خطيب جمعة الحيانية: الإنترنت أفضل وسيلة عصرية لخوض المعركة الفكرية ضد النواصبِ الدواعش وأئمتهم

المركز الإعلامي – إعلام الحيانية
 

أكد فضيلة الشيخ محمد السعداوي (دام عزه) خطيب جمعة الحيانية في البصرة ،بأن الانترنت تلك الخدمة العظيمة والنعمة الالهية الكبرى، والتي مَنَّ بها اللهُ سبحانه وتعالى علينا لو استغلَ بصورته الصحيحة، ووِظفَ لصالحِ الحقِ ونصرته، لكان الاسلام الحقيقي قد وصل للجميع لأن الإنترنت صوتُ منْ لا صوتَ له، وصوتُ المهمشين، وانه الاعلامُ الحرُ، والذي يستطيعُ الانسانُ من خلالهِ ان يوصلَ صوتَهُ للعالمِ اجمع دون قيودٍ او ضغوطٍ، وانه الاعلامُ المتحضرُ، وانه من الممكنِ ان يكونَ بديلاً عن الاعلامِ الكلاسيكي المسيسِ،مبيناً بان الإنترنت أفضل وسيلة عصرية لخوض المعركة الفكرية ضد النواصبِ الدواعش وأئمتهم ، جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة المباركة التي أقيمت في جامع الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) بإمامة فضيلة الشيخ محمد السعداوي” دام عزه” في الثامن عشر من شهر ذي القعدة الجاري لسنة 1438هـ الموافق 11-8-2017م وتطرق الشيخ السعداوي ” دام عزه” في الخطبة الأولى الى مفهوم الحب وعبادة الله سبحانه وتعالى،مشيراً الى ان “الحب لا ينفصل عن العمل، فمن أحب كانت أمارة حبه العمل والحركة والجهد ولكن الحب يجبر عجز العمل، ويشفع لصاحبه كلّما قصر عمله، وهو شفيع مشفَّع عند الله تعالى”.وبين بان ثمة درجات للحب وأطوار فللحب في “قلوب العباد درجات ومراحل ومن الحب حب ضحل ضئيل، لا يكاد يحس به صاحبه ، ومن الحب ما يملأ قلب العبد، ولا يترك في قلبه فراغاً لشأن آخر مما يلهو به الناس ويشغلهم عن ذكر الله. ومن الحب ما لا يرتوي معه العبد من ذكر الله ومناجاته والوقوف بين يديه، ولا ينتهي ظمأُ فؤادِه من الذكر، والدعاء، والصلاة، والعمل في سبيل الله، مهما طال وقوفه، وعمله، وصلاته بين يدي الله”.وتابع ” ومن أروع الحب وأبلغه ما نجده في كلمات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الدُّعاء الذي علّمه لكميل بن زياد النخعي: “فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك؟ وهبني صبرتُ على حر نارك فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك؟ أم كيف أسكن في النار ورجائي عفوك”؟”.
في الخطبة الثانية تحدث السعداوي عن أخطرِ الأسقامِ وأشدِ الأمراضِ الفتاكةِ التي أذا ما تمكنت من جسدِ الأمةِ وروحها فأنها ستحيلها الى جثةٍ هامدةٍ بل الى كتلةٍ من الحقارةِ واللوثِ والنجاساتِ, ألا وهو مرضُ الخيانة موضحاً “فالخيانةُ هي انتهاكٌ أو خرقٌ لعهدٍ مفترضٍ, ناتجةٌ عن الصراعِ الأخلاقي والنفسي في العلاقاتِ التي بين الأفرادِ أنفسِهم أو بينهم وبين خالقِهم أو منْ يمثلُ سلسلةَ الارتباطِ الشرعي, وفي كثيرٍ من الأحيانِ تحدثُ الخيانةُ عند دعمِ أحدِ المنافسين أو نقضِ ما تمَ الاتفاقُ عليه مسبقا أو القواعدِ المفترضةِ بين الطرفين. ويشتهرُ الشخصُ الذي يخونَ الآخرين بالغادرِ أو الخائنِ ويصفُ البعضَ الخيانةَ على أنها نقضٌ للعقد الاجتماعي, ويتفرع من عنوانِ الخيانةِ عدةَ أقسامِ فمنها خيانةُ العرضِ وخيانةُ المهنةِ وخيانةُ الكلمة وخيانةُ المسؤوليةِ وخيانةُ التأريخِ وخيانةُ الوطنِ وخيانةُ الدينِ, ومنها أيضا خيانةُ الأمةِ لمرجعِها ومربيها وحاملِ لوائِها, سيما خيانةُ أصحابِه الذين فهموا ووعوا مشروعَه وعطاءاته”. واضاف الخطيب ” ولما كانت الأمراضُ والأسقامُ تنمو في جسدِ الأمةِ وتنخرهُ الى حدِ الألمِ والموتِ والعدمِ, كان على الإصلاحيين الرساليين أن يقولوا كلمتَهم ويتحركوا في الأفاقِ الواسعةِ لينقذوا أنفسهم أولاً, ومجتمعاتَهم التي تتعرضُ لأقسى وأقذرِ حملةِ تسفيه وتهجينٍ ممنهجةٍ تستقطبُ العقولَ والسلوكيات والأفكارَ, ومع هذا الذي حدثَ ويحدثُ عبر التأريخِ البشري فلزاماً على العقلاء ان يسعوا لمشروع حقيقي فيه من الاخلاص ما ينقذ الامة من المعاناة والمصائب لأجلِ كرامةِ وعزةِ دينِنا وجرفِ ما أصابهُ من شوائبِ الانتهازيين الدواعش التكفيريين وأئمتهم الذين عاثوا في شرعِ اللهِ فساداً وأشبعوهُ كذباً ودجلاً”./أنتهى.