)”……..
.
.
[100] ـ [دِمْـيَـاط]..[101]  [تِـنِّـيـس]..[102] ـ [تُـونَـة]..[103]ــ [قُـوص]:
قَالَ(الهَرَوِيّ):{مِـصْـر وَبِـلَاد بَـحْـرِي الإسْكَـنْـدَرِيَّة وَدِمْـيَـاط: المَـحَـلَّـة: مَدِينَة بِهَـا “مَشْـهَـد عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلام)”…دِمْـيَـاط: بِهَـا “مَشْـهَـد عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلام)”…تِـنِّـيـس: جَـزِيرَة في البَحْر بِهَا “مَشْـهَـد عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلام)”…تُـونَـة: بَـلَـد بِهَا “مَشْـهَـد عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلام)”..}
وَقَالَ أَيْضًا:{بِلَاد الصَّعِـيـد…قُـوص: مَدِينَة بِهَـا “مَشْـهَـد عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلام)”..}
[الإشَارَات إلَى مَعْـرِفَة الزِّيَارَات(45ـ46)لِلهَرَوِيّ (542هـ ـ 611هـ)]
تنبيه:
قَالُوا…غَـارَ فِي الأَرْض…صَعَـدَ إِلَى السَّـمَاء…صَـارَ فِي السِّحَاب…حُـفِـرَت قُـبُـورٌ عَـدِيدَةٌ…جَـنَـائِـزُ جُـهِّـزَت وَسُـيِّـرَت بِاتِّـجَـاهَـاتٍ مُـخْـتَـلِـفَة…..فَـالقَـبْـرُ مُحْـتَـمَـلٌ فِي أَيِّ بُـقْـعَـةٍ فِي الأَرْضِ أَو أَيِّ قِـطْـعَـةٍ مِنَ السَّـمَاء!! وَمِـن هُـنَـا يُـمْكِـنُ لِأَيِّ شَـخْـصٍ تَـثْـبِـيـتُ قَـبْـرٍ لِلإمَامِ عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام) فِي أَيِّ زَمَـان ٍ وَمَكَـان!! بِـتَـبْـرِيرٍ وَتَـفَـلْـسُـفٍ يُـشْـبِـهُ تَـفَـلْـسُـفَ مَـزَاعِمِ كِـلابِ هَـارُون وَصقُـورِهِ وَأَضْغَـاثِ أحْلَامٍ وَكَرَامَاتٍ مَزْعُومَةٍ وَمَـظَـاهِـرِ سِـحْـرٍ وَجَـانّ!! وَهَـذِهِ فُـرْصَة ٌ لِلاسْـتِـثْـمَارِ وَالـتَّـجْـهِـيـلِ وَالاسْـتِـعْـبَـاد!!
[104] ـ [ بَـلْـدَة الـمَـاء الآسِـن (بِــ”مَشْهَد عَلِيّ” بِــ”الكُـوفَـة”)]: 
قَـبْـلَ أَقَـلّ مِن أرْبَعْـمِـئَةِ سَنَة، أَي؛ فِي القَـرْنِ الحَادِي عَـشَـر الهِجْرِي(1086هـ)، كَانَ الـرَّحَّـالَـة الفَـرَنْـسِيّ تَـافـرنييه شَـاهِـدَ عِـيَانٍ عَـلَى أَنَّ قَـبْـرَ وَمَـشْهَـدَ الإمَامِ عَـلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَام) لَـيْـسَ فِي الـنَّجَـف، وَإِنَّـمَـا فِي بَـلْـدَةِ المَاءِ الآسِـن الَّتِي تُسَـمَّى “مَـشْهَـد عَـلِيّ” أو “مَـدِيـنَة عَلِيّ”، وَقَـبْـلَ ذَلِكَ كَانَت تُسَـمَّى “الكُـوفَـة”:
فِي مُقَدِّمَةِ كِتَاب(رِحْلَة الفَرَنْسِي تَافرنييه إلَى العِرَاق..) قَالَ المُتَرْجِمَانِ(كورْكِيس وبَشِير):{طُبِعَـت مُدَوَّنَاتُ الرَّحَّالَة تَافرنييه سَنَة(1676م)..وَصَـفَ تَافرنييه كُـلَّ مَـا مَـرّ بِـه بِـمَـا أُتِـيحَ لَـهُ..زَارَ تَافرنييه بِلَادَ العِـرَاق وَوَصَفَ أحْوَالَهَا..المُؤَلِّـف فِي حَـدِيثِ رِحْـلَاتِـه يَـتَّـبِـعُ أسْـلُـوب “اليَـوْمِـيَّـات”}
تَفَاصِيل كَـثِيـرَةٌ وَدَقِيقَةٌ فِـيمَـا كَتَبَهُ عَن رِحْـلَـتِه فِي العِـرَاق، وَقَـد ذَكَـر تَافرنييه الكَـثِيـرَ مِن الطُّـرُق ِ وَالبُلْـدَان، فَمَثَلًا قَـال:{الكَلَام عَلَى الطُّرُقِ العَـدِيدَة مِن حَـلَب إلَى أَصْفَهَان..وَطَرِيق البَادِيَة بِوَجْهٍ خَاص:..الأَنَاضول..بِلَاد فَارِس..الْقُسْطَنْطِينِيَّة..إِزْمِير..دِيَار بَكْر..تَبْرِيز..بِلَاد مَا بَيْنَ النَّهْرَين..المَوْصِل..هَمَذَان..بَغْـدَاد..كِـنْكِوَر..عَـانَة..البَصْرَة..البَادِيَة الكُبْرَى..تُرْكِيَا..مِصْر..دِمَشْق..صَيْدَا..القَاهِرَة..بِلَاد العَرَب السَّعِيدَة..} حَتَّى وَصَل إلَى {“مَشْهَد عَـلِيّ”؛ بَـلْـدَة صَغِـيرَة، تُـدْعَى “الكُـوفَة” سَابِقًا..}
[رحلة الفرنسي تافرنييه إلى العراق في القرن السابع عشر سنة(1676م)/صفحة(11ـ 20)/ترجمة: كوركيس عواد ـ بشير فرنسيس]
قَالَ تَافرنييه الرَّحَّالَة الفَرَنْسِيّ(1676م=1086هـ):{
ـ مِن ذَلِكَ القَصْر، وَاصَلْـنَا سَـيْـرَنَا نَحْـوَ الشِّمَالِ الشَّرْقِيّ
ـ وَبَعْـدَ أَنْ تَـمَادَى بِـنَا السَّيْـرُ خَـمْسَةَ أَيَّام
ـ انْـتَـهَـيْـنَـا إلَى بَـلْـدَةٍ صَغِـيرَةٍ كَانَت تُـدْعَـى سَـابِـقًـا “الكُـوفَـة”، وَالآن تُـعْـرَفُ بِــ “مَـشْـهَـد عَـلِيّ”
ـ حَيْثُ إنَّ عَـلِـيًّـا(عَلَيْهِ السَّلَام) صِهْـرَ النَّـبِيِّ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) يَــرْقُــدُ هُـنَـاكَ فِي جَامِـعٍ فَـسِـيحٍ
ـ وَيُـرَى حَـوْلَ الضَّـرِيح أرْبَعَـة ُ شَـمْعَـدَانَـاتٍ مُـضَاءَة، وَقَـنَـادِيلُ فَـوْقَ الرَّأْسِ مُـدَلَّاة مِنَ السَّـقْـف
ـ وَعَـدَا عَـن القَـنَـادِيـل وَالشَّـمْعَـدَانَـات الَّتي تُـضَاءُ لَيْـلَ نَهَـار، فَـإِنَّ فِـيهِ اثْـنَـيْـنِ مِنَ الـقُـرَّاءِ يَـتْـلوَانِ الـقُـرْآن}
وَقَـال(الرَّحَّالَة) أَيْـضًا:{
ـ لَـيْسَ فِي هَـذِهِ البَـلْـدَة غَـيْـرُ ثَـلَاثِ أَوْ أَرْبَـع ِ آبَـارٍ ذَاتِ مَـاءٍ آسِـنٍ وَقَــنَـاةٍ جَــافَّـة
ـ أَمَّـا الطَّـعَـامُ فَـلَـم نَـجِـدْ مِـنْـهُ فِي هَـذِهِ البَـلْـدَةِ غَـيْـرَ التَّـمْـرِ وَالعِـنَـبِ وَاللَّـوْزِ، وَهَـذِهِ يَـبِـيعُـونَـهَـا بِأَسْـعَارٍ عَـالِـيَة
ـ وَعِـنْدَمَا يَـؤُمُّهَـا الـزُّوَّارُ، وَقَـلِـيـلٌ مَـا هُـم، يُـوَزِّعُ الشَّـيْخُ عَـلَـيْـهِـم، عِـنْـدَ احْـتِـيَـاجِـهِـم إلَـى الطَّـعَـام، الرّز المَـطْـبُـوخ بِـالمَاءِ وَالمِلْحِ، وَشَيءٌ مِنَ الـدّهْـن يُـصَـبّ فَـوْقَـه
ـ وَنَـظَـرًا لِعَـدَمِ وُجُـودِ مَـرْعًى لِلْـمَـوَاشِـي، فَـلَا يَـتَـوَفَّـرُ عِـنْـدَهُـم الطَّـعَـام}
[رحلة الفرنسي تافرنييه إلى العراق في القرن السابع عشر سنة(1676م)/ صفحة(19ـ 20)/ترجمة: كوركيس عواد ـ بشير فرنسيس]
ثُـمَّ قَـالَ(تَافرنييه): {وَعَـلَى مَـسِيرَةِ يَـوْمَـيْـنِ مِن “مَـدِيـنَـة عَـلِـيّ ٍ(عَلَيْهِ السَّلَام)” التَـقَـيْنَا، فِي السَّاعَةِ التَّاسِعَة صَبَاحًا، بِشَابَّيْنِ مِن أَسْـيَادِ العَـرَب، يُـلَقَّـبَانِ بِـسُلْطَان، وَكَانَا أَخَوَيْنِ..}
6ـ اسْـتِـفْهَـامات خَـطِـيـرَة:
بَـلْـدَة صَغِـيـرَةٌ، تُسَـمَّى “مَـشْهَـد عَلِيّ” وَ “مَـدِيـنَـة عَـلِـيّ”، وَكَـانَت تُـسَـمَّى “الكُـوفَـة”..فِـيهَـا مَـاءٌ آسِـنٌ وَقَـنَـاةٌ جَـافَّـة..لَـيْـسَ فِـيهَـا مَـرْعًى وَلَا طَـعَـام..وَفِـيهَـا مَـشْـهَـدُ وَقَـبْـرُ الإمَامِ عَـلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَام)”..وَالزُّوَّارُ قَـلِـيلُـونَ!!
ـ فَـأَيْـنَ صَـارَت البَـلْـدَةُ وَالمَـشْـهَـدُ وَالقَـبْـر؟!!
ـ أَيْـنَ صَـارَت الـبَـلْـدَةُ الصَّغِـيرَةُ، ذَات المَـاءِ الآسِـن؟!
ـ أَيْـنَ صَـارَت بَـلْـدَةُ “مَشْهَـد عَـلِيّ” وَ “مَـدِينَـة عَـلِيّ”، الَّتِي كَانَت تُسَمَّى “الكُـوفَـة”؟!
ـ أيْـنَ ذَهَـبَ “مَشْهَـد عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)” الَّذِي كَـانَ فِي البَـلْـدَةِ الصَّـغِـيـرَة؟!
ـ أَيْـنَ صَـارَ “قَـبْـر عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)” الَّذِي كَـانَ فِي بَـلْـدَةِ المَـاءِ الآسِـن؟!
 تَـنْـبِـيـه: 
قَال(‌الْوَاحِدُ ‌الْأَحَد):{قُـلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُـمْ أَمْ عَـلَى اللَّهِ تَـفْـتَـرُونَ}
أـ مَاذَا تَـفْعَـلُونَ عِـنْدَ القُـبُـورِ الـفَـارِغَـةِ وَالـوَهْـمِـيَّـةِ، وَعِنْـدَ المَقَـامَـاتِ وَالمَشَـاهِـدِ المُـبْـتَـدَعَـةِ، وَعِنْدَ التُّـرَابِ وَالحِجَارَةِ وَالحَدِيدِ وَالذَّهَـبِ وَالفِـضَّةِ وَالسَّـتَائِـرِ وَالأَبْـوَابِ وَالشَّـبَابِيكِ وَالقُـبَـبِ وَالصَّـنَادِيق؟!!{آللَّهُ أَذِنَ لَكُـمْ أَمْ عَـلَى اللَّهِ تَـفْـتَـرُونَ}
بـ – لِـمَاذَا تَسْـتَغِـيثُـونَ وَتَسْـتَـنْجِـدُونَ وَتَتَشَـفَّعُـونَ وَتَتَـبَـرَّكُونَ وَتَـنْذِرُونَ للقُـبُـورِ وَالمَشَاهِـدِ وَالمَقَامَاتِ وَالتُّرَابِ وَالحِجَارَةِ وَالحَدِيدِ وَالذَّهَـبِ وَالفِـضَّةِ وَالسَّتَائِرِ وَالأَبْوَابِ وَالشَّبَابِيكِ وَالقُـبَـبِ وَالصَّنَادِيق…وَكُـلُّ ذَلِـكَ عَـاجِـزٌ عَـنْ أَنْ يَـفْعَـلَ شَـيْئًا لِـنَـفْـسِـهِ وَذَاتِـهِ وَجِـوَارِهِ؟!!{آللَّهُ أَذِنَ لَكُـمْ أَمْ عَـلَى اللَّهِ تَـفْـتَـرُونَ}
جـ ـ مَثَلًا: هَـا هُـوَ قَـبْـرُ وَمَشْـهَـدُ عَـلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَام)، فِي الـبَـلْـدَةِ الصَّغِـيرَةِ بَـلْـدَةِ “مَشْهَـد عَـلِيّ” فِي “مَـدِينَـة عَـلِيّ” في “الكُـوفَـة”، لَـمْ يَـنْـفَـعْ ذَاتَـهُ وَلَا جِـوَارَهُ!! فَـالمَاءُ آسِـنٌ وَالقَـنَـاةُ جَـافَّـة ٌ وَالطَّـعَـامُ مُخْـتَـفٍ وَالمَرْعَى مَعْـدُومٌ، وَالـزُّوَّارُ قَـلِـيـلٌ، وَفِـيهِ اثْـنَانِ مِنَ القُّرَّاءِ يَـتْـلُـوانَ القُـرْآن!!
ـ ذَلِكَ، بِحَسَبِ شَاهِـدِ العِـيَانِ الرَّحَّالَةِ الفَرَنْسِيّ فِي القَرْنِ الحَادِي عَشَرَ الهِجْرِي(1086هـ) حَيْثُ قَالَ:{انْـتَـهَـيْـنَـا إلَى بَـلْـدَةٍ صَغِـيرَةٍ، كَـانَت تُـدْعَى “الكُـوفَـة” والآن تُعْـرَفُ بـ “مَـشْهَـد عَلِيّ”…لَـيْسَ فِي هَـذِهِ البَـلْـدَة غَـيْـرُ ثَـلَاثِ أَوْ أَرْبَـع ِ آبَـارٍ ذَاتِ مَـاءٍ آسِـنٍ وَقَــنَـاةٍ جَــافَّـة…أَمَّـا الطَّـعَـامُ فَـلَـم نَـجِـدْ مِـنْـهُ فِي هَـذِهِ البَـلْـدَةِ غَـيْـرَ التَّـمْـرِ وَالعِـنَـبِ وَاللَّـوْزِ، وَهَـذِهِ يَـبِـيعُـونَـهَـا بِأَسْـعَارٍ عَـالِـيَة…وَعِـنْدَمَا يَـؤُمُّهَـا الـزُّوَّارُ، وَقَـلِـيـلٌ مَـا هُـم، يُـوَزِّعُ الشَّـيْخُ عَـلَـيْـهِـم، عِـنْـدَ احْـتِـيَـاجِـهِـم إلَـى الطَّـعَـام، الرّز المَـطْـبُـوخ بِـالمَاءِ وَالمِلْحِ، وَشَيءٌ مِنَ الـدّهْـن يُـصَـبّ فَـوْقَـه…وَنَـظَـرًا لِعَـدَمِ وُجُـودِ مَـرْعًى لِلْـمَـوَاشِـي، فَـلَا يَـتَـوَفَّـرُ عِـنْـدَهُـم الطَّـعَـام}…{وَيُـرَى حَـوْلَ الضَّـرِيح أرْبَعَـة ُ شَـمْعَـدَانَـاتٍ، وَقَـنَـادِيلُ مُـدَلَّاة مِنَ السَّـقْـف…وَعَـدَا عَـن القَـنَـادِيـل وَالشَّـمْعَـدَانَـات، فَـإِنَّ فِـيهِ اثْـنَـيْـنِ مِنَ الـقُـرَّاءِ يَـتْـلُوَانِ الـقُـرْآن…وَعَلَى مَسِيرَة يَوْمَيْنِ مِن “مَدِينَة عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلام)” التَقَيْنَا بِشَابَّيْنِ مِن أسْيَادِ العَـرَب…}
[رحلة الفرنسي تافرنييه إلى العراق في القرن السابع عشر سنة(1676م)/ صفحة(19ـ 20)/ترجمة: كوركيس عواد ـ بشير فرنسيس]
دـ فَـإِذَا كَـانَ هَـذَا هُـوَ حَـال المَـشْهَـدِ وَالـقَـبْـرِ، فَـأَيْـنَ المَعَـاجِـزُ وَالكَـرَامَاتُ وَالبَـرَكَاتُ وَقَـضَاءُ الحَوَائِجِ وَتَحْـقِـيقُ الأُمْنِيَات!! الَّتِي تَـزْعُـمُونَهَا وَتَـقْـصِدُونَ الـقَـبْـرَ وَالمَـشْـهَـد مِن أَجْـلِـهَـا؟!!{آللَّهُ أَذِنَ لَكُـمْ أَمْ عَـلَى اللَّهِ تَـفْـتَـرُونَ}[يونس(59)]
 [105] ـ [بِـدْعَة الصَّفَـوَيّ “مَشْهَـد الرِّضَا وَعَـلِيّ(عَلَيْهِمَا السَّلَام)”] 
بِـشَهَادَةِ تَافرنييه(الرَّحَّالَة الفَرَنْسِيّ)، نَـجِـدُ أَنَّ الصِّراعَ الصَّفَوِيَّ العُـثْمَانِيّ قَـدْ دَفَـعَ السُّـلْطَةَ الصَّفَوِيَّةَ(بِحُكَّـامِهَا وَمَرْجِعِـيَّاتِهَا) إِلَى الكَثِيـرِ مِنَ البِـدَع ِ وَمُخَالَفَاتِ الشَّرْعِ وَالأَخْلَاقِ، لِلسَّيْطَرَةِ عَلَى الشِّـيعَةِ وَالتَّحَـكُّمِ بِهِم، فِـكْـرًا وَعَـقِـيدَةً وَعَسْـكَـرَةً وَاقْتِصَادًا، وَمِن ذَلِكَ القُـبُورُ وَطُقُوسُهَا، وَمِنْهَا قَـبْرُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام)
إنّ السُّلْطَةَ الصَّفَوِيَّةَ مَنَعَـت الشِّـيعَـة مِن زِيَارَةِ “مَشْهَدِ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)” فِي بَـلْـدَة المَاء الآسِـن فِي “الكُوفَة”، بَـل مَنَعَـتْهُم مِن زِيَـارَة كُـلِّ مَشَاهِـدِ وَقُبُورِ الإِمَامِ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام) فِي مُـدُنِ وبُـلْـدَانِ السُّلْطَة العُـثْمَانِيَّة، مِمَّا لَهُ ارْتِبَـاطٌ بِالتَّسَلّطِ عَلَى الشِّـيعَة!!
لَـقَـد ابْتَدَعَت(السُّلْطَة الصَّفَوِيَّة) وَاخْتَـرَعَـت قَـبْرًا وَمَـشْـهَدًا لِلإمَامِ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام) فِي مَدِينَة “مَـشْـهَـد” فِي إيـرَان، عَلَى الطَّرِيقِ مِن تَبْرِيز إِلَى قنْدَهَار!!
سَخَّرَت السُّـلْطَة كُلَّ إمْكَانَاتِهَا وَتَمَكَّنَت مِن تَجْـيِيـشِ المُؤَسَّسَةِ الدِّينِيَّةِ الشِّيعِـيَّةِ فِي كُلِّ البُلْدَانِ وَتَسْخِيرِهَـا لِـدَعْـمِ البِـدْعَةِ وَتَشْرِيعِهَا بِـدَسِّ رِوَايَـاتٍ مَكْـذُوبَـةٍ وَخُـرَافَاتٍ تَـدْفَـعُ العَـوَامَّ وَتُـلْـزِمُهُم بِزِّيَـارَةِ “مَشْهَـد عَلِيّ” المُـبْـتَـدَع ِ الجَدِيدِ، مَعَ هِـجْـرَانِ غَيْرِهِ مِن مَشَاهِدِ الإمَامِ عَلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)” وَقُـبُورِه!!!
قَالَ الرَّحَّالَة الفَرَنْسِيّ تَافرنييه(1676م=1086هـ):{
ـ مَعَ أنَّ الفُـرْسَ يُكْـرِمُونَ عَـلِـيًّا(عَلَيْهِ السَّلَام) تَكْرِيمًا بَالِغًـا، فَـهُم قَـلَّـمَـا يَحُجّـونَ إلَى ضَرِيحِهِ!!
ـ وَالسَّبَبُ فِي ذَلِكَ؛ هُـوَ أَنَّ الطَّرِيقَ الَّتِي يَسْلُكُونَهَا قَاصِدِينَ زِيَارَةِ الضَّرِيحِ لَا بُـدَّ أَنْ تَـمُـرَّ بِـبَغْـدَاد، وَهِيَ تَحْـتَ حُـكْمِ السُّلْطَانِ العُـثْمَانِيّ، وَعَلَى كُلِّ حَـاجٍّ حِينَذَاك أَنْ يَـدْفَعَ رَسْمًا قَـدْرهُ ثَمَانِيَة قرُوش، وَهُوَ أَمْـرٌ لَـم يَـكُـنْ مَـلِـكُ فَارِس لِـيَرْتَاح إلَيْه
ـ إِنَّ الشَّاه عَبَّاس(933هـ ـ 1037هـ)(1585م ـ 1628م)، كَانَ يَـرَى مِنَ المَهَانَـةِ أَنْ تَـدْفَـعَ رَعِـيَّـتُـهُ مَـالًا إِلَى التُّـرْك
ـ إِنَّ المُلُوكَ الّذينَ خَـلَـفُـوا الشَّاهَ عَبَّاس(الصَّفَوِيّ) كَانُوا عَلَى غِـرَارِهِ فِي عَـدَمِ السَّـمَاحِ لِرَعَـايَـاهُم بِـزِيَـارَةِ الإِمَامِ عَـلِيٍّ(عَلَيْهِ السَّلَام)، إِذْ يَعْـتَبِـرُونَ دَفْـعَ الجِـزْيَـةِ لِلسُّـلْطَانِ(العُـثْـمَانِيّ) امْتِهَـانًـا لِكَـرَامَتِهِم
ـ هَـذَا هُـوَ السَّبَبُ فِي أَنَّ جَامِعَ الكُوفَة لَـم يَـعُـدْ يَـتَقَدَّم إلَيْهِ الفُـرْسِ بِالنُّذُور
ـ إنَّ عَبَّاسَ(الصَّفَوِيّ) كَانَ يَرَى مِنَ المَهَانَة أَنٍ تَـدْفَعَ رَعِـيَّتُهُ مَالًا إلَى التُّـرْك، فَـعَـمَـدَ إلَى صَـرْفِـهِم عَـن هَـذِهِ الـزِّيَـارَةِ بِغَـيْـرِهَـا، ذَلِكَ أَنَّهُ عَـمَّـرَ مَـزَارًا فِي “مَـشْـهَـد” عَـلَى الطَّـرِيـقِ مِن تَـبْـرِيـز إلَى قـنْـدَهَـار}
[رحلة الفرنسي تافرنييه إلى العراق في القرن السابع عشر سنة(1676م)/ صفحة(19ـ 20)/ترجمة: كوركيس عواد ـ بشير فرنسيس]
لَـقَـد نَـكَّـلَ الشَّـاهُ الصَّفَـوِيّ بِـ “مَشْـهَد عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)” فِي “الكُوفَة” وَأَخْـلَاهُ وَأفْـقَـرَهُ، وَأَنْـشَـأَ قَـبْـرًا وَمَشْـهَدًا بَـدِيـلًا فِي مَدِينَة “مَـشْـهَـد” الإِيـرَانِـيَّة!! وَهُـنَا نَسْـأَل:
أ. أَيْـنَ صَـارَ “مَشْـهَد عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)” الّذِي كَان فِي مَدِينَة “مَـشْـهَـد” الإيرَانِيَّة؟!!
بـ . هَـل كَانَ فِي مَدِينَة “مَـشْـهَـد” مَشْهَدَان؛ “مَشْـهَد عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)” و “مَشْـهَد الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلَام)”؟!!
جـ . هَـلْ كَانَ فِي “مَـشْـهَـد” قَـبْـرٌ وَمَشْهَـدٌ وَاحِـدٌ؛ يُـنْسَـبُ لِلإمَامِ الرِّضَا(عَلَيْهِ السَّلَام) تَارَةً، وَلِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام) أُخْرَى؟!! وَذَلِكَ، بِـحَـسَبِ مُقْـتَـضَى السُّلْطَةِ وَالسِّيَاسَةِ وَالتَّجْهِيلِ وَالاسْتِعْـبَادِ وَالاسْتِئْكَالِ، وَبَإِشْرَافِ وَتَدْلِيسِ المُؤَسَّسَةِ الدِّيِنِيَّةِ الشِّيعِـيَّة!!{آللَّهُ أَذِنَ لَكُـمْ أَمْ عَـلَى اللَّهِ تَـفْـتَـرُونَ}
لَا غَرَابَةَ فِي جَرَيَـانِ وَانْطِـلَاءِ المَكْـرِ وَالحِـيـلَةِ وَالخُـرَافَةِ عَـلَى العَــوَامِّ، كَمَا نُشَاهِـدُ أمْثَالَهَا الآن(القَرْن الخَامِس عَشَر الهِجْرِيّ)، وَخَاصَةً فِي العِـرَاق تَبَعًا لِإِيرَان، فَقَد تَـشَـابَهَـت قُـلُوبُ الآبَـاءِ وَالأبْـنَـاءِ وَالأَحْـفَـادِ، وَقَـد اتَّـخَـذُوا العَـمَائِـمَ الأَحْـبَـارَ الرُّهْـبَـانَ أَرْبَـابًـا!!
. قَالَ(الوَاحِدُ الأَحَد):{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}..{وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}..{وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا}
[106] ـ ………..
 تَـنْـبِـيه: 
قَالُوا…غَـارَ فِي الأَرْض…صَعَـدَ إِلَى السَّـمَاء…صَـارَ فِي السِّحَاب…حُـفِـرَت قُـبُـورٌ عَـدِيدَةٌ…جَـنَـائِـزُ جُـهِّـزَت وَسُـيِّـرَت بِاتِّـجَـاهَـاتٍ مُـخْـتَـلِـفَة…..فَـالقَـبْـرُ مُحْـتَـمَـلٌ فِي أَيِّ بُـقْـعَـةٍ فِي الأَرْضِ أَو أَيِّ قِـطْـعَـةٍ مِنَ السَّـمَاء!! وَمِـن هُـنَـا يُـمْكِـنُ لِأَيِّ شَـخْـصٍ تَـثْـبِـيـتُ قَـبْـرٍ لِلإمَامِ عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام) فِي أَيِّ زَمَـان ٍ وَمَكَـان!! بِـتَـبْـرِيرٍ وَتَـفَـلْـسُـفٍ يُـشْـبِـهُ تَـفَـلْـسُـفَ مَـزَاعِمِ كِـلابِ هَـارُون وَصقُـورِهِ وَأَضْغَـاثِ أحْلَامٍ وَكَرَامَاتٍ مَزْعُومَةٍ وَمَـظَـاهِـرِ سِـحْـرٍ وَجَـانّ!! وَهَـذِهِ فُـرْصَة ٌ لِلاسْـتِـثْـمَارِ وَالـتَّـجْـهِـيـلِ وَالاسْـتِـعْـبَـاد!!
 تَـنْـبِـيه: 
“مَشْهَـد قَـبْـر” ثُــمَّ “مَشْهَـد قَـبْـرٍ مُحْـتَـمَل” ثُــمَّ “مَشْهَـد غَـيْـرِ القَـبْـر” كَــ (كَـفّ..إصْبَع..قَـطْـرَة..قِـربَة..صَخْـرَة..بُـوق..مِجْـدَاف.. سَــوْط..وَحْــل..جِـذْع..عَـامُود..حَـاصُودَة..جَـرَّار…)!!
. وَالأَخِـيرُ(مَشْهَد غَيْرِ القَبْر) أَوْهَـنُ الجَـمِيـع، وَبِحَـاجَـةٍ لِـتَـدْلِـيسَاتٍ وَبِـدَع ٍ مُـسْـتَحْـدَثَةٍ مُـتَـجَـدِّدَة بِـتَـطَـوّرِ تِجَارَةِ الدِّينِ وَمُـسْـتَـحْـدَثَـاتِ المَشَـاهِـدِ وَالقُـبُـور!!
. إنَّ التَّـدْلِـيـسَ بِـتَغْـيِـيرِ مَشْهَـدِ قَـبْـرٍ(يَـقِينِيٍّ أَو مُحْتَمَل ٍ) إلَى مَشْهَـدِ غَـيْرِ القَـبْـرِ كَـالهُـرُوبِ مِنَ المَطَـرِ إلَى المِـيـزَاب!!!
 تَـنْـبِـيه: 
مَـا يَـظْـهَـرُ فِـي مَـوَاضِـعِ القُـبُـورِ عُـمُـومًا وَمَـوَاضِـعِ شُـرْبِ الـخُـمُـورِ وَالـحَـانَـة وَغَـرْيِ الـدِّمَـاء وَنَـحْـوِهَا خُـصُوصًا، فَـإِنَّهُ مِـن عَـمَـلِ الـجِـنِّ وَالـسِّـحْـرِ وَالشَّـعْـوَذَةِ وَلَـيْسَ مِـن الـكَـرَامَـات والـفَـضَـائِـل، وَاللهُ العَـالِـم.
 تَـنْـبِـيه: 
إِنَّ مَـشَـاهِـدَ(مَقَامَات مَزَارَات،..) غَـيْـرِ القُـبُـورِ، كَـمَـشَـاهِـد القُـبُـور، بِـحَـاجَـةٍ لِـرِوَايَـاتٍ وَمَرَاسِيمَ وَطُـقُـوسٍ مُـبْـتَـدَعَةٍ تُـدَلَّـسُ وَتُـنْـسَـبُ لِلإمَامِ الصَّادِقِ وَأَهْلِ البَيْتِ وَجَدِّهِم الرّسُولِ الأَمِين(عَلَيْه وَعَلَيْهِم الصَّلَاةُ وَالتَّسْلِيم)…كَـمَا فِي مَـشْـهَـد كَـفّ عَـلِيّ(عَلَيْهِ السَّلَام)” [فِي إيوَان كِسْرَى وَقَرْقِيسِيَا وَنَصِيبِين وَالمَوْصِل وَتَكْرِيت..]، وَمَشْهَد الإِصْبَع وَمَشْهَد البُوق وَمَشْهَد النّارنج وَمَشْهَد الـرَّأْس وَمَشْهَد النّقْـطَة وَمَشْهَد الـدَّكَّـة وَمَشْهَـد الجَنَائِز، وَمَشْهَد الشَّمْس وَمَشْهَد الجُـمْجُـمَة وَمَشْهَـد السَّمَكَة وَمَشْهَـد النَّار وَالفرج وَالمَنْطَقَة وَمَشْهَد العَامُود وَمشْهَد الشّعْـر وَغَـيْـرِهَـا !!
أـ قَالَ(ابْنُ شَدّاد):{مَا بِظَاهِر حَـلَـب مِن المَـزَارَات: مِنْهَا “مَـشْـهَـد الـدَّكَّـة”}
[الأعلاق الخطيرة(ج1ق1(147)لابن شداد(613هـ ـ 684هـ)، الدر المنتخب(85)]
بـ ـ قال(ابْنُ شَدّاد):{مَا فِي قُـرَى حَـلَـب وَأعْـمَالِهَا مِن المَزَارَات: شمَال حَـلَـب عَـمُـود ينذرُهُ المُسْلِمُون وَاليَهُود وَالنَّصَارَى، يُـقَالُ إِنَّ تَحْتَهُ قَـبْـرَ نَـبِيّ}
[الأعلاق الخطيرة(ج1ق1(159)لابن شداد(613هـ ـ 684هـ)، الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب(93)لمحمد بن الشحنة]
جـ ـ قَالَ فِي المَنَاقِب: {فَصْل فِي المَشَاهِد: هَذَا أمِيرُ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام) أكْبَر مَشَاهِدِه اليَوْم : مَسْجِد الذِّئْب مَشْهَد الشَّمْس، وَمَسْجِد الجُمْجُمَة، وَمَشْهَد السَّمِكَة، وَمَشْهَد النَّار وَالفَرج والمَنْطقة فِي المَدَائِن، وَمَسْجِد السّوط، وَمَشْهَد الكَفّ بِالكُوفَة وَفِي تَكْرِيت وَفِي المَوْصِل وَفِي رَقَّة، وَمَشْهَد الشّعـر، وَمَسْجد المجدَاف وَعرقل وَالنُّور فِي رَقَّـة، وَمَشْهَد البُوق، وَمَشْهَد الصَّخْرَة}
[مَنَاقِب آل أبِي طَالِب(2: 226)لابْنِ شَهرأشوب]
ـ قَـالَ الإِمَـامُ البَـاقِـرُ(عَلَيْهِ السَّلَام): {وَاللَّهِ: مَـا مَعَـنَـا مِـنَ اللَّهِ بَـرَاءَةٌ، وَلَا بَـيْـنَـنَـا وَبَـيْـنَ اللَّهِ قَـرَابَـةٌ، وَلَا لَـنَـا عَـلَى اللَّهِ حُجَّـةٌ، وَلَا نَـتَـقَـرَّبُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا بِـالـطَّـاعَـةِ}
[الكافي(2)للكليني، جامع أحاديث الشيعة(14)للبروجردي، مشكاة الأنوار للطبرسي، وسائل الشيعة(11)، ميزان الحكمة(1)لريشهري، البحار(70)، مرآة العقول(8)للمجلسي]
.{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}
.{إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}
.{قَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
.{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}
.{إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ}..{وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}
.{وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}..{إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}
.{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}
.{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ}
 المُهَنْدس الصّرخيّ الحسنيّ 
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمتابعة الحسابات الرسمية للمهندس الصرخي الحسني على مواقع التواصل :