خطيب جمعة الهارثة :: الزهراء هي المثال والنموذج الحقيقي للمرأة المسلمة والقدوة الحسنة لها


اشار الاستاذ نعيم الصيمري (دامَ تَوفيقُه) خطيبُ صلاةِ جمعة الهارثة في مسجد العقيلة زينب (عليها السلام) في قضاء الهارثة شمال محافظة البصرة، الجمعة المصادف 15 من جمادى الاولى 1441 هـ الموافق العاشر من شهر كانون الثاني 2019 م الزهراء هي المثال والنموذج الحقيقي للمرأة المسلمة والقدوة الحسنة لها

وقال :: تعد السيدة الزهراء المرأة النموذجية بكل ما تمتلك المفردة من معنى ..فقد كانت امرأة نموذجية بكل المقاييس في عصر النبوة وما بعدها على الرغم من صغر سنها فقد كانت البنت المثالية والزوجة المثالية والأم المثالية فقدكانت مثل سائر النساء تتعب من العمل فى شؤون البيت وخدمته، تطحن القمح، وتعجن العجين ، وتكنس الأرض، وتنقل الماء على كتفها، وتجرش النوى للفرس، حتى مجلت(تقرحت وتشققت يداها) وهزل جسمها, و في نفس الوقت كانت ربيبة الوحي وأقرب الناس إلى والدها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) الزهراء- عليها السلام- قدمت انموذجا رائعًا في إيصال صوت الحق وطرح الحجة والدليل منطلقةً من وحي القرآن الكريم « ادْعُ إِلَى***1648; سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ***1750; وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ »، ومن دون اثارة النعرات الطائفية والعرقية وغيرهاخرجت عليها السلام حاملةً لواء المنطق الشرعي العلمي الأخلاقي ومن دون تطرفٍ وارهابٍ ومكرٍ وتآمرٍ وشراء ذممٍ ورشا… لتؤسس منهجًا متكاملًا في الاعتدال والوسطية في التعامل مع القضايا والمواقف والأحدا، طرحت الدليل تلو الدليل والحجة تلو الحجة بالرغم من أنَّها كانت تمتلك من المقومات والمزايا والارث المعنوي والمادي ما يُغنيها عن ذلك، وبنفس الوقت كانت-عليها السلام- تستمع الى ما يطرحه المقابل من حججٍ ومبرراتٍ وتناقشه وتردُّ عليه ردًّا علميًا شرعيًا أخلاقيًا فخطبت بنساء المسلمين وخصوصًا نساء الأنصار خطبت بمسجد النبي(صلى الله عليه وآله) وبجمع غفير من جمهور المسلمين وكانوا يستمعون لما تعرضه من مطالب

واضاف:: الزهراء- عليها السلام- لم تسكت عن إيصال صوت الحق والحقيقة وألقت الحجة على الجميع لكي لا يبقى عذرٌ لأحد…لقد كشف الأستاذ المحقق الكبير السيد الصرخي دام ظله عن هذا المنهج الالهي المحمدي الفاطمي ودعا الى السير عليه والتمسك به بعد أن جسَّده في خطاباته ومواقفه وسلوكياته حيث يقول:« خرجت الزهراء -عليها السلام- وألزمت الآخرين الحجة، وأوصلت صوت الحقّ حتى تنكشف الأمور ولا يبقى عذر لأحد، وهذا هو الواجب، ونحن نسير على نهجها فنلقي الحجة على الجميع عبر دليل نطرحه، ويستطيع المقابل أنْ يأتي بدليله أيضًا، وكل ذلك بالجانب النظري والفكري، وليس بقوة السيف والمكر والتآمر وشراء الذمم والرشا»،الزهراء كانت الام المثالية حيث كانت تحرص كلّ الحرص على اصطحاب أولادها إلى محراب عبادتها في آناء الليل وأطراف النهار ، وتعلمهم بذلك أنواع التبتل والتهجد ، حيث يروي الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أن والدته الزهراء البتول قد أجلسته إلى جانب سجّادتها غارقة في التضرع إلى الله تعالى من أول الليل إلى انفجار الصبح ، وهي آخذة بالدعاء لكل الناس ؛ الأقرب فالأقرب من حيث الجيرة ، ولكنها لم تشمل بدعوتها تلك أولادها ، مما أثار فيه ـ الإمام الحسن ـ السؤال عن السر وراء ذلك ، فأجابته بنظرة ملؤها العطف والحنان : يا بني الجار ثم الدار

واشار بقوله :: الزهراء هي إمرأة معصومة فقد ذكر المحقق الاستاذ الصرخي عدة ادلة تثبت عصمتها في بحثه الموسوم عصمة الزهراء ردا على المنهج التيمي منها آية التطهير ……….قال تعالى (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )) نص صريح بعصمة الزهراء (عليها السلام) وتدل أيضا على أن العصمة بإرادة الله سبحانه وتعالى …فالعصمة تكوينية للزهراء (عليها السلام) … لان إرادة الله تعالى كن فيكون …فعصمتها عليها السلام ليس لها علاقة بعالم التشريع ( وهنا للإشارة الى ما يطرح من عصمة تكوينية مقابل العصمة التشريعية أو العصمة المكتسبة ونحوها من مصطلحات ) أي لا يقال إن إرادة الله تعالى مشروطة ومتوقفة ومعلقة على عالم التشريع والامتثال أي معلقة على امتثالها عليها السلام بالأوامر الإلهية وانتهائها عن النواهي وعلى تدرجها في الصعود في سلم وقوس الصعود والترقي حتى الوصول الى درجة العصمة ………. بل ما يقال عن عصمتها (عليها السلام ) يقال عن عصمة أمير المؤمنين وأولاده الأطهار (عليهم السلام) ولا فرق بينهما وهذا واضح ومفهوم من النص القرآني الكريم وشموله لجميع المعصومين ومنهم الزهراء ( عليهم الصلاة السلام ).

ركعتا صلاة الجمعة