خطيب جمعة الكوت : تمثل المرأة أحد الأركان الرئيسة المسببة لتعميق الإيمان وترسيخ المبدأ

 


المركز الإعلامي – إعلام مكتب الكوت

 

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد وحسينية نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) في مدينة الكوت وبإمامة فضيلة الشيخ مهدي العابدي (دام عزه) اليوم 22 شوال 1439 هـ الموافق السادس من تموز 2018 م 

وتطرق العابدي إلى الحديث عن المرأة المسلمة ودورها الفاعل وأهميتها في المجتمع حيث قال : تمثل المرأة أحد الأركان المسببة زيادة العنصر الإنساني الجسدي وما يتعلق به من ماديات , وكذلك تمثل أحد الأركان الرئيسة المسببة لتعميق الإيمان وترسيخ المبدأ والتهيئة لتكامل الإنسان واستعداده لمعرفة الحق والانتصار له والترقي نحو الحضرة الإلهي المقدسة والفوز برضا الله سبحانه وتعالى ونيل الحياة الأبدية في جنات الخلد والنعيم الدائم , فآدم وحواء (عليهما السلام) , وموسى وآسيا بنت مزاحم (عليهما السلام) , وعيسى ومريم (عليهما السلام) , ومحمد وخديجة (صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما) , وعلي وفاطمة (عليهما السلام) , والحسين وزينب (عليهما السلام) , والحسن العسكري ونرجس (عليهما السلام) , والإبدال الأربعون من الرجال والأربعون من النساء , والكل في مسيرة الظهور المقدس وتأسيس وتحقيق دولة العدل الإلهي المباركة بقيادة بقية الله قائم آل محمد(عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام) .

 
وتابع الخطيب مقتبسًا ما ورد في مقدمة سماحة السيد الأستاذ الصرخي الحسني (دام ظله) في أحد بحوث طلبته الأعزاء المعنون بـ ((أميرةٌ … جاريةٌ … والدةٌ)) : على المرأة المسلمة الرسالية الاطلاع على سيرة نرجس (عليها السلام) والتعلم منها والسير على نهجها والإقتداء بها من حيث مستوى الإيمان وعمقه ومقدار التضحية والإيثار والفداء وعظمها , فالمرأة المخدّرة الغنية الأميرة العزيزة الانقية , تترك كل ذلك وغيره من أجل المبدأ والحق والنصرة المباركة المقدسة , فارتدت لباس الجواري وقطعت الطرقات الوعرة الطويلة , وتحملت الفقر والذل والسبي والرق والعبودية والتشريد والتطريد , ومع هذا صانت الأمانة وحفظت المبدأ والسر الإلهي وانتصرت للحق وقائد الحق,)) .
وأضاف : وعليه فإن تحديد الأدوار والمجالات الفاعلة للمرأة المؤمنة في عصر الظهور وقبله أيضا خاصة بعد أن شهد الزمان فعليا قيام المرأة بأدوار منصوص عليها في بعض الروايات، وقد أثبت الزمان مصداقية الخطاب التنبؤي الإسلامي بتحقق وقائع كثيرة، وما يزال تحقق وقائع أخرى في طي الغيب .

 
وقال العابدي متحدثًا عن المنهج الإصلاحي ودوره المهم : وعند تحليل ثورة التغيير والإصلاح المهدوي فإنها تستند إلى وجود المنهج الإصلاحي، وقلنا يتمثل بكتاب الله المجيد ، وسنة نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهو منهج حاكم على صلاح الحاكم والمحكوم ، وينطوي على الأحكام والقيم التي تؤسس لنظام حكم عادل ، ونزيه ، وكفؤ ، يصون الحقوق والحريات ، ويمنع الظلم والانتهاكات ، كما يشير إلى هذا المعنى الأمام الحسين عليه السلام في رسالته لأهل الكوفة إذ يقول : (فلعمري ، ما الإمام إلا العامل بالكتاب ، والآخذ بالقسط ، والدائن بالحق ، والحابس نفسه على ذات الله) ، وهذا مما يدل على وضوح المنهج الإصلاحي في ثورة إمامنا المهدي (عليه السلام) التي لا تتخلف ولا تختلف عنها ثورة جده الإمام الحسين (عليه السلام) ومشروعها الإصلاحي العام ، بشكل يجعل هذه الثورة غير فوضوية في بنائها الفكري ، وإستراتيجية في توجهها لإستبدال حالة الانحراف والظلم والاستبداد بحالة الاستقامة والعدل والسلام .

ركعتا صلاة الجمعة المباركة