خطيب جمعة الشامية : واقعة الطف أفرزت طبيعة الصراع بين الحق والباطل بشكله التكويني الخُلُقي و بموضوعه الخارجي الميداني.


المركز الإعلامي _إعلام الشامية

أكد خطيب جمعة الشامية الأستاذ أرشد الحميداوي في خطبةٍ ألقاها اليوم الجمعة المصادف 28 من شهر ذي الحجة 1440هجرية الموافق 30 من شهر اب 2019 ميلادية في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره –
قائلاً : واقعة الطف أفرزت طبيعة الصراع بين الحق والباطل، اولا: بشكله التكويني الخُلُقي، وثانيا: بموضوعه الخارجي الميداني. فأثبتت واقعة الطف ان المعركة ليست مع (الاعداء المشركين)، بل مع المنافقين المتلبسين “بزي الدين”.

وأضاف خطيب الجمعة الحميداوي – وفقه الله- مؤكداً:
اوضح سماحة المرجع المعلم، الغاية الكبرى والهدف الاسمى والدروس والعبر من واقعة الطف الاليمة بقوله: ان الغاية والهدف ليس الطف كواقعة حصلت وليس الإمام الحسين (عليه السلام) كشخص معصوم مفترض الطاعة قتل، فعلينا ذرف الدموع على تلك الحادثة المأساوية الحزينة.. بل ان طف كربلاء تمثل الخير والشر والصراع بينهما منذ خلق آدم إلى يوم الدين, في الأرض والسماء, عند أهل الأرض وعند سكان السماء, وان الإمام الحسين (عليه السلام) يمثل الصدق والحق والقسيم والمحك بين الخير والشر والجنة والنار وفي جميع تلك العوالم, وبعد إثبات ذلك يصبح الأمر واضحاً ان حركة التمهيد المهدوي واليوم الموعود المقدس والإمام المنتظر (عليه السلام) ودولته الإلهية العادلة.

وأثبت الخطيب : ان المرجعية الدينية هي أمتداد للامامة، فان عملها يجب ان يكون في ظل ما قام به الأئمة (عليهم السلام) من ادوار وموقف مختلفة. وهذا ما عمل به ولازال يعمل الاستاذ المحقق السيد الصرخي الحسني (دام ظله المبارك)، فمنذ تصدي سماحته للمرجعية، فلم يكن مرجعا اسلاميا فحسب، بل كان مرجعا انسانيا، فلم يختصر خطابه للانسان المسلم فقط، وانما تعدى ذلك الحد ليشمل معتنقي الديانات الاخرى، فهو ايقن ان مسؤوليته ورسالته لا تُؤطر باطار المذهب، ولا تحد بحدود الدولة، وتنحصر بالقومية، بل هي فوق كل هذه الحدود الضيقة.

وختم الأستاذ خطبتة مبيناً : إن البشارة في الاناجيل التي كان يبشر بها عيسى (عليه السلام)، بمجيئ واقتراب ملكوت السماوات، لم يكن يقصد فيها نفسه، بل هو كان ممهدا ومبشرا لذلك الملكوت والمخلص.
ويستدل سماحته على ذلك بما جاء في انجيل لوقا، حيث أن المسيح دعا للذي يأتي بعده وهو ملكوت السماوات، اذ قال لوقا4: {وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ خَرَجَ وَذَهَبَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ الْجُمُوعُ يُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ. فَجَاءُوا إِلَيْهِ وَأَمْسَكُوهُ لِئَلاَّ يَذْهَبَ عَنْهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضًا بِمَلَكُوتِ اللهِ، لأَنِّي لِهذَا قَدْ أُرْسِلْتُ، فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيل}
وذكر ميخا في الأصحاح5 من سِفرِه: {{1ـ الآنَ تَتَجَيَّشِينَ يَا بِنْتَ الْجُيُوشِ. قَدْ أَقَامَ عَلَيْنَا مِتْرَسَةً. يَضْرِبُونَ قَاضِيَ إِسْرَائِيلَ بِقَضِيبٍ عَلَى خَدِّهِ، 2ـ أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ، مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ}}:
فاذا كانت النبوءة بالمسيح عيسى -عليه السلام- وأنه سيكون ملِكًا ومتسلّطًا على إسرائيل، فمن هو قاضي وسبط إسرائيل الذي يضربونه بقضيب على خدّه؟! فأين حصل ذلك الضرب ومتى وكيف؟!
مِن الواضح أنّ ميخا يشير إلى شخصَين، أحدهما المضروب على خدّه وهو القاضي السبط، والآخر هو الذي يخرج ويكون متسلطًا على إسرائيل.