خطيب جمعة الشامية: إن ثورة عاشوراء.. ثورة الإصلاح للإنسانية جمعاء


المركز الإعلامي-إعلام الشامية
أكد خطيب جمعة مدينة الشامية إن تاريخ عاشوراء، ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) لا يعني ارتباطها بالماضي حصرًا، وإن كانت قد حدثت فيه فعلًا ضمن مفهومنا المعاصر، بل إن تاريخها يعني أزلية استمرارها. كما هي أزلية وجود الظلم والفساد، وأزلية تحقيق الإصلاح. مثلما أن ثوريتها تعني ضرورة وحتمية السعي نحو الإصلاح حتى وإن بلغت التضحيات ذروتها. فهي الثورة الحية التي تفجرت لتصحح مسار الانحراف في الأمة الإسلامية..
كان هذا خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر”قدس سره” بإمامة سماحة الشيخ داخل الجحيشي”وفقه الله” بتاريخ الخامس عشرمن محرم الدم والشهادة لسنة 1439 هـ الموافق السادس من تشرين الأول / 2017 م.
وأشار الشيخ الجحيشي إلى أن ثورة الإمام الحسين صداها يتخطى القرون عابرًا الآفاق نحو المستقبل. وهكذا انبثقت تلك الثورة حاملة معها مضامين الإصلاح وآلياته، ومشخصة الفساد ومكامنه.
وأكد الخطيب ” أن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) جسدت في نهضتها قيم ومبادئ حقوق الأمة حيث أكد فيها على ضرورة الاهتمام بإصلاح شؤون الأمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية.
مضيفًا ” كما تضمنت معالم تلك النهضة تثبيت أواصر الثقة بالمعتقدات من خلال طرح الصحيح منها إلى الأمة والتأكيد على وحدتها ومنع إثارة التفرقة والعنصرية والطائفية والقبلية والقومية كأساس للتمييز بين الناس وقد وضع (عليه السلام) شروط الكفاءة والاستقامة في تولي شؤون الأمة وتسيير المهام فيها، فضلًاعن ممارسة حقّ النقد والبيعة والنصح والتوجيه …
كما واشار سماحته” لقد استطاع الإمام الحسين (عليه السلام) أن يوقظ الضمير الإنساني ويؤثر فيه باتجاه القيم الحقة، والانتصار لها، وتحقيقها على أرض الواقع، كونها لم تحدّد بدين أو مذهب أو قومية معيّنة، بل كانت للإنسانية جمعاء. وقد أكد الإمام (عليه السلام) على أهمية طريق الحرّية وعدم الانسياق وراء الحاكم الظالم مهما كانت الأسباب، وعدم العيش كالعبيد، بل دعا (عليه السلام) إلى أن يكون الناس أحرارًا في دنياهم، وقد انطلق بأهدافه هذه معلنًا الحرب على الظلمة بقوله: «ألا وإنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدي رسول الله، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر.






ركعتا صلاة الجمعة