خطيب جمعة الحيانية:لا يحق لنا أن ننسى مسؤوليتنا في عصر ِالغيبةِ ألا وهي الدعوةُ إلى الحقِّ

 

المركز الإعلامي/إعلام الحيانية



أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الإمامِ صاحب الزمان (عليه السلام) بإمامة الشيخ محمد الطائي (دام عزه) وذلك في يوم الجمعة 13 / 7 / 2018 م الموافق التاسع والعشرين من شهر شوال الجاري من عام 1439 هـ ،

وقد تحدث في الخطبة الاولى حول ذكرى وفاةِ الإمامِ السَّادسِ من أئمَّةِ أهلِ بيتِ العصمة، الإمام جعفر بن محمَّدٍ الصَّادق(عليه السلام ) وما كان يُمثِّلُهُ من قيمةٍ عِلميَّةٍ وتعليميَّةٍ وتوجيهيَّةٍ عاليةٍ، مبيناً “كان مقصداً وملجأً لطلَّاب العلمِ والحقيقةِ والمعرفةِ والثَّقافةِ من كلِّ المذاهبِ الإسلاميَّ ونقفُ اليومَ مَعَ بَعْضِ المَفَاهيمِ والتَّوجيهاتِ الأخلاقيَّة، الَّتي كانَ الإمامُ يُوجِّهُ بِها أصحَابَه، والَّتي هي موجَّهةٌ إلينا نحنُ كذلك، لأنّهُ يتكلَّم مع شيعتِه، ومعَ المؤمنين في كلِّ زمانٍ ومكان؛ لأنَّ الحقَّ الَّذي يتكلَّم به الإمام يصلُحُ لِكُلِّ ذلك ونحنُ عندما نُتابعُ كلماتِهِ ، نجدُ أنَّ الكثير منها يتحرَّكُ في خطِّ تأسيسِ البِنَاءِ الأخلاقيِّ الإسلاميِّ وتركيزِه في عُمْقِ شخصيَّة الفَرْد، وفي قلب ثقافة المجتمع وسلوكيَّاته، ليكون ذلك مُنطلقاً لتنشئة الشخصيَّة الإسلاميَّة المتكاملة للفرد والمُجْتَمعِ، في ظلِّ أجْوَاءِ الثِّقَة والمَحَبَّة بين المؤمنين، وبهدف تمكين أواصر الوحدة بينهم، بحيث تكون-الوحدةُ- قائمةً على أُسُسِ المحبَّةِ والتَّواصل بالخير والتواصي بالصبر والمرحمة، وعَلَى نَبْذِ العُنفِ والشِّدَّة، وإطفاءِ نيران الحقد والكَرَاهِيَة”وتابع ” نتعلَّم من إمامنا الصادق كيف نبني المجتمع المتماسك، من خلال المحبَّةِ والصِّدقِ وحِفظِ بعضنا البعض في كلِّ حركتنا الاجتماعيَّةِ والثَّقافيَّةِ والاقتصاديَّةِ والسياسيَّة ، نبني مجتمعا متماسكا قويا امام الفتن والتيارات المنحرفة ، ولنتعلم من الامام الصادق هذا العطاء وهو الذي يدفعنا ليكون طريقا متواصلا انسانيا قولا وعملا وسلوكا”.


وفي الخطبة الثانية اشار الطائي الى انّ ” التاريخَ يذكرُ لنا مقدار التضحيات والجهود التي بذلتْ من اجلِ ايصال صوت الحقيقةِ الالهيةِ الى مجتمعٍ كانَ يعجُّ بالتخلفِ والوحشيةِ والجاهليةِ العمياءِ وإننا لنعيشَ اليومَ ثمرةً لتلك الجهود. فأننا نرى من خلالِ هذا التأريخ أنّ كيانَ الإسلامِ كلاً قامَ على الدعوةِ، بمختلفِ أشكالها وأساليبها ، وبكلِّ ما تتطلبه مِنْ مقدّماتٍ وما تجرّ إليه من نتائجٍ. بكلِّ ما يسبقها من إعدادٍ، وما يلحقُها من تضحيات فالذين يرفضونَ العملَ، ويريدونَ أن يعيشوا على جهودِ الآخرينَ، ويستأكلوا بالعلمِ، وبالدين، هؤلاء يخرجونَ عن حقيقةٍ أساسيةٍ من حقائقِ هذا الدين إنّهم يتّخذون من الهوى ما يبررُ لهم القعود”.واضاف “ايها الاخوة ايتها الاخوات مهما نسينا فإنّه لا يحق لنا أن ننسى مسؤوليتنا في عصر ِالغيبةِ ألا وهي الدعوةُ إلى الحقِّ وعصر الغيبةِ في هذا لا يختلف عمّا تقدّمه من عصورٍ فالمسلم أينما كان، ومتى ما كان، فإنّ عليه العمل أوّلاً وأخيراً العملُ في الإسلامِ هو ضرورةٌ والعملُ في الإسلامِ ليس أمراً طارئاً والتديّن في الأسلامِ هو العمل للحقِ ومن أجلِ الحقِ فالتديّن هو أن تعمل على مستوى ذاتك، وعلى مستوى الآخرين”.