خطيب جمعة علي الغربي: يوضح الأسباب التي تؤدي إلى انقسام وتفرق المجتمع


المركز الإعلامي – إعلام علي الغربي

أقيمت اليوم صلاة الجمعة المباركة في مسجد وحسينية نبي الرحمة -صلى الله عليه وآله وسلم- في العشرين من ربيع الثاني 1440 هجرية، الموافق 28 / 12 / 2018 ميلادية، بإمامة فضيلة الشيخ فلاح الشويلي -دام عزه-.

تحدث الشيخ الشويلي في خطبتي صلاة الجمعة عن الأسباب التي تؤدي إلى انقسام وتفرق المجتمع وتحوله إلى طوائف وشيع وفرق، وكذلك تحدث عن نهاية ابليس الحتمية على يد الإمام المهدي -عجل الله تعالى فرجه الشريف-

حيث قال:نحن حين نريد أن نعرف الأسباب التي تؤدي إلى الإنقسام والتفرق والتحول إلى طوائف وشيع لابد من معرفة الأساس في ذلك وما هو الدافع وخصوصاً أن هذا الأمر هو سلوك بشري لا يختص بملة أو طائفة فوقوف كل ملة على دين نبيها أو إمامة إمامها سنّة تاريخية نجدها مثلاً في اليهود مع المسيح عليه السلام وفي المسيح وغيرهم مع النبي الخاتم -صلى الله عليه وآله وسلم- وهكذا أصحاب النبي تفرقوا من بعده وليس هذا الأمر مختص بالأنبياء فحتى اصحاب الأئمة -عليهم السلام- كذلك، فمعظم اصحاب أمير المؤمنين لم يكونوا مع ولديه السبطين -عليهم السلام- وهكذا أيضا من كان مع الإمام الصادق من أصحابة لم يلتحقوا بالكاظم وكذلك حال وفاة الكاظم -عليهم السلام- وقفت فرقة على إمامته ولم تلتحق بالرضا -عليه السلام -…

وفي معرض جوابه -دام عزه- عن فهم سبب انقلاب اصحاب الأولياء بعد وفاة الولي الصالح ليكونوا فرقًا وطوائف وبعضهم يتحول إلى جبابرة وطواغيت

قال: يكمن الجواب في فهم نفسية طبقات الأصحاب كبشر مع النبي أو الإمام أو حتى الفقيه والمرجع الرسالي عند حياته..ويمكن إيضاح ذلك في ثلاث نقاط.
أولا : وجود الفرعونية والحسد والمكر وحب الجاه والدنيا داخل نفوس الأصحاب بحكم أنهم غير معصومين إلا أن ما يمنع خروج تلك الصفات السلبية هو وجود الإنسان الرسالي الرباني الصالح بينهم، حيث أن نشأت كيانهم انما هي بالأساس قائمة على وجود ذلك الولي سواء كان نبياً أو إمامًا أو دون ذلك فلصلاحه لا يستطيعون التجاهر بما في نفوسهم، لكن مع ذلك ينمو لديهم حب الذات والوجاهة التي تكون مكبوتة داخل نفوسهم وليس باستطاعة حتى الإنسان الصالح إزالتها، وما إن يلتحق ذلك الإنسان الرسالي إلى ربه إلا ويكون الانقلاب وتخرج بعض تلك النفوس بأساليبها الإبليسية محاولة أخذ محل الزعامة الرسالية والسيطرة على الأمور الحيوية فتكون نواة أولى للتسلط والتفرق. 
ثانيا: إن فترة حياة الإنسان الرسالي الصالح تشكل لدى أتباعه من العوام حالة شخصانية فهم يرتبطون بشخصيته بالذات بغض النظر عن رسالته واستيعاب عمقها ومن الطبيعي أنه إذا كان الفرد ينظر إلى شخصية الإنسان الرسالي دون النظر إلى مبادئه فإن كل شخص آخر مقرب إليه سيكون مشمول بعنوان الشخصنة فهو محل للتبجيل والاحترام أيضا بغض النظر سواء أكان يحمل مبادئاً أم لا وهؤلاء هم أكثر من تكون لهم آثار سلبية بعد رحيل الأولياء.

ثالثا: الجهل وعدم معرفة خطورة أن يضع الإنسان نفسه بديلا عن الله تعالى فالأساس إن الله تعالى هو الرب الآمر والناهي ولقد جعل سبحانه وتعالى لكل زمان خصائصه ومميزاته وكلما تقدم الزمن احتاج الإنسان إلى منظومة أوسع من التشريعات, والزعامة هي خلافة لله كيفما كانت سعتها فنفس أولئك الذين ينزون على المنابر نزو القردة إنما تصبح أخطائهم سبباً لنظام الحياة الجائر فكلما أخطأوا خطأً عالجوه بآخر حتى تصبح الأمة على كم هائل من التشريعات والقيود التي هي بالنتيجة لحفظ مصالح الزعماء بطريقة أنانية أبليسيىة. فغاية الشيطان أن يكون المقام التشريعي بيد الإنسان مع نزعاته المريضة في الاستحواذ على القدر الأكبر من الميزات الحيوية، عند ذلك تتحول البشرية إلى وحوش متصارعة بدلا من أن تتعض إنسانيًا وتتخلق بأخلاقيات السماء .

وختم -دام عزه- خطبته بالقول: 
يمكن أن نعرف الرمح الذي يقتل به المهديُ إبليس في آخر الزمان إذ يقطّع الإمام حبائل التأثير التي يدار بها المجتمع فيطوق -سلام الله عليه- القيمة الشخصانية الوهمية التي تعبر من خلالها مشاريع الشرور وتُبنى عليها الشيع والفرق والتي يجول ويتربع عليها إبليس ويكمن فيها ويبنى عليها الصراعات والمآسي ومنها تنطلق جيوشه وشياطينه, حيث يصاب إبليس هنا في مقتل.
لذا فإن معرفة فلسفة نظام الحياة من منظور رسالة السماء إنما هو ارتقاء لليوم الموعود وقد أوضح سماحة المحقق السيد الأستاذ تلك المعرفة في كتاب فلسفتنا بأسلوب وبيان واضح كبيان وتوجيه وتعديل لما جاء في كاتب فلسفتنا للشهيد محمد باقر الصدر رحمه الله.