خطيب جمعة الشامية: إن ثورة عاشوراء ثورةً مستديمةً ضد الباطل والانحراف والظلمِ والوحشيةِ والتعسفِ والانحلال

المركز الإعلامي-إعلام الشامية

أكد خطيب جمعة الشامية أن ثورة الحسين “عليه السلام” كانت ثورةً امتداديةً استمراريةً حيويةً نابضةً بقلب الضميرِ البشري لتشبعَهُ روحاً رافضةً وثورةً مستديمةً ضد الباطل والانحراف والظلمِ والوحشيةِ والتعسفِ والانحلال فهي ثورةُ إنسان على كلِ ما يُعيقُ حركتَهُ ويسعى لسلبِ إنسانيتهِ وحقوقهِ وكراماته..
كان ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت في مدينة الشامية وبإمامة سماحة الشيخ أرشد الحميداوي “وفقه الله” في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر “قدس سره” الموافق الأول من محرم الحرام لسنة 1439هـ المصادف 22-أيلول-2017م.
مضيفًا” ولذا كان من الضروري، امتدادُ هذه الثورةِ مادامت الدنيا باقية، ومادام يتقابلُ جيشا الحقِ والباطل والهدايةِ والضلالة، وهذا هو سرّ تحريضِ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وآلهِ الكرام المسلمين على إحياءِ ذكرى عاشوراء طول الدهر، فنجد أن الإسلامَ مدَّ من مفهوم الثورةِ الحسينية في هذا الشعار السائد وهو: (كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء)..
مستدركًا” ). ومنه وعليه يمكننا أن ندركَ معنى أحياءِ الشعيرةِ غيرِ المقتصرة وغيرِ المنطويةِ على أثارةِ العزاء فحسب دونما تحليلِ فلسفةِ الشعارِ وعمقِ الغايةِ وجليلِ الهدف الذي انطلق الحسينُ عليه السلام منها وراح يعطي الغالي والنفيس من أجلِ تحقيقِها قولُهُ سبحانه: (ومن يعظمُ شعائرَ اللهِ فإنها من تقوى القلوب)..
الشيخ الحميداوي أضاف قائلا” وعلى ضوء ذلك لا يمكننا أن نفهمَ معنى الأيمانِ بثورة الحسين(عليه السلام) ألا من حيث امتلاء تلك النفس بروح العزة والشموخِ والكرامةِ والتصاقها بمفهوم الحميةِ والإباءِ وخلعِ ثوبِ المذلةِ وإيثارِ مصارعِ الكرامِ على طاعةِ اللئام وهذا ما نستوحيه من قوله(عليه السلام): ( ألا أن الدعي ابنَ الدعي قد ركزَ بين اثنتين بين السلةِ والذلةِ وهيهات منّا الذلّة يأبى اللهُ لنا ذلك ورسولُهُ والمؤمنون, وجدود طابت وحجور طهرت, وأنوفٌ حمية, ونفوسٌ أبية, ابت ان تؤثرَ طاعةَ اللئامِ على مصارعِ الكرام). فكانت هذه الكلماتُ ولا زالت وستبقى الخطرَ الاكبرَ الذي يُرعبُ الطواغيتَ في كلِ العصور ويقضُ مضاجعَهم لأن منبعَ هذه الكلماتِ وأساسَها هو تجسيدُ كرامةِ الانسان في الارض واقامةُ العدلِ والانتصافِ من الطغاةِ والمتجبرين وارساءُ مبادئ الدينِ الاسلامي الحنيف..
فيما أكد الشيخ الحميداوي ايضا أن : إن السكوتَ والرضا بفعل ساسةِ الخداعِ والغشِ والفسادِ ليس له معنىً غيرُ الابتعادِ عن نهجِ الحسين عليه السلام واستبدالِ شعارِها الرائدِ هيهات منا الذلة بشعارٍ آخرَ وهو هيهاتَ منا العزةُ وهيهاتَ منا الكرامةُ وهيهات منا رفضُ الذلة, وهذا أخطرُ ما يجبُ توخي الحذر منه وتحصينُ النفسِ والفكرِ من شرورهِ وآثارهِ التي تبني أنسانا خانعا وراضخا غيرَ ذلكَ الأنسانِ الذي خططت ثورةُ الحسينِ لصناعتهِ من خلال خلقِ روحِ الوعي والتضحية والفداء في باطنهِ وفكرهِ وسلوكهِ ليترجمَ ويجسدَ تلكم المعاني في رفضه للظلمِ والظالمين ومطالبتهم بحقوق ومستحقاتِ الشعوبِ المسحوقةِ واسترجاعِ الكراماتِ المسلوبة.








ركعتا صلاة الجمعة