خطيب جمعة الديوانية: كُل الأديان السماوية شُرّعتْ كي تعيش البشرية في ظل الطمأنينة والسلام متفقةً على حرية الفكر

 
المركز الإعلامي – إعلام الديوانية

قال خطيب جمعة الديوانية الشيخ الشاب محمد البديري ( وفقه الله ) إن الله عز وجل حينما شرع الأديان جميعًا وبعث الأنبياء والرسل كانت كلمتهم سواء ومنهجهم واحد متفقين على أن تحقق هذه الديانات الأمن والطمأنينة والسلام للبشرية جمعاء فاليهودية والمسيحية والإسلام وكل الديانات الإبراهيمية متفقة على حفظ النفس المحترمة وحفظ حرية الفكر فلا أكراه في الدين بل دعوى بالحسنى وموعظة حسنة واعتدال وأمة وسطًا ، وإن كل ما يحصل من ارهاب وترويع بإسم الأحكام السماوية فهو قد غلف بغلاف الدين لا اكثر وكله وحي من الشيطان وجنوده والمسؤول الأول عنه هم رجال الدين في تلك الديانات وليس المقصود بهم حملة الأديان ومن جاءوا بها فالأنبياء قد أبلغوا رسالات ربهم على أتم وجه لكن من جاء من بعدهم ممن تلبس به الشيطان هم من شرعوا لنا الفرقة والأرهاب وتكفير بعضنا البعض ، وللأسف الشديد منذ غياب الأنبياء والأوصياء لم نجد من أنتفض لدين الله وإلى يومنا هذا والعتب ينصب على أئمة الإسلام بأعتبار أن دينهم خاتم الديانات وأن قرآنهم لم يصبه التحريف كباقي الكتب السماوية والذي فيه جميع الأحكام وقصص الديانات الأخرى وكذا العتب وكل العتب على أصحاب الخط المحمدي الأصيل القريب من التشريع والذي أكدت عليه كل الديانات ورسلها بأنه سيؤول أمرها إلى شخص عظيم إلا وهو المخلص المهدي ( عليه السلام ) أصحاب مذهب الحق المذهب الجعفري ، ولكن من نعم الله على الجميع أن جعل لهذا الشخص الإلهي الموعود نوابًا يعملون بأمره ويحققون أهدافه العادلة بالدليل والبرهان العلمي الأخلاقي كما فعل الأنبياء حينما أثبتوا دليلهم بالعلم والمعرفة والوحي والمعجزة فأنبرى مرجع ونائب أمتاز بسعة الفكر والمعرفة وقوة الدليل والبرهان والهمة العالية والاخلاص ألا وهو المحقق الإسلامي الكبير السيد الأستاذ الصرخي الحسني ( دام ظله ) حيث أصدر سلاسل البحوث تلو البحوث في مختلف مجالات المعرفة وفي مختلف مناحي الحياة ومنها والتي حري بنا ولكل مسلم أن يفخر بها ما أصدره من السلسلة الموسومة ( مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والإلحاد ) والتي تعتبر كرسالة لجميع الديانات والملل تلزمهم الأجتماع والتمسك بأحكام وثوابت إلهية لا يمكن نكرانها في الدعوة لعبودية الله عز وجل ونشر السلام والتعايش السلمي وأن كل الديانات لا بد لها نهاية واحدة سوف تتحقق فيها كل التشريعات الإلهية على يد ذلك المخلص الموعود الذي هو من ولد خاتم النبيين ، وأكد المحقق الصرخي الحسني بخطابه ورسالته العلمية لكل الأديان أن الكراهية والعنف والأرهاب يقع على الجميع ويضرب في كل مكان لأن منهج الشر لا يفرق بين دين ومذهب داعيًا للتوفيق بين معاني الكتب السماوية واعتماد مشتركاتها وبذل الجهود من أجل أشاعة وتأسيس منهج وسطي معتدل للحوار والتخاطب وأحترام الناس وأفكارهم وأختياراتهم ومن أهم المشتركات بين الأديان هو ما بشرت به كل الديانات الثلاثة المسيحية واليهودية والإسلام بمجيء المنقذ والمخلص والخليفة في آخر الزمان لأنقاذ البشرية من الظلم والجور ونشر العدل والقسط في أرجاء المعمورة فالجميع ينتظرونه ويترقبون ظهوره وهذا هو أصل التوحيد بينهم فواقع رسالاتهم جميعًا تدعوا للسلم والتسامح والمحبة وتبعث روح الاخوة فرسالتهم رسالة وسطية معتدلة تدعوا للسلام والتعايش السلمي بين جميع البشر ، جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت اليوم 17 من شوال 1440 هـ الموافق 21 من حزيران 2019 م في مسجد النور وحسينية محمد باقر الصدر ( قدس سره ) وسط المدينة ، وأضاف سماحة الشيخ الشاب البديري ( دام توفيقه ) قائًلا : بعد الذي تقدم ينبغي علينا ان نشكر نعمة الله أن رزقنا الله بهذا العالم الرباني والمربي الكبير سماحة المحقق الاستاذ الصرخي الحسني الذي اخذ العهد على نفسه بإن يتصدى بالعلم والدليل والمجادلة بالحسنى لكل ما من شأنه تشويه وتحريف خط الأنبياء والرسل الداعي للمحبة والوئام والتسامح واحترام الانسان على مختلف ديانته ومذهبه ، ونحن نقترب من ذكرى استشهاد الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) التي ستكون بعد ايام حري بنا ان ناخذ من هذا الإمام الهمام الذي كان نهجه نهجًا إلهيًا وسطيًا معتدلًا يمثل المنهج المحمدي الأصيل لا متطرفًا ولا متحزبًا لجهة دون أخرى مما جعله إمامًا وقدوة لكل المسلمين المعتدلين الذي لهذا اليوم يفخرون بإن هذا الإمام منهم ، لذا علينا ان نتاخذ طريق العلم والمعرفة والمجادلة بالحسنى والذي تعلمناه من أستاذنا ومعلمنا وقدوتنا سليل الإمام الصادق ( عليه السلام ) وتلميذ مدرسته المربي الفاضل السيد الصرخي الحسني فندعوا الجميع على مختلف ألسنتهم وألوانهم وبلدانهم ودياناتهم إلى عبادة الله الواحد الأحد فلا عنف ولا تطرف ولا تكفير ولا تقتيل ولا ألغاء للأخر بل أمن وأمان وإنسانية ومحبة وتراحم وألفة بين الجميع .