خطيب جمعة الحي /ان الإمام الحسين (عليه السلام) يمثل الصدق والحق والقسيم والمحك بين الخير والشر والجنة والنار وفي جميع تلك العوالم


المركز الإعلامي- إعلام الحي


تحدث خطيب جمعة التابعي الجليل سعيد بن جبير الأسدي (رضوان الله عليه ) في قضاء الحي (40 كم جنوب مدينة الكوت مركز محافظة واسط) السيد ماهر الموسوي (اعزه الله) اليوم الجمعة الأول من محرم 1439هــ الموافق 22 من أيلول 2017م خلال خطبتي صلاة الجمعة عن شهر محرم الدم والشهادة قائلا:ونحن نعيش أيام شهر محرم الحرام محرم الإنتصار والتضحية يجب علينا أن نعلم إن الثورة الحسينية وقائدها وواقعة الطف وأنصارها قد عاشت حية في ضمير الأنبياء والمرسلين وملائكة الله الصالحين، وهذا خير دليل على أهمية هذه الثورة المقدسة ومدى محوريتها في النظام الكوني العالمي وعمقها الفكري والنفسي لتهيئة البشرية بل كل المخلوقات لتَقبُل فضل الله تعالى بتحقيق العدالة الإلهية والانتصار للمستضعفين على يد قائم آل محمد (صلوات الله عليه وعلى اله).
وأشار الخطيب : إلى ماقاله المرجع الأستاذ(دام ظله) : ( إن الغاية والهدف ليس الطف كواقعة حصلت، وليس الإمام الحسين (عليه السلام) كشخص معصوم مفترض الطاعة قُتِلَ فعلينا ذرف الدموع على تلك الحادثة المأساوية الحزينة, بل إن طف كربلاء تمثل الخير والشر والصراع بينهما، وان الإمام الحسين (عليه السلام) يمثل الصدق والحق والقسيم والمحك بين الخير والشر والجنة والنار وفي جميع تلك العوالم …) .
ووضح الموسوي : لابدّ أن نعيش هذه الأيام لحظاتٍ مع سيرة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) والتي بدت معالم ثورته المباركة مذ يوم حاول معاوية طمس جميع معالم النظرية الإسلامية الإلهية وإنهاء وجود الرسالة المحمدية, معاوية الذي حاول أن يثبت أطروحته وحُكمه وخطّه وقيادته حيث قام بعملين رئيسيين كانا هما السبب الرئيسي لخروج الحسين(عليه السلام) إلى كربلاء الشهادة والإباء، العمل الأول هو على مستوى النظريّة : وهو القضاء على النظرية الإسلامية الحقّة التي كان يمثّلها جناح الإمام علي (عليه السلام) والقواعد الشعبية الواعية من أبنائه النسبيّين أو الروحيين في الأُمّة، فكان يحاول أن يقضي على هذه النظرية عن طريق شراء الأكاذيب من الأشخاص الذين كانوا على استعداد للكذب في الحديث على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فبعث معاوية إلى ولاته وحكّامه في مختلف أقطار العالم الإسلامي: أنّه برئت الذمّة ممّن يتكلّم بشيء عن خطّ الإمام علي (عليه السلام)، ومن ناحيةٍ أخرى وضع كلّ وسائل الإغراء والترغيب في سبيل أن يتبارى الكَذَبة في النقل عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في تبريكات رسول الله للوضع المنحرف وللسقيفة ولتبعات السقيفة ولمضاعفات هذه السقيفة، بكلّ ذلك كان يحاول أن يطمس النظرية ذاتها لا أن يكون حاكماً فقط، هذا على مستوى النظريّة
وأكمل الخطيب قائلا: وأمّا العمل الثاني فهو على مستوى الأُمّة فإنّه أيضاً مارس ألواناً كثيرةً من الإذلال للأمّة وتمييع شخصيّتها وصناعة الضغائن والأحقاد القومية والإقليمية والقبلية في داخل العالم الإسلامي، فأشغل هذه الأُمّة القائدة الرائدة التي من المفروض أن تحمل هموم البشرية على وجه الأرض، أشغلها بأرخص الهموم وأتفهها وبأضيق النزاعات والخلافات فيما بينها؛لكي يواصل حكمه ولكي يعيش على النحو الذي يحلو له. وإذا بابن الأُمّة الذي كان يزحف إلى طاغوت كسرى ليقول له: نحن لم نأتِ إليك طمعاً في غنمك ولا في دراهمك ودنانيرك، وإنّما جئنا لأنّ مظلوماً في بلادك نريد أن نخلّصه من الظالم، ولأنّ انحرافاً في بلادك نريد أن نعيده إلى طبيعة التوحيد. ابن الأُمّة الذي كان يعيش هموم المظلوم في أقصى بلدٍ لم يعرفه ولم يره بعينه نراه ينقلب بين عشيّة وضحاها بفعل هذه المؤامرة إلى شخصٍ لا تهمّه إلاّ الدراهم التي يقبضها في نهاية الشهر، فتحوّل رؤساء العشائر في الكوفة ذاتها إلى عيونٍ ورقباء على خطّ الإمام علي(عليه السلام)، فكانوا يَشون بشبابهم وأولادهم الذين ينفتحون على خطّ الإمامة فيقادون قسراً إلى القتل والسجن والطرد والتشريد . نعم هذه هي مؤامرة معاوية بن أبي سفيان على مستوى النظرية وعلى مستوى الأُمّة
وأكد الموسوي: أن الإمام الحسين(عليه السلام) استطاع أن يُشعر الأُمّة باستمرارٍ انّه يتحرّك وهو يعلم أنّه مقتول، تحرّك وهو يعلم أنّه يستشهد، ففي المدينة مثلا قال للمحتجّين عليه بأنّه سوف يُقتل في مكّة، وقف خطيباً يودّع بيت الله الحرام وقال ما مضمونه بأنّه سوف يقتل لكي يجعل الأُمّة تعيش هذه الأسطورة، أسطورة أنّ شخصاً يتقدّم نحو الموت وهو ثابت الجأش، قوي القلب، واضح اليقين في أنّ هذه الطريق هي التي يريدها الله سبحانه ورسوله (صلّى الله عليه وآله). فالموت ليس خطِراً إذا كان فيه طريقا لتخليص الأُمّة من مؤامرة الجبابرة والطواغيت، وهو هيّنٌ في سبيل تلك الأهداف الكبيرة .

ركعتا صلاة الجمعة