خطيب جمعة الديوانية: دولة الإمام المهدي المنتظر تدعو إلى التوحيد

 
المركز الاعلامي – إعلام الديوانية
 
أقيمت صلاة الجمعة في مسجد النور وحسينية محمد باقر الصدر ‘قدس سره-يوم الجمعة1‪5 من ذي القعدة 1440 هـجرية، الموافق 18‪ من شهر تموز 2019 ميلادية بإمامة الشاب علاء الجناحي ( دام توفيقه) حيث
تطرق في خطبته الأولى:
لقدِ اتّفقَ المسلمونَ على ظهورِ المهديِّ في آخرِ الزمان لإزالةِ الجهلِ والظلمِ، والجَورِ، ونشرِ أعلامِ العدلِ وإعلاءِ كلمةِ الحق، وإظهارِ الدينِ كلِّه ولو كرهَ المشركون، فهو بإذنِ اللهِ يُنْجي العالمَ من ذُلّ العبوديةِ لغيرِ الله، ويُلْغي الأخلاقَ والعاداتِ الذميمةِ، ويُبطِلُ القوانينَ الكافرةَ التي سنّتها الأهواء، ويقطعُ أواصرَ التعصُّباتَ القوميةِ والعنصريةِ، ويمحو أسبابَ العداءِ والبَغْضاءِ التي صارت سببًا لاختلافِ الأُمّةِ وافتراقِ الكلمةِ، ويحقّقُ اللهُ سُبحانَهُ بظُهورِهِ وعْدَه الذي وعَدَ به المؤمنين بقولِه: { وَنُرِيدُ أن نَمُنَّ عَلىَ الَّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارثِينَ}.
كما أكد الجناحي “دام عزه”
قائلًا :
إنّ الهدفَ العامَّ لتَحرُّكِ الإمامِ المهديِّ(عليهِ السلامُ) في فترةِ الغَيْبةِ الكبرى، هو رعايةُ مسيرةِ الأمةِ الإسلاميةِ وتأهيلُها لظهورِه والقيامُ بالمَهَمّةِ الكبرى المتمثلةِ بإنهاءِ الظلمِ والجَورِ وإقامةِ الدولةِ الإلهيةِ العادلةِ في كلِّ أرجاءِ الأرضِ وتأسيسِ المجتمعِ التوحيديِّ الخالصِ. وبعبارةٍ أخرى: فإنَّ الإطارَ العامَّ لسيرتِه ـ عجلَ اللهُ فرجَهُ ـ في هذه الفترةِ هو التمهيدُ لظُهورِه بما يشتملُ عليه ذلك من رعايةِ الوجودِ الإيمانيِّ وحِفْظِه وتسديدِ نشاطاتِه وتطويرِه عبرَ الأجيالِ المُتعاقِبةِ التي يُعاصِرُها، وحفظِ الرسالةِ الخاتمةِ من التحريفِ فضلًا عنِ القيامِ بالميسورِ من مَهامِّ الإمامةِ الأخرى، وحفظِ القاعدةِ الشعبيةِ المُواليةِ للحقِّ وأهلِ الحقِّ، وإنْ كان ذلك بأساليبَ أكثرَ خَفاءً مما كان عليه الحالُ في الغَيبةِ الصغرى، وبذلك يتحققُ الانتفاعُ من وجودِه(عليهِ السلامُ) كما يُنتَفعُ بالشمسِ إذا غيّبَها السحاب.
 
والمُلاحَظ أنَّ هناك الكثيرَ مِنَ المجتمعاتِ قد وصلت إلى مرحلةِ القُنوطِ واليأسِ بسببِ عدمِ ظهورِ القائدِ الموعودِ المهديِّ المنتظرِ(عليهِ السلامُ) على الرغمِ مِنَ الظلمِ والجورِ الذي وقعَ عليهِم منَ الحكوماتِ الظالمةِ وسلاطينِ الجورِ والضلالةِ، حيثُ أصبحَ الظالمونَ هم أصحابُ السلطةِ والنفوذِ وهم أهلُ القرار، وبالمقابلِ لاحَظوا التضييقَ والتشريدَ والسجنَ والقتلَ الذي تعرَّضَ له أصحابُ الحقِّ وطلَبتُه، فلمثلِ هؤلاءِ القانطينَ نقول: هل قرأتُم سورةَ الكهف؟ وهل قرأتُم الآيةَ التي تتحدثُ عن أولئك الفتيةِ الذين آمنوا بربِّهِم وزادَهمُ اللهُ هدى؟ أولئك الذين واجَهوا كيانًا وثنيًا حاكمًا لا يَرحمُ ولا يترددُ في خنقِ أيِّ بذرةٍ من بُذورِ التوحيدِ، فضاقتْ نُفوسُهم، ودَبَّ اليأسُ إلى قُلوبِهم وسُدَّتْ منافذُ الأملِ أمامَ أعيُنِهِم ولجؤوا إلى الكهفِ يطلِبونَ منَ اللهِ حلًّا لمشكلتِهم بعد أن أعيَتْهُمُ الحُلولُ، وكَبُرَ في نفوسِهم أن يَظلَّ الباطلُ يَحكُمُ ويَظلِمُ ويَقهرُ الحقَّ، هل تعلمونَ ماذا صنعَ اللهُ تعالى بهِم؟ إنه أنامَهُم ثلاثَمائةَ سنةٍ وتسعَ سنينَ في ذلكَ الكهفِ ثم بعَثهم من نومِهم ودفعَ بهِم إلى مسرحِ الحياة، فبعد أنْ كان الكيانُ الذي بهرَهم بقوَّتِه وظُلمِه قد تداعى وسقَط وأصبح تاريخًا لا يُرعِبُ أحدًا ولا يُحرِّكُ ساكنًا، كلُّ ذلك لكي يشهدَ هؤلاء الفتيةُ مصرعَ ذلك الباطلِ الذي كَبُر عليهِمُ امتدادُه وقوَّتُه واستمرارُه، وحتى يَرَوا انتهاءَ أمرِه بأعيُنِهم ويتصاغرَ الباطلُ في نُفوسِهم، فإذا تحققتْ مثلُ هذه الرؤيةِ الواضحةِ لأصحابِ الكهفِ فإنَّ الشيءَ نفسَهُ قطعًا سيتحققُ للقائدِ المنتظرِ(عجلَ اللهُ فرجَه) من خلالِ عمرِهِ المديدِ الذي يُتيحُ له أن يشهدَ العملاقَ وهو صغيرٌ والشجرةَ الباسقةَ وهي بذرةٌ والإعصارَ وهو مجردُ نسمةٍ .. وبالمقابلِ يجبُ أن تتوفرَ الظُّروفُ الموضوعيةُ لطلعتِه البهيةِ، وعلى رأسِ تلك الظروفِ هو وجودُ القاعدةِ الشعبيةِ المُضحّيةِ من أجلِ إمامِها الموعودِ والتي تَعُدُّ العِدَّةَ لظهورِه الشريفِ بالعملِ المستمرِّ لتهيئةِ الأرضيةِ الصالحةِ لإعلانِ الثورةِ العالميةِ الإلهيةِ ضدَّ الظلمِ والطغيانِ
كما أشار علاء الجناحي “دام توفيقه” في خطبته الثانية الى الآية الكريمة: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيْ النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
اليومَ نحنُ نعيشُ في مجتمعٍ مليءٍ بالانحرافاتِ بجميعِ مسمّياتِها وأكثرُ فئةٍ عُرضةً لهذهِ الانحرافاتِ الشبابُ والصغارُ، والانحرافاتُ الغربيةُ بدأتْ تؤثرُ بشبابِنا وصغارِنا وكبارِنا أيضًا بشكلٍ ملحوظٍ، حيثُ بدأنا بتقليدِهم بكلِّ شيءٍ في الملابسِ والعاداتِ بل وحتى الممارساتِ وإنْ كانت خاطئةً، فالشبابُ اليومَ ونخُصُّ بالذكرِ الشبابَ المسلمَ ترَكَ القيمَ والأخلاقَ التي يتمثلُ بها الإسلامُ الصحيحُ، وهذا سببُهُ هو كما يسمّونها بالثقافةِ أوِ التطوُّرِ، و نجدُ أنَّ الثقافةَ والتطورَ لا تسري على النحوِ القِيَمي والأخلاقيِّ المتمثلِ بقيمِ أهلِ البيتِ -عليهِمُ السلامُ- فهُم خيرُ قدوةٍ لنا في الامتثالِ والهدايةِ؛ بل نرى العكسَ حيث نرى التوجُّهَ للثقافةِ الفاسدةِ أكثرَ انتشارًا.