خطيب جمعة الحيانية:الدور الكبير للعراق والعراقي يحمله المسؤولية لتحقيق التكاملات لتعجيل الظهور المقدس وتحقيقه 

المركز الإعلامي / إعلام الحيانية


اكد فضيلة الشيخ جعفر الازيرجاوي (دام عزه) خطيب جمعة الحيانية في البصرة ،بان الملاك او الغرض المتمثل في ابراز الدور القيادي للعراقيين في تأسيس دولة العدل الالهي يلزم المكلف عموما والعراقي بصورة خاصة ويحمله المسؤولية الشرعية والاخلاقية في تربية النفس ببذل الجهد والجد والمثابرة على تحقيق التكاملات المادية والمعنوية والوصول الى مرحلة الاستعداد التام للتعجيل بالظهور المقدس وتحقيقه، جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة المباركة التي اقيمت في في جامع الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) بإمامة فضيلة الشيخ جعفر الازيرجاوي ” دام عزه” في السابع عشر من شهر ربيع الثاني الجاري لسنة 1439هـ الموافق 5-1-2018م وتطرق الشيخ الازيرجاوي” دام عزه” في الخطبة الأولى حول المحاسبة والمراقبة قائلاً ” الحمد لله الذي خلق الانسان وجعله افضل انواع الاكوان وصيره نسخة لما اوجده من عوالم الامكان اظهر فيه عجائب قدرته القاهرة وابرز فيه غرائب عظمته الباهرة واودع فيه حقائق الملك والملكوت خمر طينته من الظلمات والنور وركب فيه دواعي الخير والشرور عجنه من المواد المتخالفة وجمع فيه القوى والاوصاف المتناقضة ثم ندبه الى تهذيبها بالتقويم والتعديل وحثه على تحسينها بعد ما سهل له السبيل ، فاعلم ان المحاسبة والمراقبة قريبة من التوبة والمعنى الظاهر للمحاسبة ان يعين الانسان المسلم العاقل السوي في كل يوم وليلة وقتا يحاسب فيه نفسه بموازنة طاعاته ومعاصيه ليعاتب نفسه ويقهرها لو وجدها في هذا اليوم والليلة مقصرة في طاعة واجبة او مرتكبة لمعصية ويشكر الله سبحانه وتعالى لو اتت بجميع الواجبات ولم يصدر منها معصية ويزيد الشكر لو صدر منها شيء من الخيرات والطاعات المندوبة او المستحبة”. وتابع الخطيب “والمعنى الظاهر من المراقبة ان يلاحظ ظاهره وباطنه دائما حتى لا يقدم على شى من المعاصي ولا يترك شى من الواجبات ليتوجه عليه اللوم والندامة وقت المحاسبة 00وقد ثبت في الكتاب الكريم والسنة الشريفة واجماع الامة الدالة على ثبوت المحاسبة يوم القيامة وحصول التدقيق والمناقشة في الحساب والمطالبة بمثاقيل الذر من الاعمال والخطرات واللحظات”. وختم الخطبة الاولى بقوله “وعلينا أن نعلم أن العقل بمنزلة تاجر في طريق الآخرة , ورأس ماله العمر , وقد استعان في تجارته هذه بالنفس , فهي بمثابة شريكه أو غلامه الذي يتجر في ماله , وربح هذه التجارة تحصيل الأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة الموصلة إلى نعيم الأبد وسعادة السرمد , وخسرانها المعاصي والسيئات المؤدية إلى العذاب المقيم في دركات الجحيم , رأس مال العبد في دينه الفرائض , وربحه النوافل والفضائل , وخسرانه المعاصي , وموسم هذه التجارة مدة العمر”.
وفي الخطبة الثانية تكلم عن التمهيد وتأسيس دولة العدل الالهي مبيناً ” ان الاطلاع على سيرة المعصومين عليهم السلام وتفاعلهم الخارجي مع الشرائح الاجتماعية المختلفة فكرا وعاطفة وسلوكا وتفاعلهم ( عليهم السلام ) مع الاماكن والاحوال والازمان المختلفة ، وبعد النظرة الموضوعية لسيرة المجتمعات المختلفة عبر التاريخ وبعد النظرة الموضوعية التحليلية الفاحصة للمجتمعات في هذا العصر ، فان العقل والشرع والاخلاق والعلم والتاريخ يلزمنا التصريح بان اهل الخير والطيب والاخلاص والتضحية والايثار من العراق والعراقيين الاخيار ، هم الشريحة الاجتماعية المثالية المناسبة لتقبل واحتضان اطروحة المعصوم ( عليه السلام ) والدعوة لها والدفاع عنها ،وان ارض العراق المباركة الطيبة المقدسة والتي اختارها الله تعالى مهبطا لأنبيائه ورسله وملائكته وجعلها نورا وطهارة وطيبا وشرفا وكرامة لما تحويه من الاجساد الشريفة المقدسة الطاهرة للمعصومين والصالحين صلوات الله عليهم اجمعين”.وتابع الازيرجاوي “ان الملاك او الغرض المتمثل في ابراز الدور القيادي للعراقيين في تأسيس دولة العدل الالهي يلزم المكلف عموما والعراقي بصورة خاصة ويحمله المسؤولية الشرعية والاخلاقية في تربية النفس ببذل الجهد والجد والمثابرة على تحقيق التكاملات المادية والمعنوية والوصول الى مرحلة الاستعداد التام، ويلزمه ايضا الدعوة والسعي لتحقيق ذلك عند المكلفين وتهيئة العدد المناسب من الانصار للتعجيل بالظهور المقدس وتحقيقه”. واشار في معرض حديثه الى ان “بلدنا العراق الحبيب قد خصه الله تعالى بالتفضيل والتشريف وخاصة الكوفة والنجف وكربلاء ، فالعراق مهبط الانبياء منهم ابراهيم ونوح عليهم السلام ومهبط الملائكة وفيه الكوفة عاصمة الدولة الاسلامية في عهد الامامين امير المؤمنين والحسن عليهما السلام وتشرفت الكوفة بالجسد الشريف لإمام المتقين امير المؤمنين عليه السلام بعد ان تشرفت بأجساد الانبياء والصالحين منهم ادم ونوح وهود وصالح ( عليهم السلام اجمعين) وتشرفت الكوفة بمسجديها ( مسجد الكوفة ومسجد السهلة ) القديمين واليها توجه الامام الحسين عليه السلام لإعلان ثورته ودولته وعاصمته الإسلامية ولا يخفى على الجميع افضلية واشرفية كربلاء على بقاع الارض وكذلك الكلام في الكاظمية المقدسة وسامراء المطهرة وتشرفهما بالأجساد الطاهرة الزكية”.وختم الخطبة مبيناً”بعد معرفة الخصوصية الشرعية والتاريخية والاجتماعية للعراق ولأهل العراق ، وبعد معرفة الجميع بالحوادث الكونية العديدة السماوية والارضية التي تحدث في العراق وعلى اهل العراق ، كالخسف والغرق والصيحة والهزة والرجفة والموت والقتل والاوبئة والامراض المميتة وغيرها ، وبعد معرفة ما يترتب على ذلك من الواجب الشرعي والاخلاقي على كل عراقي بذل الجهد الاقصى في طريق التكاملات الفكرية والروحية والاخلاقية للوصول الى الاستعداد التام لقبول دعوة الحق ونصرة صاحبها الامام المهدي المنتظر”/أنتهى.