خطيب جمعة المعقل لقد كان الإمام الباقر المثل الأعلى لمصلحي المجتمع الإسلامي نحو التكامل الإنساني

المركز الإعلامي – إعلام المعقل

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الصديقة الطاهرة (عليها السلام) بإمامة الشيخ صادق المندلاوي (دام عزه) وذلك في يوم الجمعة 23 / 3 / 2018 م الموافق له الخامس من رجب الاصب 1439 هـ ، حيث تناول الشيخ المندلاوي في خطبته الأولى الى بعضٌ من جوانب حياة الإمام الباقر (عليه السلام) لقد كان الإمام (عليه السّلام) بحر لا ينفذ ، وجبل لا يرقى إليه الطير ، طأطأ كل عالم لعلمه ، وخضع له كل شريف ، ‏يتفجر بين جوانبه بغزارة ، فلا يتوقف حَدُّه ، ولا يَقلُّ مَدَاه‎ ، ولاتجد ولا تعلم الناس الفقه من شخص أفقه منه ، وهو ‏الملقب بالباقر باقر العلم لقبه به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم‎) ، فعن عمرو بن شمر ، قال : سألت جابر بن يزيد الجعفي ، فقلت له : لم سمي الباقر باقراً ؟ قال : لأنّه بقر العلم بقراً أي شقه ‏شقاً وأظهره إظهاراً وقال الشيخ المفيد رضوان الله عليه : لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحُسين (عليهما السّلام) في عِلم الدين ، والآثار ، ‏والسُّنَّة ، وعلم القرآن ، والسيرة ، وفنون الآداب ، ما ظهر من أبي جعفر الباقر (عليه السّلام)‎ ، وقال ابن حجر : تميز الامام الباقر (عليه السّلام)‎ بصفا القلب ، وزكا العلم والعمل ، وطهُرت نفسه ، وشرُف خُلُقه ، وعمُرت أوقاته بطاعة الله ، وله من ‏السجايا في مقامات العارفين ما تكلُّ عنه ألسنة الواصفين ، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف ، لا تحتملها هذه ‏العجالة‎ ،،،
واشار خطيب الجمعة إلى أهم المزايا التي تميز بها الإمام الباقر (عليه السّلام)‎ أنه ملتقى ورابط بين أسرة الإمام الحُسين (عليه السّلام)‎ وأسرة الإمام الحسن (عليه السّلام)‎‎ فهو أول هاشمي علوي ، يولد من جهة الحسن والحسين (عليهما السّلام) ، لأن أباه عليّ بن الحُسين وأمُّه ‏فاطمة بنت الحسن (عليهم السلام) ، وأما مظاهر عبادته (عليه السّلام)‎ فكثيرة فإمامنا الباقر (عليه السّلام)‎ دائم الذكر لله ، يلهج بذكر الله في أكثر أوقاته ، يمشي ويذكر الله ، ويتحدث مع الناس ‏ويذكر الله، ولا يشغله عن ذكره تعالى أي شاغل ، وكان أبو جعفر (عليه السّلام)‎ يناجي الله تعالى في غَلَس الليل البهيم‎، ‎ وكان (عليه السّلام)‎ كثير الصلاة ، كثير الدعاء ، كان يصلي في اليوم والليلة مِائة وخمسين ركعة‎. ،،،
وأما مواعظ وحكم الإمام إلى شيعته فقد استعرض الشيخ المندلاوي أسلوب الإمام الباقر (عليه السّلام)‎ في وعظ شيعته محذرا اياهم من غرور الدنيا ‏وفتنها ، ودعاهم إلى التفكر والتبصر فيما يصيرون إليه من العمل الصالح حيث قال (عليه السّلام)‎ : إذا أردت أن تعلم أن فيك خيرا فانظر إلى قلبك ، فإن كان يحب ‏أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبك وإن كان يغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته فليس ‏فيك خير والله يبغضك ، والمرء مع من أحب‎ ،،،
فيما تتطرق الشيخ المندلاوي في خطبته الثانية إلى أهم الجوانب والمواقف التي رافقت حياة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)‎ ، فلقد عانى الإمام الهادي (عليه السلام) من تجاوزات السلطة العباسية وتصرفاتهم الشائنة ، والتي تقوم على أساس الحقد والحسد والظلم لأهل بيت النبوة (عليهم السلام)، وليس ثمة سبب لتلك التجاوزات سوى القلق الذي يساور رؤوس السلطة من وجود شخص الإمام ، وما يتمتع به من سمو المكارم وشخصيته العلمية ، والروحية الفذة في مختلف أوساط الأمة ، والمحبة التي تكنها له القلوب المؤمنة ، وسيرته الصالحة المدعمة بالعلم ومكارم الأخلاق ، أضف إلى ذلك سلبية الإمام (عليه السلام) في التعامل مع الحكم القائم وعدم توافقه (عليه السلام) مع مواقف الحكام المشبوهة ، مما يكشف الحقيقة في نظر الأمة والرأي العام المسلم بأن الإمام (عليه السلام) هو الخليفة الحقيقي لامتداد رسالة السماء والبديل المتعين للخلافة القائمة على أساس الظلم والجور ، والجدير بالذكر يعتبر منبر صلاة الجمعة باب من أبواب الله الصادحة للتذكير بالتعاليم الإسلامية التي سعى أبناء المعقل من أجل اقامتها .

ركعتا صلاة الجمعة المباركة