خطيب جمعة الكوت : إن الإمام الحسين (عليه السلام) وقف ليعالج مرضًا من أمراض الأمة

المركز الإعلامي – إعلام الكوت
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مدينة الكوت بإمامة فضيلة الشيخ رائد البندر (دام عزه) هذا اليوم الأول من محرم 1439 هـ الموافق 22-9-2017م وقال البندر في مطلع خطبته الأولى : إن الإمام الحسين وقف ليعالج مرضًا من أمراض الأمة كما وقف من قبله أخوه الإمام الحسن (عليه أفضل الصلاة والسلام) ليعالج مرضًا آخرًا من أمراض الأمة، بينما قُدِّر للإمام الحسن أن يعالج مرض الشك في الأمة الإسلامية التي بدأت في عهد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) تشكّ في الخط الرسالي الذي سار عليه قادة أهل البيت (عليهم السلام) واستفحل لديها هذا الشكّ حتّى تحوّل إلى حالة مرضية في عهد الإمام الحسن عليه السلام، هذه الحالة المرضية التي لم يكن بالإمكان علاجها حتّى بالتضحية

وتابع : عالج الإمام الحسين عليه السلام حالة مرضية أخرى هي حالة انعدام الإدارة مع وضوح الطريق، فالأمة الإسلامية التي كانت تشكّ (أو التي بدأت تشكّ) في واقع المعركة القائمة داخل الإطار الإسلامي بين الجناحين المتصارعين اتّضح لها بعد هذا الطريق، لكن هذا الطريق اتضحت لها معالمه بعد أن فقدت إرادتها وبعد أن نامت واستطاع الذين اغتصبوها وسرقوا شخصيّتها وزوّروا إرادتها وأباحوا كرامتها، واستطاعوا أن يخدّروها وأن يجعلوها غير قادرة على مجابهة موقف من هذا
وأضاف الخطيب : خلال خطّ عمله وحركته لاحظنا كيف أنّ الإمام الحسين ـ عليه الصلاة والسلام ـ حينما قرّر السفر من المدينة إلى مكّة، أو في النهاية حينما قرّر الهجرة من الحجاز متّجهاً إلى العراق، إلى تسلّم مسؤوليّاته كشخص ثائر حاكم على طواغيت بني أمية كان يتلقّى من كلّ حدب وصوب النصائح من عقلاء المسلمين، أو من يسمّون يومئذٍ بعقلاء المسلمين الذين يؤثرون التعقّل على التهوّر، كيف أنّ هؤلاء العقلاء أجمعت كلمتهم على أنّ هذا التصرف من الإمام الحسين ليس تصرّفاً طبيعياً، كانوا يخوّفونه بالموت، كانوا يقولون له: كيف تثور على بني أمية وبنو أمية بيدهم السلطان، والرجال، والمال وكلّ وسائل الإغراء والترغيب والترهيب؟! كانوا يحدّثونه عن النتائج التي وصل إليها الإمام في صراعه مع بني أمية


وفي الخطبة الثانية تطرق البندر الى إشارة الأستاذ المحقق الصرخي الحسني (دام ظله) إلى معنى الفسوق في بحثه الموسوم ” الدولة المارقة .. في عصر الظهور … منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ” بقوله : أمير المؤمنين يزيد رضي الله عنه وعليه الصلاة والسلام خليفة الله ورسوله وأحد الاثني عشر إمامًا الذي تنبّأ بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتنبّأ بالخير الذي يحصل بأيديهم وفي ضل حكمهم ودولتهم العادلة ( لنرى مواصفات أمير المؤمنين يزيد، سلام الله عليك يا يزيد يا أمير المؤمنين ويا خليفة المسلمين!!! يا أحد الأئمة الاثني عشر!!! ) في سير أعلام النبلاء ج4 الذهبي، يقول: وممن أدرك زمان النبوة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، الخليفة، أبو خالد، القرشي، الأموي، الدمشقي، قد ترجمه ابن عساكر، وهو في تاريخي الكبير. له على هناته ( أي على شروره وفساده) حسنة، وهي غزو القسطنطينية، وكان أمير ذلك الجيش، وفيهم مثل أبي أيوب الأنصاري. عقد له أبوه بولاية العهد من بعده ( التفتوا جيدًا ما هي الحسنة عنده؟ هو غزو القسطنطينية، هذا هو المهم هذا هو المقياس، عندما تقرأ للشيخ ابن تيمية تجد عنده هذا هو المهم، عنده غزو، عنده حرب، عنده قتال، عنده إرهاب، عنده سفك دماء، عنده قطع رؤوس، عنده تهجير هذا هو المقياس عندهم، كلما أكثرت بسفك الدماء وقتل الأبرياء وخوض الحروب وانتهى الأمر هذا هو المهم عندهم وهذا هو المقياس عندهم!!!)
وقال البندر : هذا أيضًا مقياس تيمي، عندما تناقش أحد التيمية وتريد أن تقارن بين معاوية وعلي عليه السلام، فعندما تأتي بفضيلة لعلي عليه السلام غير موجودة عند معاوية ماذا يقول لك؟ يقول: هذه الفضيلة موجودة عند أبي بكر أو عند عمر أو عند طلحة أو عند الزبير أو عند أبي هريرة، هي المقارنة بين معاوية وعلي، التفت هذه الانتقائية والعشوائية وهذا الخداع وهذا القفز بين الألفاظ والكلمات والموارد من أجل المغالطة والتشويش والتشويه


ركعتا صلاة الجمعة المباركة