خطيب جمعة المعقل يجب علينا أن نسأل أنفسنا أين نحن في زمنِ الجبنِ والخيانةِ والدجلِ والعمالةِ والكذبِ . أين هو موقعُنا ؟

المركز الإعلامي – إعلام المعقل

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الصديقة الطاهرة (عليها السلام) بإمامة الخطيب الشيخ صادق المندلاوي (دام عزه) وذلك في يوم الجمعة 11 / 8 / 2017 م الموافق له 18 / ذي القعدة / 1438 هـ ، وتتطرق الخطيب الشيخ المندلاوي في الخطبة الأولى الى الحب وعبادة الله سبحانه وتعالى فالحبّ وعبادة اللّه تعالى في تعريفات أهل الحكمة عبارة عن “تعلّق خاص وانجذاب مخصوص شعوري بين الإنسان وبين كماله” فإذا كان أكمل الكمال هو التمحّض في عبادة الله تعالى التي هي الغاية من الخلق ، كان حب الإنسان لله تعالى من سنخ العبادة ، لا يكاد يوجد في ألوان العلاقة بالله لون أقوى وأبلغ من (الحب) في توثيق علاقة العبد بالله ، وقد ورد ذكر هذه المقارنة بين عناصر العلاقة بالله تعالى في مجموعة من النصوص الإسلامية ، نذكر بعضها ، فقد روي أنّ الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام: “يا داود ذكري للذاكرين وجنتي للمطيعين ، وحبّي للمشتاقين ، وأنا خاصة للمحبين” وروى محمد بن يعقوب الكليني عن الإمام أبي عبد الله جعفر عليه السلام: “العبّاد ثلاثة: (…) قوم عبدوا الله عز وجل حباً له ، فتلك عبادة الأحرار وهي أفضل العبادة” وعبادة الأحرار تارة يعبّر عنها بالشكر وتارة بالحب، لكون مرجعهما واحداً ،
فيما استعرض الشيخ المندلاوي في خطبته الثانية إلى أخطرِ الأسقامِ وأشدِ الأمراضِ الفتاكةِ التي أذا ما تمكنت من جسدِ الأمةِ وروحها فأنها ستحيلها الى جثةٍ هامدةٍ بل الى كتلةٍ من الحقارةِ واللوثِ والنجاساتِ, ألا وهو مرضُ الخيانة فالخيانةُ هي انتهاكٌ أو خرقٌ لعهدٍ مفترضٍ ، ناتجةٌ عن الصراعِ الأخلاقي والنفسي في العلاقاتِ التي بين الأفرادِ أنفسِهم أو بينهم وبين خالقِهم أو منْ يمثلُ سلسلةَ الارتباطِ الشرعي ، ويتفرع من عنوانِ الخيانةِ عدةَ أقسامِ فمنها خيانةُ العرضِ وخيانةُ المهنةِ وخيانةُ الكلمة وخيانةُ المسؤوليةِ وخيانةُ التأريخِ وخيانةُ الوطنِ وخيانةُ الدينِ ، ومنها أيضا خيانةُ الأمةِ لمرجعِها ومربيها وحاملِ لوائِها ، سيما خيانةُ أصحابِه الذين فهموا ووعوا مشروعَه وعطاءاته ، ونحن المتكلمون الداعون لا ينبغي علينا الحديث عن الآخرين دائماً بل يجب علينا أن نسأل أنفسنا أين نحن في زمنِ الجبنِ والخيانةِ والدجلِ والعمالةِ والكذبِ .. أين هو موقعُنا ؟ فهل سنكون في هذا الصفِ الخبيثِ البائدِ المتراجعِ المتقهقرِ ، هل سنخذلُ محمداً وعليا وفاطمةَ والحسنَ والحسينَ (عليهم السلام) ؟ هل سنشتركُ بطبرِ هامةِ الإمام علي (عليه السلام) الموجوعةِ وضلعِ مولاتنا فاطمةَ المكسورِ وكبدِ الإمام الحسنِ المسمومِ ونحرِ الإمام الحسينِ المنحورِ (صلوات ربي عليهم اجمعين) ؟ هل سننسى ما جرى ويجري على الأممِ الملعونةِ بسبب تخاذلِهم وجبنِهم وخستِهم وتركهِم طريقُ النصرةِ والانتصارِ؟ هل راقَ لنا أن نُحشرُ مع النمرودَ وفرعونَ ومعاويةَ وابن مروانَ والأشعري ويزيدَ وشبثِ بن ربعي وحرملةَ ؟ هل سنخذلُ هذا المرجعَ الذي منّ اللهُ به علينا وعلى أمةِ الإسلام ونتقاعسُ عن إيصالِ صوتِ الحقِ فعلاً وقولاً وحقاً وحقيقةً وقلباً وقالباً وظاهراً وباطناً وفي السراءِ وفي الضراءِ؟ أليس فينا مرجعٌ محققٌ عجزَ علماءُ عصرهِ عن مقارعتهِ بالعلمِ والحجةِ الدامغةِ ؟ أليس عندنا كنزٌ مكنوزٌ بعثهُ اللهُ ليحيي العزائمُ والهممُ ويوقضُ الضمائرَ الميتةَ ويعودُ بالنفوسِ الى اللهِ بعد ان تاهتْ في قاذوراتِ الدنيا والشيطانِ والهوى .


ركعتا صلاة الجمعة