خطيب جمعة الشامية : إن من أهم متطلبات القيادة والرئاسة هو العلم والمعرفة




المركز الإعلامي_إعلام الشامية

أكد خطيب جمعة الشامية الخطيب الشاب حسين الكعبي – أعزه الله- في خطبةٍ ألقاها اليوم الجمعة المصادف 15 من شهر ذي القعدة 1440هجرية الموافق 19 من شهر تموز 2019 ميلادية، في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره- إن من أهم متطلبات القيادة والرئاسة، هو العلم. وقد تجسدت الدلالة في إثبات علم الإمام الرضا (عليه السلام) في المناظرة التي أعدَّ لها المأمون بكل ما أعطي من قدرة، وكان حاكم أكبر واقوى دولة في العالم، فأمر رئيس وزرائه الفضل بن سهل أن يكتب الى حكام الولايات ويجمع له من أرجاء البلاد علماء الأديان، والمذاهب، وأصحاب الإتجاهات الفكرية، حتى الإلحادية !

وأضاف خطيب الجمعة الشيخ حسين الكعبي – وفقه الله- قائلًا : وقد جمعوا كبار العلماء من بلاد الهند وفارس والروم وبلاد العرب، وذكرت بعض الروايات أنهم كانوا أربعة آلاف شخص، جمعهم المأمون، واستضافهم وبذل لهم، وشجعهم على مناقشة الإمام (عليه السلام) حتى بالكفر والإلحاد، وربما جعل الجوائز العظيمة لمن يغلب الإمام!  وقد أرسل المأمون خادمه إلى الإمام قبل يومٍ من هذا المؤتمر يدعوه إلى الحضور غداً، وقد أجابه (عليه السلام): بان أبلغه السلام وقل له قد علمتُ ما أردتَ، وأنا صائرٌ إليك بكرةً إن شاء الله!

وأكد الكعبي -وفقه الله – بقوله: أن نجد مثل المأمون اليوم من يقبل ويسمح للناس بالإستماع وفتح النقاش والأحتجاج وسماع الرأي الآخر، لكي يضل من يضل عن بينة ويهتدي من يهتدي عن بينة؟. فلماذا هذا التحجير والتحجر الفكري، وما أكثر النداءات والدعوات، التي أطلقها سماحة المرجع الأستاذ السيد الصرخي (دام ظله) لتصحيح الإنحرافات والإعوجاج الأخلاقي والعقائدي الذي وصل إلى حد الكفر والإلحاد، وقد شملت الدعوة حتى أصحاب الديانات الأخرى، عبر البحوث والإصدارات ومعارض الكتب والمهرجانات المختلفة. وكل ذلك للوقاية ومعالجة التحلل في الاخلاق الذي طال الشرف والمحارم، وأنتشار الرذائل في أوساط المجتمع أنتشار النار في الهشيم، وخصوصا بين الاشبال والشباب وهم عماد المستقبل؟

من جانب أخر ذكر خطيب الجمعة -اعزه الله- ومن على هذا المنبر الشريف منبر الجمعة ندعو العوام بعد أن يئسنا من دعوة الرموز إلى العودة إلى جادة الشرع والأخلاق والشيم العربية، والرجوع إلى الحفاظ على القيم والعادات الحميدة، والأنسلاخ عن أخلاق أعداء أهل بيت النبوة (عليهم وعلى جدهم الصلاة والسلام)، لأن الأمة باخلاقها ومُثُلهَا وكما قال الشاعر/ وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ *** فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا.