خطيب جمعة الشعب/بين نهضة الحسين وقيام المهدي الشريعة تنهض من جديد


المركز الإعلامي/إعلام الشعب

اكد خطيب جمعة الشعب الشيخ علي السراي (اعزه الله) التي اقيمت في مسجد الصادق الامين (صلى الله عليه واله وسلم) اليوم الجمعة 22/9/2017 م الموافق 1 محرم 1439 هـ بين نهضة المهدي وقيام الحسين الشريعة تنهض من جديد
وتكلم الشيخ في خطبته قائلا :
بعد ان حمد الله و اثنى عليه , ان الامر بالمعروف و النهي عن النمكر يجب ان يكون اولا و قبل كل شيء بالكلمة الحسنى قال تعالى: (ادْعُ إِلَى‏ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
حيث اكد على خروج الامام الحسين (عليه السلام)و مواجهة القوم بالموعضة اولا , ثمّ دعا براحلته عليه السلام فركبها، ونادى بصوت عال يسمعه جلّهم: أيّها النّاس اسمعوا قَولي، ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما هو حقّ لكم عليَّ، وحتّى أعتذر إليكم من مَقدمي عليكم، فإن قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النّصف من أنفسكم، كنتُم بذلك أسعد، ولم يكن لكم عليَّ سبيل.
وإنْ لَم تقبلوا مِنّي العذر ولَم تعطوا النّصف من أنفسكم، فأجمعوا أمركم و شركاءكم ثمّ لا يكن أمركم عليكم غمّة. ثمّ اقضوا إليَّ ولا تنظرون[إشارة منه سلام الله عليه وتشبيه لاعداءه بقوم نوح عليه السلام الذين استحقوا العذاب االألهي بعد ذلك قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَاقَومِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ)]. إنّ ولييّ الله الذي نزل الكتاب وهو يتولّى الصالحين.
فلمّا سمعنَ النّساء هذا منه صحنَ وبكينَ وارتفعت أصواتهنَّ، فأرسل إليهنَّ أخاه العبّاس وابنه علياً الأكبر وقال لهما:«سكّتاهنَّ فلعمري ليكثر بكاؤهنَّ».
ولمّا سكتنَ، حمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمّد وعلى الملائكة والأنبياء وقال في ذلك ما لا يحصى ذكره ولَم يُسمع متكلّم قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه، ثمّ قال: «عباد الله، اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإنّ الدنيا لَو بقيت على أحد أو بقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحقّ بالبقاء وأولى بالرضا وأرضى بالقضاء، غير أنّ الله خلق الدنيا للفناء، فجديدها بالٍ ونعيمها مضمحل وسرورها مكفهر، والمنزل تلعة والدار قلعة، فتزوّدوا فإنّ خير الزاد التقوى، واتقوا الله لعلّكم تفلحون. أيّها النّاس إنّ الله تعالى خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرور من غرّته والشقي من فتنته، فلا تغرّنكم هذه الدنيا، فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها وتُخيّب طمع من طمع فيها. وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم وأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحلَّ بكم نقمته، فنِعمَ الربّ ربّنا وبئس العبيد أنتم؛ أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد صلى الله عليه وآله، ثمّ إنّكم زحفتم إلى ذريّته وعترته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم، فتبّاً لكم ولِما تريدون. إنّا لله وإنّا إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبُعداً للقوم الظالمين
وتناول استقبال اطروحة الامام المهدي (عليه السلام) بوعظ الناس على التحلي بمكارم الاخلاق والتخلي عن رذائلها وذلك من خلال المعايير الاتية :
علينا اخلاص النية وصدقها حيث ورد ذلك المعني في كلمات الأستاذ المحقق الصرخي (الحسني دام ظله)في بعض بحوثه الشريفة فاشار إلى الفرق الواضح جدًا بين الفكر الإسلامي الشرعي وغيره من الأفكار المادية كالرأسمالية والماركسية ؛ فالثابت أن الأفكار الرأسمالية والماركسية تُقَيّم العمل وتعطيه درجة في الصلاح على أساس ما من الثمار المادية والمنافع الشخصية أو المصالح الطبقية، أما ألإسلام فأنه يرى أن العمل يستمد قوته وصلاحه من الدوافع لا من المنافع، ولذلك بدوافع العمل لا بمنافعه؛ فلا عمل إلَا بنية وما لم تتوفر النية الصالحة لا يكون العمل صالحًا، مهما كانت منافعه التي تنشأ عنه ؛ فالشارع المقدس يتبنى تربية الإنسان ويستهدف قبل كل شيئ تكوين محتواه الداخلي وفقًا للمفهوم الشرعي المتوازن الصحيح؛ ولهذا اعتبر العمل الصالح هو ما يصدر عن نية خالصة بحيث ينبثق عن عواطف وميول خيرة تنسجم مع الإيمان بالله واليوم الآخر، راجيًا رضا الله سبحانه وتعالى وقد اشترط في الصحة العمل وقبوله النية، واشترط في النية الأخلاص بما يحقق الدرجة العليا من الرصيد الروحي والنفسي للفرد وينظم ويحقق علاقة الإنسان بأخيه الإنسان …فعلينا دائمًا أن نعيش مراحل مسيرتنا برؤية واضحة وخطى واثقة وثابتة وعلينا أن نبذل الجهد ومضاعفته لتحقيق ذلك من خلال معرفة معنى الأخلاص وكيف أعطى الشارع المقدس المعاني المختلفة للإخلاص بما يحقق الأغراض والأهداف السليمة ؛ فلنحقق معنى الأخلاص خلال اقوالنا وأفعالنا وعلى مدار ساعات العمر … ويشير السيد الأستاذ الى حقيقة الاخلاص فيقول هي سر من أسرار الله تعالى لا يعرفه إلّا من أحب الله وأحبه الله فأنعم عليه وقذف النور في قلبه واستودعه الاخلاص كما في الحديث القدسي (الاخلاص سر من اسراري استودعه قلب من أحببت من عبادي) واذا تحدثنا عن معاني الإخلاص فإننا نتحدث عن بعض المعاني الظاهرية التي يدركها عقلنا القاصر ويتذوقها قلبنا المظلم … ويعتبر الإخلاص من مقومات الشخصة الإسلامية المؤمنة حيث اصدر الشارع المقدس العديد من الأوامر والإرشادات للوصول بالإنسان الى الرقي والتكامل فيجب على كل إنسان امتثال ذلك والإلتزام به وتجسيده في شخصيته ويحصل هذا التجسيد بعد تقييم النفس ومراقبتها ومحاسبتها وفق المقياس الشرعي والأخلاقي والوصول بها إلى التكامل بعد تمتعها العلم والتفكر والتوكل والصبر والإيمان وغيرها
والإيمان يترتب عليه عدة آثار منها: ذكر الله تعالى، ووجل القلب وخشيته والاخلاص في العبودية وتفصيل الكلام في مقام آخر
فبصدقِ النية نستعد لنصرة الإمام المعصوم (عليه السلام) وذلك من خلال: 1- محو الجهل 2- العلم 3- العلم والعمل والأخلاق معًا
1-محو الجهل وذلك لأن الجهل هو السبب الرئيس في التهافت في سلوك الانسان والإعراض عن كل أمر جاد يحدد مصيره في الحياتين (الدنيوية والاخروية) فيدخل في سفاسف الأمور ومنكراتها فيرتكب المعاصي والموبقات ويكون عبدًا للشيطان ولو عَلِم ما هي اضرارها وتبعاتها الشخصية لولا منها فِرارا!!!





و من ثم ركعتا صلاة الجمعة