خطيب جمعة الحيانية:ونحن على اعتاب شهر رجب لابد من برامج روحية لاستثمار هذا الشهر والافادة من خيراته المعنوية




 

المركز الإعلامي – إعلام الحيانية

أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الإمامِ صاحب الزمان -عليه السلام- بإمامة الشيخ علي العبودي -دام عزه- وذلك يوم الجمعة 8/ 3/ 2019 م الموافق الثلاثين من جمادي الآخرة الجاري من عام 1440هجري،وتحدث العبودي في الخطبة الاولى مبيناً “نتكلم في هذه الخطبة المباركة عن فضل شهر رجب الاصب اذ إنّ شهر رجب من الأشهر العظيمة والمباركة، وقد تظافرت الأخبار الواردة عن الأئمّة الطاهرين المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في جلالة قدره ولزوم احترامه وأنّه شهر عظيم البركة. وهو من الأشهر الحُرم التي ذكرها الله عزّوجلّ في كتابه العزيز بقوله عزّ من قائل:«إنّ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حُرُم».وهذه الأربعة ثلاثة سَرَد وهي: ذي القعدة وذي الحجّة ومحرم وواحد فرد وهو رجب، ولذلك يسمّى رجب الفرد ويسمّى شهر رجب بالأصبّ لأنّه تصبّ فيه الرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى إلى العباد، ويسمّى بالأصمّ أيضاً لعدم سماع صوت القتال وقعقعة السلاح فيه، ولم تكن العرب تغزو فيه ولا ترى الحرب وسفك الدماء وإنّما سمّيت الأشهر الحرم لأنّ أهل الجاهلية كانوا يحرّمون فيها القتال تعظيماً لها فلمّا جاء الإسلام لم يزدها إلاّ حرمة وتعظيماً”،واضاف” يُعدّ شهر رجب عيداً لأولياء الله وعباده الصالحين، لأنه شهر المناجاة والتضرع والتوجه إلى رب الأرباب، فليس من باب الصدفة أن يصبح شهر رجب من الأشهر الحرم بل أولها وأعظمها وما ذلك إلا لأحداث عظيمة فشهر رجب يختص ذكرى النعمة نعمة مبعث الحبيب المصطفى «واذكروا نعمة الله عليكم» ويحتضن ذكري ولادة من بولايته كان كمال الدين واتمام النعمة ميلاد أمير الموحدين علي عليه السلام فهو يحتضن نعمتين كبيرتين ذكري البعثة وذكرى ولادة المرتضى فاجتماع ذكرى مولد أمير المؤمنين وذكري البعثة إشارة إلى الترابط بين المبعث والمولد”.
وفي الخطبة الثانية بين”عن الاعمال الواردة في شهر رجب جاء في روايات المعصومين عليهم السلام فضل الحرص على العمل في شهر رجب حيث أنه بركاته عظيمة. وهناك روايات وأحاديث عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ترسم أمامنا بعض البرامج الروحية لاستثمار هذا الشهر الكريم، والاستفادة من خيراته المعنوية ومن أهم تلك البرامج والمستحبات:الصوم:والصوم إعداد وتدريب للإنسان على الضبط والتحكم في الرغبات والشهوات، حيث يمتنع الإنسان بإرادته واختياره عند الصوم عن المفطرات والتي هي من أبرز الرغبات كالأكل والشرب وإذا كان الصوم واجبة في شهر رمضان فقط فلأنه الحد الأدنى من ما يحتاجه الإنسان من إعداد وتدريب سنوي، لكن أصحاب الطموح والتطلع للرقي الروحي والتقدم المعنوي لا يكتفون بصيام شهر رمضان الواجب، لذا وضع الإسلام برامج صوم إضافية على نحو الاستحباب، لإتاحة الفرصة لهؤلاء الطامحين المتطلعين والصوم في شهر رجب هو من أبرز تلك البرامج، فمن استطاع أن يصوم طوال شهر رجب فقد نال النصيب الأوفى، وإلا فليصم نصفه أو ثلثه أو ربعه، ولا ينبغي أن يفوت الإنسان الصوم في شهر رجب ولو يوماً واحد” واضاف ” وكذلك العمرة فزيارة الإنسان لبيت الله الحرام، وأداؤه لمناسك الطواف والصلاة والسعي وما تستلزمه من تكاليف ويتبعها من أحكام وواجبات، هذه الزيار تؤكد في نفس الإنسان الخضوع لله، وتنفيذ أوامره في جميع شؤونه، كما توحي له بأن يكون الرب محور حياته وحركته، وأن يجتهد في السعي لتحقيق مرضاته، وكل منسك من المناسك ومعلم من معالم الحرم الشريف، تشكل رموزا وإضاءات للإنسان في حياته الروحية وبعده المعنوي وإذا كان الواجب على الإنسان قصد البيت الحرام، وأداء مناسك الحج والعمرة مرة واحدة في العمر، فإن التردد على زيارة البيت الحرام وأداء النسك، يعني المزيد من الاستلهام الروحي والإضاءة الإلهية لقلب الإنسان ومسيرته” وتابع العبودي ” وايضا الصدقة فإن مساعدة الفقراء والمحتاجين تدل على صدق تدين الإنسان، ولذلك سميث صدقة من الصدق، بينما التجاهل لأوضاع المحرومين علامة على كذب ادعاء التدين، وإذا كانت الصدفة مطلوبة في كل وقت ولها نتائجها العظيمة على حياة الإنسان قبل آخرته، حيث أنها كما ورد في الأحاديث تدفع البلاء وتزيد الرزق، وتطيل العمر، إلا أنها في هذا الشهر الكريم اكثر ثوابا وأعظم بركة،وكذلك الصلاة والدعاء والذكر اذ ان الصلاة معراج المؤمن، حيث ينطلق بروحه وقلبه وفكره في آفاق السمو الإلهي، متجاوز حدود الاهتمامات المادية، سارحة محلقا في أجواء ذكر الله، ومتنعم بلذة المثول في حضرة الرب سبحانه.وفي شهر رجب المبارك ينبني المواظبة على أداء النوافل اليومية وخاصة صلاة الليل، ولا ننسى الاعمال العبادية التي الزمها سماحة السيد الاستاذ دام ظله التي تحصن الفرد اخلاقيا وروحيا وتكامليا والتي تكون على طول السنة من قراءة القران والمناجات وصلاة الليل و زيارة المعصومين عليهم السلام ودعاء الابوين والادعية الاخرى وفي هذا الشهر وشهر شعبان وشهر رمضان تزداد الاعمال العبادية والوجوبات الاخلاقية ومنها اعمال ام داود رضوان الله عليها وكما مفصل في كتاب مفاتيح الجنان ولنجعل من هذا الشهر القوة والهمة في تلك الواجبات”.




ركعتا صلاة الجمعة