خطيب جمعة المعقل إن الوعي الذي اوجده الإمام الرضا (عليه السلام) في القواعد الشعبية نتج لنا بناءً حقيقياً للإسلام


المركز الاعلامي – اعلام المعقل

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الصديقة الطاهرة (عليها السلام) في محافظة البصرة بإمامة الشيخ صادق المندلاوي (دام عزه) وذلك في يوم الجمعة 27 / 7 / 2018 م الموافق له 13 / ذو القعدة / 1439 هـ ، حيث تناول الشيخ المندلاوي في خطبته الأولى ” مرحلة استلام الإمام الرضا (عليه ‌السلام) لزمام الإمامة والمسؤولية ” تزامنا مع مرور ذكرى ولادة أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فالإمام الرضا (عليه السلام) ولد في المدينة المنورة ، ومنها انتقل إلى خراسان بضغط من المأمون لمنحه ولاية العهد مكرهاً ، واستمرّت إمامته 20 عامّاً وبحسب ما يرى السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله) يبدو أنّ الإمام الرضا (عليه ‌السلام) حينما تسلّم زمام المسؤولية ، قام بنشاطٍ له لم يكن اعتيادياً على مستوى الشيعة ، ولهذا تعرّض لاعتراضاتٍ من قبل الشيعة ، وقام الرضا (عليه السلام) بالسفر والالتقاء بالقواعد الشعبية في امصار متعددة وهذا النشاط الملحوظ لم يكن يمارسه آباء الإمام الرضا (عليهم ‌السلام) لم يكونوا بأنفسهم يسافرون للاتصال المباشر مع قواعدهم الشعبيّة وتثبيت إمامتهم على تلك القواعد بالشكل المباشر ، ثمّ محاولة الاتّصال المباشر مع قواعدهم الشعبيّة بهذا الشكل الواسع النطاق ،،،
واشار خطيب الجمعة الى كلام سماحة المرجع الاستاذ (دام ظله) حول من وقف بوجه الإمام الرضا (عليه السلام) ناكرا لإمامته تحت عنوان “الواقفي أشدّ الخلق عداوة للوليّ” ففي ترجمة علي بن أبي حمزة البطائني: “قال النجاشي: علي بن أبي حمزة واسم أبي حمزة سالم البطائني روى عن أبي الحسن موسى (أي عن الإمام الكاظم) وروى عن أبي عبد الله عليه السلام (الإمام الصادق)”.وعلّق سماحته قائلاً: “اذن علي بن حمزة البطائني من صحابة الإمام الصادق والإمام الكاظم (عليهما السلام) ثم وقف (أي صار من الواقفيّة ولا يعترف بإمامة الرضا عليه السلام ومن بعده) وهو أحد عمد الواقفة وصنف كتبا عدة (إذن هو من صحابة الإمام الصادق ومن صحابة الإمام الكاظم)! هل هو صحابي؟ نعم صحابي! هل هو ناقل حديث؟ نعم ناقل حديث! هل هو عالم؟ نعم عالم! هل هو مؤلف؟ نعم مؤلف! هل هو أستاذ؟ نعم أستاذ! ومع هذا وقف ، مع هذا انحرف ، مع هذا صار من النُّصاب ، صار معاديا ، صار ناصبيًا ، صار بمنزلة المرتد والكافر ، طبعًا عندما نتحدث عن الارتداد وعن الكفر نتحدث عن جانبه المعنوي نتحدث عن الجانب المعنوي وعن المعنى بحسب المقام المستعمل والمستخدم فيه ، بحسب ما يقابله من معنى ، ولا نقصد به الكفر المترتب عليه الأحكام والتطبيقات الخارجية التي تبيح الدماء والأعراض والأموال ،،،
وتتطرق الشيخ المندلاوي في الخطبة الثانية عن ” السلوك الموضوعي المتغير لحياة الائمة (عليهم السلام) ” فبعد ازدياد نفوذ مدرسة الإمام الرضا (عليه ‌السلام) الروحي والفكري والاجتماعي في نفوس المسلمين وذكرنا أنها تقتضي هذا النوع من النشاط من الإمام الرضا (عليه ‌السلام) إلاّ أنّ أصحاب موسى بن جعفر عليه ‌السلام لم يربطوا بين هذا التحوّل المظهري في تصرّفات الإمام الرضا (عليه‌ السلام) عن خطّ آبائه وبين السلوك الموضوعي للمرحلة ، ولهذا حاولوا الاعتراض عليه من هذه الناحية ، الإمام الرضا (عليه ‌السلام) فمنذ بداية تسلّمه زمام المسؤولية نفّذ خصائص هذه المرحلة من حيث كونها مرحلة ارتفاع هذه القواعد الشعبيّة ، ولكن نموّ هذه القواعد الشعبيّة لم يكن يعني حقيقةً أنّ مرحلة عمل الإمام (عليه ‌السلام) كانت مرحلة تسلّم زمام الحكم ، فبالرغم من كلّ هذا النموّ المتزايد في القواعد الشعبيّة كان الإمام (عليه ‌السلام) يعلم بان القواعد الضخمة يمكن أن تمدّه بالجيوش الكبيرة ، ويمكن أن تمدّه بأموالٍ كبيرةٍ أيضاً ، ولكن مثل هذه القواعد لم تكن تصلح قاعدةً للحكم الذي يريده الإمام الرضا (عليه ‌السلام) لافتقارها للوعي … والجدير بالذكر يعتبر منبر صلاة الجمعة باب من أبواب الله الصادحة للتذكير بالتعاليم الإسلامية التي سعى أبناء المعقل من أجل اقامتها .


ركعتا صلاة الجمعة المباركة