خطيب جمعة الحمزة الغربي :عيد الغدير عيد الميثاق والولاية للحق وأهل الحق 



المركز الإعلامي / إعلام الحمزة الغربي

 

أكد خطيب جمعة الحمزة الغربي سماحة الشيخ عمار السلطاني “دام عزه” خلال خطبته التي أقيمت في جامع وحسينية الفتح المبين بتاريخ19 من ذي الحجة 1439 هـ ، 31 / 8 / 2018م

غدير خم ليس مجرد اسم موقع لمناسبة إحتفالية عظيمة فقط باسم عيد الغدير الأغر، بل هو معدن الرسالة وكمال الدين وتمام النعمة وحقيقة الطاعة لله ولرسوله، وسر من الأسرار لتحقيق النجاح والنصر.انه يوم الشكر والحمد والتسبيح لله على كمال الدين وتمام النعمة على إبلاغ الرسالة عبر خاتم الأنبياء والمرسلين سيد الخلق الرسول الأكرم محمد (صل الله عليه والة وسلم ) بولاية أمير المؤمنين الإمام علي ابن أبي طالب (علية السلام ).


كما تطرق سماحته الى أن عيد الغدير او ما يسمى في كثير من النصوص التاريخية والدينية بعيد الله الاكبر ، وهو حدث تاريخي عظيم ، يطل علينا وعلى الامة الاسلامية كل عام في الثامن عشر من ذي الحجة ، هو احد اهم الاعياد الاسلامية بامتياز يعتبر مناسبة جامعة للمسلمين عموما بلا استثناء ، وبلا فرق بين قومية واخرى ، ومذهب وآخر ، ومدرسة واخرى . فالغدير عيد لكل من يمثل جبهة الحق ، ويجد نفسه تحت راية الاسلام ، ويكون منقاد لكل اوامر النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم التي هي بالأصل طاعة لله . لذا اختار النبي صلى الله عليه واله وسلم المكان والوقت الحساس ، (بعد عودته من حجّة الوداع، وهي الحجّة الأخيرة له(صلى الله عليه واله وسلم )، وعند مفترق الطرق في غدير خمّ، بالقرب من الجحفة ، فاجتمع بعدد غفير من المسلمين ليعلن لهم القضية الحساسة الخطيرة ، قضية الولاية ، قضية الامامة في الحقيقة لم يكن من اختياره(صلى الله عليه واله وسلم ) وانما تنفيذ لأمر الله بدليل قرآني صريح [بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته] وبعد ما بلّغ رسالة السماء نزلة الاية الكريمة [اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي]،فمقابل اتمام النعمة واكمال الدين ها قد طلع علينا عيد الغدير .. عيد ولاية الإمام علي عليه السلام, ذلك العيد الذي يفرح به الفقراء واليتامى والمساكين, عيد الحق والعدالة والإنصاف والعدل والمساواة بين الناس, عيد تنصيب الإمام علي عليه السلام إماما للمسلمين, ذلك الإمام الذي يعجز اللسان عن وصف عدالته ومساواته بين الناس بشكل بعيد عن الدين والمذهب والطائفة والقومية, 
, فكان ذلك الإمام الذي لم يقبل بأن يبيت ليله وفي دولته إنسان جائع , ذلك الإمام الذي لم ينظر لدين أو طائفة أو قومية من هم ضمن نطاق دولته, بل كان ينظر لهم على أساس أدميتهم وإنسانتيهم , وينظر لهم على أساس حقوقهم التي هي ذمة في رقبته , وينظر لهم على أساس تأدية واجبه تجاههم , فلم يكن هناك جائع إلا وأشبعه, ولم يكن هناك عرياناً إلا وكساه, ولم يكن هناك يتيماً إلا وآواه ورعاه, ولم يكن هناك محتاجاً إلا وقضى له حاجته, ولم يقرب منه القريب ولم يبعد البعيد في كل تعاملاته مع الناس, ولم يعمل بالمحسوبية والمنسوبية ولا بالمحاصصة الطائفية والحزبية … حتى ضرب المثل في دولته وقيل ” دولة علي بن أبي طالب ” لما فيها من عدالة شملت جميع الناس دون أي استثناءات أو امتيازات.

وبين الخطيب االسلطاني : طبيعة وحجم المسؤولية التي يلقيها الغدير على عاتقنا علينا ان نسال انفسنا ماذا تعلم العالم من الغدير وسبر اسراره العميقة ,فهل هي فرحة بعيد مثل الاعياد التي سبقت حدوثه كعيد الاضحى اوعيد الفطر اوعيد الجمعة ام انه شيء اخر يختلف ,ولعل الانسان المميز يفهم او قد لايفهم احتمالات واردة ولكن مانريد قوله بان يوم الغدير ليس حادثة وقعة في ذلك اليوم وأُمِر بتبليغها فحسب بل هي تعني الالتزام بهذا الامر من حيث التخلق بهذا اليوم والتمسك به بما له من منهجية راسخة تمثلت في لزوم الطاعة لذلك الشخص العظيم الذي وجب التبليغ له من قبل رسول الانسانية بحيث اقتضى الامر بانه ان لم يبلغ فان عمله في التيليغ الرسالي على طول السنين هي سدىً ,فما اعظم هذه الرسالة ,هي رسالة التوحيد والعدل وكل القيم الاخلاقية والعلمية والرسالية تمثلت في هذه الشخصية النادرة , ومن الممكن ان نقول هل يعني ان تعيين الخليفةلاجل الاحكام ام ان هناك شيء اخر؟ولعلنا نعلم بان الاحكام وبيانها قد بينها رسول الانسانية أو انه تعيين الخليفة ملازمة عقلية, اذن فالحاجة للخليفة لكي يطبق القوانيين ويفعلها في العالم الخارجي فالحياة مسيرة هكذا فوضع القوانين مجردة من التطبيق لافائدة مرجوة منها ,
ان الرسول الاقدس كان يريد ان يجعل الحدث والواقعة في اذهان الامة التي تخلت عن مبادئها وعن امامها فقد وقف رسول الله عليه وعلى اله افضل الصلاة وأشرف التسليم مناديا بالأمة بان عليا امامها وانه ولي نعماها وانه كمال الدين وتمام النعمة وانه الصراط وانه هو المنهج وانه هو الولي الحقيقي الذي لابد للامة ان تسير خلف ركابه والا تقع في هاوية الانزلاق الذي حصل فعلا وقولا و على الامة ان تأخذ من منبع الخير والصلاح منبع الرحمة الالهية فكان ليوم الغدير اثر في نفوس علماء الامة لأنه يوم الولاية ويوم الدين ويوم الصلاح ويوم السلوك الحق .