بيان رقم – 7 – ((عراقنا أرض الأنبياء وشعب الأوصياء))

بيان رقم – 7 – ((عراقنا أرض الأنبياء وشعب الأوصياء))

بسم الله الرحمن الرحيم

نعزّي الرسول الأمين وآل بيته الأطهار (عليهم السلام) بمصاب الإمام علي الهادي (عليه السلام) ومصاب الأرواح المؤمنة البريئة التي زُهقِت عند حرم جده أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومصاب الحرمات المقدّسة والحوزات والمساجد والجوامع التي إنتُهِكت، والجُمَع التي صُدِعَتْ والدماء التي سُفِـكـَتْ والنفوس التي جُرِحَت والإنسانية التي فـُجِعَتْ، والكرامة التي ذُبِحَتْ والحرّية التي دُفِنَتْ، والنساء والأطفال والعوائل التي روّعت ويُتّمَت في عراقنا الحبيب.

أيها الشعب العراقي الحرّ الموالي الأبي

أيها الشرفاء الأخيار الصابرون في عراق المقدّسات

إنَّ الوقتَ عصيبٌ والأعداءَ كثيرٌ والأمرَ خطيرٌ والمصائب عظيمة والشبهات عميقة والخِداع وفير.

إنّ المجزرة الجماعية والجريمة النكراء البشعة القبيحة، صنعتها نفس الأيادي المسببة والمباشرة لإرتكاب المجازر والمقابر الجماعية سابقاً وحالياً ولاحقاً, فالمسؤول عن هذه المجزرة الجماعيّة لا يخلو من جهات معينة متعددة بعضها أو كلّها بالتسبيب أو المباشرة، منها:-

1 – قوات الإحتلال الأمريكيّة، باعتبارها أتت بمشروع إحتلال تقسيمي مدمّر، وبإعتبارها دولة محتلّة عليها توفير الأمن والأمان للبلد والشعب الواقع تحت الإحتلال، وهذا ما ينصُّ عليه القانون الدوَلي، كما ينصُّ على وجوب توفير مستلزمات الحياة الضرورية، كالمسكن والملبس والمأكل والماء والكهرباء والإتصالات والدواء والوقود كالنفط والبانزين والغاز والكاز وغيرها.

2 – مجاميع من الأجهزة الأمنية للنظام السابق، والذين طُبِعَت قلوبهم وإستساغوا الإعتداء على العراقيين، وإنتهاك حُرماتهم وإرتكاب المجازر بحقهم، والذين يسعَون للرجوع إلى ما كانوا عليه، حتى لو سُفِكت أنهار من الدماء وانتُهِكت كل المحرّمات.

3– الخوارج النواصب ممن يدّعي الانتماء لأهل السُّنة، وهم أتباع إبن ملجم أشقى الأوَّلين والآخرين، الذين يتلذذون بقتل الأبرياء من الناس والمسلمين على الخصوص، وأتباع الرسول الأعظم وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم) بالأخص، وقد إنضمّ الكثير منهم الى المنظّمات الإرهابية السائرة في هذا الاتجاه الإجرامي المنحرف.

4 – النواصب من الشيعة الذين هادنوا الظالمين وشرّعوا إجرام الأنظمة الحاكمة، وأيّدوا النظام السابق في ظُلمه، وشرّعوا للمحتلّين إحتلالَهم، فصاروا عملاء ومرتزقة لدول الاحتلال المتعدِّدة للعراق، ينفّذون ما يطلبه منهم أَسيادهم في هذه الدولة الشرقية او تلك الغربية،وبالطبع يشمل الكلام أتباع هؤلاء الرموز من الجهّال والمغرَّر بهم والمنتفعين.

5 – الصهيونية العالمية التي تغذّت وتَرَبَّت على سَفْكِ الدّماء وإثارةِ الإضطرابات في العالم، والتي تُعتَبَر المغذّي الرئيسي بالمال والفكر للطواغيت والمنظمات الإرهابية العالمية، ومنها ما ذُكِرَ في النقاط السابقة.

6 – الدول المعادية والتي لا ترغب بإستقرار الأوضاع بالعراق، إما للإختلافات والعداءات الفكريّة والمذهبيّة، أو المصالح القوميّة العنصريّة، أو للصراعات السياسية أو العسكرية الإقليمية،أو لكسب ورقة ضغط تفاوضية او للمكاسب والصراعات الاقتصادية، فيحتمل (مثلاً) أن تكون الساحة العراقية حلبة الصراع بين أمريكا ودول أَوربّا وإيران وتركيا والسعودية وسورية ودول خليجية وعربية وإقليمية وغير إقليمية، فينعكس التنافس والصّراع بين الدّول على الساحة العراقية والشعب العراقي، ومن الدوافع لإثارة الفتن والقلاقل وعدم الاستقرار في العراق، دافع ارباك الأمريكان وإشغالهم وإغراقهم في العراق ومشاكله، ليكون وسيلة ضغط على الأمريكان لتخفيف ضغوطها السياسية والعسكرية والإعلامية على تلك الدول وعرقلة المشروع الأميركي الذي يُراد توسعته الى دول أخرى غير العراق.

7 – ما يُسمّى بمجلس الحكم الانتقالي, الذي لا يمتلك كـُلُّ أعضائه أي حنكة سياسية أو حسّ وضمير حي إنساني يعمل من أجل هذا البلد السليب وشعبه الجريح، فالمجلس وأعضاؤه تركوا المسائل الرئيسة المحورية الإجتماعية، وإنشغلوا بأنفسهم بالحصول على المناصب والمنافع الشخصية، فبدلاً من أن يلتفتوا ويتفرّغوا ويَعْمَلوا من أجل توفير الأمْن والأمان للبلد وللشعب وتوفير المستلزمات الضرورية للمعيشة من السكن والمأكل والملبس، والماء والكهرباء، والدواء والاتصالات، والوقود كالنفط والبنزين والكاز والغاز، فإنهم عملوا بجد ومثابرة من أجل تبرير الإحتلال وسلبياته وجرائمه.

فالإفلاس السياسي يدفـع كلّا منهم (مثلا) إلى خداع نفسه والآخرين بعمل مسرحية مفضوحة، لزيارة بعض الدول العربية من أجل الإعتراف بمجلس الحكم وإقامة علاقة طبيعية مع العراق، ومثل هذا الشخص كأنه لا يعلم أن عمله هذا فيه خيانة للعراق وشعبه، وللأرواح البريئة التي زُهِقت وتزهق في العراق قبل الاحتلال وبعده.

فصاروا يبحثون ويتحركون نحو الأمور القشرية والواجهات الإعلامية والعلاقات التي تصب في منافعهم ومصالحهم الشخصية، دون الاهتمام بالعراق وشعبه المظلوم، هذا أولاً، وثانياً: كأنه لا يعلم أن مجلس الحكم هو صنيعة وتعيين الأمريكان، وإن تلك الأنظمة عادةً لا تمتلك قراراً إلا القرار الأمريكي ومتابعتهُ، فلماذا هذه الخِفـَة يا أعضاء مجلس الحكم؟ ولماذا هذه الذلة والانحطاط، والاستخفاف بالشعب العراقي وتضحياته ؟! إصبروا واثقلوا قليلاً وستأتي الدول متسارعة للإعتراف بكم وبِمَجلِسكـُم.

8 – المجتمع العراقي بصورة عامّة، وخاصّة الشرائح الأكبر الفاقدة للوعي السياسي والتقييم الموضوعي للأحداث، والتي جعلت نفسها منقادةً لعاطفتها وهواها، يلعب بها المنتفعون، يقلّبونه يميناً وشمالاً من أجل تحقيق المنافع الشخصية للمنتفعين، والناس في سبات فكري وفقدان وعي وعاطفة جاهلية مذمومة.

9- الواجب الشرعي والأخلاقي والتاريخي يلزمنا أن نكون واعين وأكثر وعياً في معرفة الامور وتقييمها تقييماً موضوعياً، وتشخيص السلبيات ومعالجتها وتحديد الإيجابيات ومنافعها والحث عليها بالقول والفعل, وليكن منهجنا وعملنا تحت ضابطة (إن اختلاف الرأي لا يفسد الود والربط الأخلاقي والإنساني شيئاً) فمهما إختلفنا في الرأي وانتقد بعضُنا البعض نقداً علمياً أخلاقياً، فلابد أن تكون وحدتنا، وقوتنا في محورنا، وقطبنا وغايتنا، وهو حب العراق وشعبه وخدمته، والحفاظ عليه من رياح وأعداء المنافقين، وليكن شعارنا جميعاً

((عراقنا أرض الأنبياء وشعب الأوصياء)).

الحوزة العلمية الجماهيرية / كـربـلاء الـمقـدسـة

2/ رجب /1424 هـ

30 / 8 / 2003 م