خطيب جمعة مدينة ميسان :تميز عصر الإمام الصادق (عليه السلام ) بأنه عصر النمو والتفاعل العلمي والحضاري بين الثقافة والتفكير

 

المركز الإعلامي -إعلام ميسان

مركز الخليج

القى سامحة السيد ضياءالناجي “دام توفيقه” 
خطبتا صلاة الجمعة المباركة في مسجد السيد محمد باقر الصدر “قدس سره ” في مدينة ميسان فــــي الـــيوم الجمعة 29 شــوال 1439 هـ ، المـوافـق 13 تـموز 2018 ميلادية

تناوله فيها سماحته ” مرت علينا قبل أيام ذكرى اليمة وفاجعة عظيمة وهي شهادة الإمام الصادق ( عليه السلام ) لذلك سنسلط الضواء في هذه الجمعة المباركة على جانب من جوانب حياته الشريفة 
تميز عصر الإمام الصادق (عليه السلام ) بأنه عصر النمو والتفاعل العلمي والحضاري بين الثقافة والتفكير الإسلامي من جهة، وبين ثقافات الشعوب ومعارف الأمم وعقائدها من جهة أخرى. ففي عصره نمت الترجمة، ونقلت كثير من العلوم والمعارف والفلسفات من لغات أجنبية إلى اللغة العربية، وبدأ المسلمون يستقبلون هذه العلوم والمعارف وينقحّونها أو يضيفون إليها، ويعمقون أصولها، ويوسعون دائرتها. فنشأت في المجتمع الإسلامي حركة علمية وفكرية نشطة.
وسط هذه الأجواء والتيارات والمذاهب والنشاط العلمي والثقافي، عاش الإمام الصادق ومارس مهماته ومسؤولياته العلمية والعقائدية كإمام وأستاذ، وعالم فذّ لا يدانيه أحد من العلماء، ولا ينافسه أستاذ أو صاحب معرفة، فقد كان قمة شامخة ومجدا فريدا فجّر ينابيع المعرفة، وأفاض العلوم والمعارف على علماء عصره وأساتذة زمانه فكانت أساسا وقاعدة علمية وعقائدية متينة ثبت عليها البناء الإسلامي، واتسعت من حولها آفاقه ومداراته. وقد اشتهر الإمام الصادق بغزارة العلوم ولا سيما في الطب والكيمياء وخلف آثارا عجيبة من ذلك (طب الصادق) و(أماليه). هذا بالإضافة إلى علم الكلام والفقه والحديث وقد روى جابر بن حيان الكيمياوي العربي الشهير الشيء الكثير من الآراء الكيمياوية في مؤلفاته عن الإمام جعفر الصادق.
و في (حليه الأولياء) لأبي نعيم بعد ما جاء بأسماء أعلام الإسلام روايتهم عنه قال، وأخرج عنه مسلم في صحيحه محتجا بحديثه، وكان مالك بن أنس إذا حدث عنه قال “حدثني الثقة بعينه” و”ما رأت عين، ولا سمعت أذن، ولا خطر على قلب بشر، أفضل من جعفر الصادق، فضلاً وعلماً وعبادةً وورعاً”.
اكد الناجي أفعال الصلاة تمثل أحد الأساليب العملية المناسبة لمعالجة العجب والتكبر عند الإنسان ، كما في وقوفه ذليلاً صغيراً أمام الله تعالى وعندما يركع ويسجد لله على نحو الذُّل والعبودية ، وكما في إلتحاق المصلي بصلاة الجماعة فيكون في صفوف المصلين من هو أقل منه مالاً وولداً وحسباً ونسباً الانسان يمتلك مجموعة من الاستعدادات والقوى ، منها القوى الجسدية وهي كبيرة لكنها محدودة ، ومنها القوى النفسية وهي كبيرة وهائلة ولا محدودة بالقياس الى فكر الإنسان المحدود عموماً، ومع تلك القوى يمتلك الإنسان الطموح الذي يوازي تلك القوى أو يفوقها، وفي مقابل ذلك يوجد في الإنسان نقاط ضعف يمكن أن تحطم تلك القوى وعليه :
1 – إذا تحطمت القوى الجسدية، اصبح الإنسان جسداً خائراً .
2 – وإذا تحطمت القوى النفسية والعقلية أصبح الإنسان موجوداً تافهاً .
والنظرة الموضوعية الواقعية البديهية تفيد بأن وجود تلك القوى والحفاظ عليها، وعدم اضعافها وتحطيمها وبالتالي استطاعة الإنسان ممارسة أعماله الحياتية المعاشية والعبادية وغيرها، كل ذلك بفضل الله ونعمه، فعلينا ان نعي هذه البديهة ونجعلها في أذهاننا ونصب أعيننا كي تكون المؤدب والموجه لنا ولتصرفاتنا وسلوكنا في دار الاختبار لجني ثمار أعمالنا فيها، وفي دار البقاء والقرار .

مركز الخليجمركز الخليج

ركعتا صلاة الجمعة

مركز الخليج