خطيب جمعة المعقل : لقد اصبح الأمام الصادق مقصداً وملجأً لطلَّاب العلمِ والمعرفةِ من كلِّ المذاهبِ الإسلاميَّة

المركز الاعلامي – اعلام المعقل

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الصديقة الطاهرة (عليها السلام) في محافظة البصرة بإمامة الشيخ حيدر الزيدي (دام عزه) وذلك في يوم الجمعة 13 / 7 / 2018 م الموافق له 29 / شوال / 1439 هـ ،

حيث تناول الشيخ الزيدي في خطبته الأولى (التَّوجيهاتِ الأخلاقيَّة) للإمام جعفر بن محمَّدٍ الصَّادق (عليه السلام) الَّتي كانَ يُوجِّهُ بِها أصحَابَه ، والَّتي هي موجَّهةٌ إلينا نحنُ كذلك ، لأنّهُ يتكلَّم مع شيعتِه ، ومعَ المؤمنين في كلِّ زمانٍ ومكان ، لأنَّ الحقَّ الَّذي يتكلَّم به الإمام (عليه السلام) يصلُحُ لِكُلِّ ذلك ، ونحنُ عندما نُتابعُ كلماتِهِ (عليه السلام) ، نجدُ أنَّ الكثير منها يتحرَّكُ في خطِّ تأسيسِ البِنَاءِ الأخلاقيِّ الإسلاميِّ وتركيزِه في عُمْقِ شخصيَّة الفَرْد ، وفي قلب ثقافة المجتمع وسلوكيَّاته ، ليكون ذلك مُنطلقاً لتنشئة الشخصيَّة الإسلاميَّة المتكاملة للفرد والمُجْتَمعِ ، في ظلِّ أجْوَاءِ الثِّقَة والمَحَبَّة بين المؤمنين ،،،


وأشار خطيب جمعة المعقل الى التوجيهات الاخلاقية الَّتي جسدت الجانب التربوي والأخلاقي الذي اشار إليه الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) خلال وصياه الى بعض اصحابه حيث قال (عليه السلام) :: (فمن قال في مؤمن ما ليس فيه بعثَه اللهُ عزَّ وجلَّ في طينةِ خَبَال – والخبال هو عصارة أهل النار من صديد وقيح – حتى يخرج ممَّا قال فيه) أي حتَّى يعتذرَ ويتبرَّأ ممَّا قالَه في حقِّ أخيه المؤمن من الاتِّهامات الباطلة ، اي من اتِّهمِ اخيه بأشيَاءَ مُعِيبَةٍ تهدِمُ موقِعَه الاجتماعيَّ أو السِّياسيَّ ، أو تُعرِّض به بشكل شخصيِّ فتُسيء إلى شخصيَّتِه ، وسواءً كانت تلكَ الرِّوايةُ بما تنطوي عليه من أحداث صحيحةً [بحيث يتتبَّعُ الشخص عثرات المؤمنين وزلَّاتهم ويقوم بفضحها ونشرها] أو بَاطِلَةً [بحيث إنَّه يختلق الأحداث وينشرها فيهتك حرمة المؤمنين] ،،،
وتتطرق الشيخ الزيدي في الخطبة الثانية عن (العمل على ايصال ونصرة صوت الحق) حيث نجد انّ التاريخَ يذكرُ لنا مقدار التضحيات والجهود التي بذلتْ من اجلِ ايصال صوت الحقيقةِ الالهيةِ الى مجتمعٍ كانَ يعجُّ بالتخلفِ والوحشيةِ والجاهليةِ العمياءِ وإننا لنعيشَ اليومَ ثمرةً لتلك الجهود ، فأننا نرى من خلالِ هذا التأريخ أنّ كيانَ الإسلامِ كلاً قامَ على الدعوةِ ، بمختلفِ أشكالها وأساليبها ، وبكلِّ ما تتطلبه مِنْ مقدّماتٍ وما تجرّ إليه من نتائجٍ ، بكلِّ ما يسبقها من إعدادٍ ، وما يلحقُها من تضحيات ، ولقد حدّثنا القرآنُ عن هذهِ المسؤوليةِ ، وجعلها في أعناقنا قال تعالى (وَكذلِكَ جَعَلْناكُمْ أمّةً وَسَطاً ، لِتَكُوُنُوا شُهَداءَ عَلى النّاسِ وَيَكُونَ الرّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً..) فالذين يرفضونَ العملَ ، ويريدونَ أن يعيشوا على جهودِ الآخرينَ ، ويستأكلوا بالعلمِ ، وبالدين ، هؤلاء يخرجونَ عن حقيقةٍ أساسيةٍ من حقائقِ هذا الدين ، إنّهم يتّخذون من الهوى ما يبررُ لهم القعود ، وهؤلاء هم الذي قال عنهم الله تعالى : (الّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُم لَهْواً وَلَعِباً … والجدير بالذكر يعتبر منبر صلاة الجمعة باب من أبواب الله الصادحة للتذكير بالتعاليم الإسلامية التي سعى أبناء المعقل من أجل اقامتها .

 

ركعتا صلاة الجمعة المباركة