خطيب جمعة الكوت : إن القرآن الكريم أثبت مشروعية زيارة القبور والبناء عليها

NV8xNDg4MjU4MTJf (500×333)

المركز الإعلامي – إعلام مكتب الكوت
قال الأستاذ رائد البندر – وفقه الله – ان القرآن الكريم أثبت مشروعية زيارة القبور والبناء عليها .. وفي هذه المسألة يدور الكلام حول الأستدلال بآيات الكتاب الكريم ، كما أن مشروعية زيارة القبور انما هو استمراراً لما كانت عليه الشرائع السابقة, وخير دليل على ذلك ـ وهو الأسبق تاريخياً ـ ما ذكره القرآن الكريم في شأن أصحاب الكهف ونزاع القوم فيهم بعد أن أماتهم الله؛ إذ يقول سبحانه وتعالى (( إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَ عَلَيْهِم مَّسْجِداً )) فهؤلاء القائلون (لَنَتَّخِذَنَ عَلَيْهِم مَّسْجِداً) هم الموحدون، بدلالة التعبير بالمسجد دون البناء – أي المعبد –

وتابع خلال خطبة صلاة الجمعة المباركة التي ألقاها اليوم 13 شوال 1441 هـ الموافق الخامس من حزيران 2020 م في مسجد وحسينية نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله وسلم – في مدينة الكوت مركز محافظة واسط : الموحدون، بدلالة التعبير بالمسجد دون البناء – أي المعبد – والمسجد في عرف القرآن الكريم هو المحل المتخذ موضعاً للعبادة والسجود يتعبد الناس فيه ببركاتهم, وقد غلب هذا الرأي – قول الموحدين – على بقية الآراء وعلى هذا فقد روى المفسرون، أن ، القول باتخاذ المسجد كان قول المؤمنين، وهذا هو الظاهر مما رواه ابن جرير الطبري , فإن أصحاب الكهف إنما بعثوا بعد سحق الوثنية واستعادة المؤمنين المسيحيين سلطتهم وكيانهم

وأضاف البندر : وهنا نذكر قول سماحة السيد الاستاذ الصرخي الحسني دام ظله ((اسأل كل شخص يذهب إلى القبور وزيارة القبور وإلى التشفّع بالقبور والسؤال عند القبور هل يعبُد القبر؟ هذا هو الكلام الأول هل يتخذ القبر إلهاً من دون الله ؟ هل يتخذ القبر إلهاً للتقرّب إلى الله أم يتخذ القبر كوسيلة وكطريق إلى الله سبحانه وتعالى ؟ ، كما يؤخذ الشخص كما يؤخذ النبي (سلام الله عليه) كما يؤخذ المكان ، الدعاء في المسجد غير الدعاء خارج المسجد ، الدعاء والصلاة في المسجد الحرام غير الدعاء والصلاة في مسجد آخر ، يوجد أماكن يوجد أزمان الدعاء فيها يختلف عن باقي الأيام يختلف عن باقي الأماكن ، يختلف عن باقي المواضع)) هذا هدف كل المسلمين من زيارة قبور الاولياء وهو ما يحاول الوهابيين تضليل الامة برميهم المسلمين بالشرك وتطبيقهم آيات نزلت على المشركين على الثلة المسلمة ممن يعظم الاولياء الصالحين

وتحدث الخطيب عن إصلاح المجتمع بالقول : ولكي نكون صادقين مع أنفسنا يجب علينا أن لا نتصور أن إصلاح المجتمع ينتج فقط عندما يتمسك الناس بتعاليم الإسلام الموجودة لدينا والتي يطرحها علماء المسلمين والدعاة إلى الدين فان هذا ليس كافياً بل إن هذا حتى لو تم بصورة متكاملة سنجد أنه يساهم بصورة كبيرة في الانحراف وذلك لأن المنظومة الفكرية المطروحة من قبل المسلمين لا تمثل الإسلام الحقيقي بل هي منظومة تدعي أنها تمثل الإسلام وهي تمثل ما تسالم عليه المسلمون وما فهمه المسلمون خلال الفترة الطويلة الأمد منذ بداية الإسلام ولهذه اللحظات مع الأخذ بنظر الاعتبار التحريف والتزييف المتعمد من قبل أشخاص وجهات ودول لضرب الإسلام والمسلمين .وعليه فإن التشخيص الدقيق لسبب الانحراف وابتعاد الناس عن الإسلام لا يكمن فقط في عدم التزام الناس بالشريعة بل وأيضاً لتحريف الكثير مما يلتزم به الناس ويتصورونه من الدين وما هو من الدين وفي أحسن أحواله هو آراء رجال يصيبون ويخطئون


وختم البندر : ولهذا علينا أن ندرس من جديد وندقق ونحقق في الكثير من المسلمات التي توارثناها عن طريق الآباء أو عن طريق المشايخ واعتبرناها قرآن منزل وخطوطاً حمراء فوق النقاش والتحقيق . وإلا سوف نظل في مسيرتنا من انحراف إلى انحراف وسوف نواصل التسافل يوماً بعد يوم ونحن نعتقد أننا نحسن صنعا .وفي ظل هذا الانحراف السلوكي والفكري يتصدى سماحة المرجع والمفكر السيد الصرخي الحسني لإعادة بناء المنظومة الفكرية لدى المسلمين وتوضيح الإسلام الحقيقي وضرب كل البدع حتى لو تسالم عليها القوم وفضح الرموز الدينية المنحرفة حتى لو قدسها البعض ، وهو هنا يعيد تصحيح الأفكار قبل أن يطالب الناس بالالتزام بها إذ لا يصح أن تطلب من الناس أن يكونوا صالحين بالالتزام بأفكار خاطئة . ويقول سماحته في إحدى محاضراته العقائدية وهي المحاضرة السادسة (نحن نحاول أن نعطي منظومة فكرية متكاملة لتفسير فلسفة التاريخ ، للتفسير الفلسفي للوقائع التاريخية التي مرت على المسلمين وعلى طول التاريخ الإسلامي ، لا تملقاً لهذا ولا تزلفاً لهذا ، لا يوجد أي مورد للتقية ) .