خطيب جمعة الكوت : من العذابات النفسية التي يتعرض لها المحتضر ، الحسرة والندم وهدم اللذات من الأهل والأموال

 

المركز الإعلامي – إعلام مكتب الكوت


تحدثَ خطيب صلاة الجمعة التي أقيمت في مسجد وحسينية نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أهوال نزع الروح من الجسد وسكرات الموت وما يلاقيه الإنسان عند الاحتضار ..
وقال فضيلة الشيخ مهدي العابدي (دام عزه) خلال خطبته التي ألقاها اليوم الجمعة 20 ذي القعدة 1439هـ الموافق الثالث من آب 2018 م

مشيرًا لما ورد في البحث الأخلاقي البمارك (( الرحيل إلى الآخرة )) لسماحة المرجع الأستاذ السيد الصرخي الحسني (دام ظله) : سكرة الموت وغمرته تحصل بالإحضار عند نزع الروح فيصير الإنسان بمنزلة السكران , وهذه الشدة التي تغشى الإنسان وتغلب على عقله , فيشتغل بنفسه وينقطع عن الناس , فيها نوعان من العذاب :

1.العذاب الروحي والنفسي , كالخوف الذي يعتري المحتضر والحسرات التي يجرها على نفسه , ويمكن التخلص من هذا العذاب النفسي بالالتزام بالإيمان القويّ والتقوى العالية بإمتثال الأوامر الشرعية وإتباع الإرشادات الأخلاقية .
2.العذاب الجسدي , جسد الإنسان يتكون من الماديات العنصرية الطبيعية ولهذا يخضع للقوانين الطبيعية , ويحصل للمحتضر مثلًا عند انتزاع (وإخراج) الروح من الجسد , ويمكن التغلب على هذا العذاب ودفعه بالإيمان واليقين والانشغال بأمرٍ أهم وأكبر كمن يرى منزلته في الجنة وعند أهل البيت(عليهم السلام) فيرغب ويشتاق إلى تلك المنزلة وينشغل بها وينسى ذلك العذاب .


وأضاف العابدي : ويمكن أن تكون نتيجة ذلك أو بصورة مباشرة وبفضل من الله سبحانه وتعالى خروج الروح من الجسد كشرب قدح الماء في أحد أيام الصيف الحارة وسيأتي الإشارة لهذا لاحقاً إن شاء الله تعالى . ومن العذابات النفسية التي يتعرض لها المحتضر , الحسرة والندم وهدم اللذات من الأهل والأموال والأصحاب والمناصب والآمال الدنيوية فيقطعه ويحرمه ملك الموت والموت من كل ذلك, والحسرة والألم على شبابه وأيامه وكيف فاتته ولم يقضها في مرضاة الله تعالى وطاعته ويتحسر على أمواله وكيف لم يتصدق بها ويصرفها في سبيل الخير والصلاح .

ركعتا صلاة الجمعة المباركة