بيان رقم (18): لا للتأجيل … نعم للتأجيل

بيـــان رقم – 18 –لا للتأجيل … نعم للتأجيل
سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد محمود الحسني (دام ظله)
بعد أن اطلعنا على فتواكم وموقفكم بخصوص الإنتخابات والمشاركة فيها وبعد تأسفنا لردود الفعل المؤسفة وغير الإنسانية التي حصلت لكم ولمكاتبكم ومدارسكم ومساجدكم ومقلديكم بعد صدور هذا الاستفتاء ومع علمنا بصراحتكم وعدم ترددكم وعدم مهادنتكم في قول الحق فإننا نطلب منكم تقديم النصح لنا وبيان موقفكم من الدعاوى التي تحصل في هذا الوقت بعضهم يدعو إلى تأجيل الانتخابات والآخر يدعو إلى إقامتها , ومع الحفاظ على موقفكم المعروف فإننا نريد معرفة موقفكم العلمي ونصيحتكم تجاه هذه المسألة التي تشغل بال الكثيرين .
مجموعة من الطلبة الجامعيين
بسمه تعالى :-
1- يجب على كل عاقل وكل إنسان إلّا يكون جاهلاً ولا مغفلاً ولا مغرراً به , فلا يخفى علينا أن الانتخابات وحسب القوانين الوضعية تعتبر أحد وسائل الممارسات الديمقراطية فهي على كل حال تعتبر وسيلة لا غاية , ومما يؤسف له فإن قوات الاحتلال ومن سار في مشروعهم ومخططهم عن علم وعمد أو عن جهل أو غفلة جعلوا الانتخابات هي الغاية العليا المقدسة ومن يتخلف عنها مهما كان سبب التخلف (حتى لو كان من أجل تهيئة الظروف الموضوعية  لإجرائها أو من أجل تهيئة الظروف الأمنية والاجتماعية والسياسية والحوارية الهادفة المناسبة لإنجاح العملية الانتخابية وترتب النتائج الصالحة والمفيدة عنها ) فإن المخلصين من هؤلاء يطاردون ويشرّدون ويسجنون ويعذّبون ويتم مداهمة بيوتهم ومساكنهم ومساجدهم وحسينياتهم ومدارسهم ويُحتل ويُغتصب بعضها وتُسرق الممتلكات , فتكمم الأفواه وتذبح الأفكار والحريات وتسفك الدماء .
2- ومن البديهي أن لا يخفى علينا جميعاً أن الغاية المقصودة يجب أن تكون صالحة ونافعة وحسنة وتصب في خدمة الدين والأخلاق والإنسانية , وان تحافظ على المبادئ والأنفس والأرواح , ويجب أن لا تكون في خدمة المصالح الشخصية أو الحزبية أو الطبقية أو الطائفية الفئوية ونحوها .
3- وعند الحديث عن هذا الأمر والإجابة عليه يجب أن نستحضر ما خفي عن الكثير جهلاً أو نسياناً , وهو أن الانتخابات ونتائجها وما يترتب عليها وعلى جميع الاحتمالات فهي محكومة ومنقادة بشروط وضوابط وقوانين ومواد وقرارات سنّها ووضعها الحاكم الأميركي السابق قبيل مغادرته العراق وكذلك فهي محكومة ومنقادة بما يسمى ( قانون إدارة الدولة ) الذي وضع بتوجيه مباشر أو غير مباشر من قبل الحاكم الأميركي الذي كان يمتلك حق الاعتراض (الفيتو) وإلغاء أي فقرة ومادة من فقرات ومواد القانون .
وعليه يمكن القول :
4- ان المهم صيانة كرامة وشرف ومبادئ الإنسان والحفاظ على دمائه وأرواحه , والمهم هو العراق وشعب العراق ورفع الضيم والظلم والاحتلال والإرهاب عنه , والمهم هو الحفاظ على وحدة العراق وشعبه الجريح المظلوم , فيا ترى هل أن الانتخابات وما يتحقق ويترتب عليها من نتائج تحقق لنا الأهداف الإنسانية السامية وتوصلنا إلى الغاية النبيلة الأخلاقية المطلوبة ؟؟
فإذا كان الجواب بنعم , يأتي السؤال عن تأجيل الانتخابات فإذا كان التأجيل يصب في تحقيق أو يقوي من احتمالية تحقيق تلك الغاية الإنسانية الأخلاقية فنحن نؤيد من ينصح بالتأجيل , أما إذا كان التأجيل فيه ضرر وأن اجراء الانتخابات في موعدها المحدد هو الذي يحقق تلك الغاية , فنحن نؤيد من ينصح بإجرائها في موعدها .
والله العالم الحاكم
الـسـيد الحسني
28/شوال/1425هـ
11 / 12 / 2004م