المرجع الصرخي : رسالة شديدة اللهجة من الامام السجاد “عليه السلام ” للسيستانيّ بوساطة الزهري

اكد المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني “دام ظله ” على اهمية الاطلاع والفهم للموقف الشرعي والاخلاقي الذي اتخذه الامام السجاد “عليه السلام “من خلال ايصاله رساله لأبن شهاب الزهري بعدما صار في البلاط الاموي مفتيا وأوضح المرجع على ان تلك الرسالة بوساطة الزهري بالضرورة تشمل السيستاني وعمله مع المحتلين وتحت رعايتهم كذلك تحت رعاية نظام صدام
مذكرا سماحته بمواقف السيستاني ايام نظام صدام وكيفية سكوته وامضاءه في مقتل الصدرين
عادا سبب ذلك هو ذلة وعمالة السيستاني كسبب رئيسي بأن يجعل صدام يستسبع على الصدر الاول والثاني “رضوان الله عليهما ”
وهو ذات الامر الذي شجع النظام باعتقال المرجع الصرخي وكان مما يحتج به على السيد الصرخي بالتحقيقات هو الشكاوى والتقارير التي تصل من السيستاني لهم ضد المرجع الصرخي مضافا لذلك احتجاجهم بفتاوى السيستاني الداعمة للنظام انذاك .

جاء ذلك خلال المحاضرة الثامنة عشرة من بحث ” السيستاني ماقبل المهد الى مابعد اللحد ” ضمن سلسلة تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي والتي القيت مساء يوم السبت الموافق
27 محرم 1438 هـــ 2016-10-29
وأليكم الرسالة نصا مع تعليقات المرجع على بعض فقراتها .

حيث قال سماحة المرجع تحت عنوان :
رسالة للسيستانيّ بوساطة الزهري
أولًا: لنطلع ونفهم الموقف الشرعي الأخلاقي للإمام علي بن الحسين “عليهما السلام ” وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويقدم النصح للعالم الشيخ الزهري بعد قبوله للعمل في البلاط الأموي كمرشد ديني ومرجع أعلى ومفتي الخلافة أو رئيس ديوان الوقف أو وزير أوقاف أو سيستانيّ الأمويين أو الزهري السيستانيّ، وقد صدر ذلك الوقف من الإمام زين العابدين عليه السلام بالرغم من تسلط الحكم الأموي وقساوته على المسلمين وعلى أهل البيت عليهم السلام بصورة خاصة، وليست مجزرة العاشر من محرم ببعيدة زمانًا، فمخالفة الإمام للتقية الشديدة جدًا دليل على أهمية وضرورة الرسالة وما جاء فيها من معاني شرعية وأخلاقية ومجتمعية عامة شاملة، فيا ترى هل فهم السيستانيّ ما جاء في رسالة الإمام السجاد عليه السلام؟ وهل التزم بما فيها؟ ومن الواضح أنّ شموله في الخطاب أولى من الزهري وغير الزهري يشمله ما ورد عن أهل بيت النبوة كما في قول الإمام الرضا عليه السلام: إنّ ممن ينتحل مودتنا أهل البيت من هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال. (وسائل الشيعة، ج11) وكما في قول الإمام الصادق عليه السلام: لو قام قائمنا بدأ بكذابي شيعتنا فقتلهم. (رجال الكشيّ)
ثانيًا: رسالة الإمام علي بن الحسين عليهما السلام للزهري
قال الإمام زين العابدين عليه السلام: أمّا بعد
كفانا اللّه وإيّاك من الفتن ورحمك من النار، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك، ( التفتوا الآن بعد هذه الكلمات عرفتم من هو المقصود من أخ له في الدين؟ مَن الذي قصده الزمخشري عندما قال كتب له أخ في الدين؟ إنّه الإمام زين العابدين عليه السلام ) فقد أثقلتك نعم اللّه بما أصحّ من بدنك، وأطال من عمرك، وقامت عليك حجج اللّه بما حمّلك من كتابه وفقّهك من دينه وعرفّك من سنّة نبيّه محمد (صلى الله عليه وآله) ، فرض لك في كلّ نعمة أنعم بها عليك وفي كلّ حجة احتج بها عليك الفرض، … فانظر أيّ رجل تكون غدًا إذا وقفت بين يدي اللّه فسألك عن نعمه عليك
( يا سيستانيّ، هذه رسالة من الإمام السجاد عليه السلام بوساطة الزهري إليك، فانظر يا سيستانيّ أيّ رجل تكون غدًا إذا وقفت بين يدي اللّه فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها؟ وعن حججه عليك كيف قضيتها؟ ولا تحسبنّ اللّه قابلًا منك بالتعذير، ولا راضيًا منك بالتقصير، ( لا يوجد عذر أيّها السيستانيّ) هيهات هيهات ليس كذلك إنّه أخذ على العلماء في كتابه( إذا كنت من العلماء) إذ قال {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187]؛ واعلم أنّ أدنى ما كتمت وأخفّ ما احتملت أن آنست وحشة الظالم، (أن آنست وحشة المحتل، أن آنست وحشة المحتلين يا سيستانيّ، أن آنست وحشة الرئيس، الوزير، رئيس الوزراء، الظالم، الفاسد، السارق، المفسد، واعلم يا سيستانيّ، أنّ أدنى ما كتمت وأخفّ ما احتملت أن آنست وحشة الظالم؛ من الحاكمين من الفاسدين من الوكلاء من المعتمدين الفسقة السراق الفاسقين) وسهلت له طريق الغي بدنّوك منه حين دنوت، وإجابتك له حين دُعيت، فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غدًا مع الخونة، وأن تسأل عمّا أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة انّك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك، ( يا سيستاني، انّك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك) ودنوت ممّن لم يردّ على أحد حقًا ولم ترد باطلًا حين أدناك، وأحببت من حادّ اللّه. ( أحببت المحتلين، أحببت الفاسدين، أحببت المارقين، أحببت الفلنتاينين والمثليين، ومتعاطيي المخدرات والفاسدين، والمعممين الفاسدين من الوكلاء والمعتمدين، أحببتهم وطممت على فسادهم وقبائحهم وفجورهم) أو ليس بدعائه إيّاك ( يا سيستاني، أو ليس بدعاء المحتلين، بدعاء الحكام الفاسدين) حين دعاك جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم، وجسرًا يعبرون عليك إلى بلاياهم، وسُلّمًا إلى ضلالتهم، داعيًا إلى غيّهم سالكًا سبيلهم، يدخلون بك الشك على العلماء، ويقتادون بك قلوب الجهّال إليهم، ( كما فعلوا بك في زمن صدام، واستشهد الصدر الأول والثاني بسكوتك، بإمضائك، بتعاونك، بعمالتك مع النظام، بالتقارير التي كنت ترفعها إلى النظام واستسبعوا واستأسدوا على الصدر الأول وعلى الصدر الثاني بفضل عمالتك لهم، وانتمائك لجهازهم الأمني، وتقاريرك التي كنت ترفعها إليهم باستمرار، وكما فعلوا معنا؛ كانوا يحتجّون علينا بعمالتك، بتعاونك معهم، بانفتاحك إليهم، بانقيادك لهم، بتقاريرك التي تُرفع لهم) فلم يبلغ أخص وزرائهم ولا أقوى أعوانهم إلاّ دون ما بلغت من إصلاح فسادهم واختلاف الخاصة والعامة إليهم.
فما أقلّ ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك.( فما أقل ما أعطوك من رشا، من 200 مليون دولار ما هي 200 مليون دولار مقابل ما عندك من أموال،وما تكدس من أموال في البنوك، في الشركات، في الداخل في الخارج، في بلدان الشرق في بلدان الغرب، في بلدان الخليج، في بلدان العرب، في بلدان الأعاجم، كم عندك من المليارات والمليارات، تدنو نفسك على 200 مليون دولار،ما هذا المبلغ مقابل ما تملك؟!! لكنّها الذلة، لكنّها العمالة، لكنّها الأوراق والفضائح التي يمتلكونها ضدك، لكنّه الجهل والدناءة والخسة وعدم الرجولة) وما أيسر ما عمروا لك، فكيف ما خرّبوا عليك؛ فانظر لنفسك فانّه لا ينظر لها غيرك، وحاسبها حساب رجل مسؤول، وانظر كيف شكرك لمن غذّاك بنعمه صغيرًاوكبيرًا، فما أخوفني أن تكون كما قال اللّه في كتابه {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} [الأعراف: 169].
إنّك لست في دار مقام أنت في دار قد آذنت برحيل فما بقاء المرء بعد قرنائه؟! طوبى لمن كان في الدنيا على وجل، يابؤس لمن يموت وتبقى ذنوبه من بعد، احذر( يا سيستاني) فقد نبّئت، وبادر فقد أُجلت، إنّك تعامل من لا يجهل، وإنّ الذي يحفظ عليك لا يغفل، تجهّز فقد دنا منك سفر بعيد، وداو دينك فقد دخله سقم شديد، ( رسالة قوية واضحة وشديدة إلى الزهري، ورسالة واضحة إلى السيستاني ولكل من سار في فلك السيستاني في العمالة والانحراف والجهل والضلالة والفساد والتقتيل والإجرام والطائفية وتدمير الشعوب والبلدان والأخلاق) ولا تحسب أنّي أردت توبيخك وتعنيفك وتعييرك، ( يا سيستاني، لا تحسب أنّي أردت توبيخك وأنّ الإمام أراد توبيخك أو توبيخ الزهري)لكنّي أردت أن ينعش اللّه ما قد فات من رأيك، ويرد إليك ما عزب من دينك، وذكرت قول اللّه تعالى في كتابه: { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات: 55] ، أغفلت ذكر من مضى من أسنانك وأقرانك، وبقيت بعدهم كقرن أعضب؟!( كم من الناس، كم من المتملقين، كم من العبيد، كم من الأصنام الذين اتبعوك وعبدوك يا سيستاني قد ذهبوا إلى جنهم وبئس المصير، تعلّم، خذ العبرة، اتقِ الله) انظر هل ابتلوا بمثل ما ابتليت؟ أم هل وقعوا في مثل ما وقعت فيه؟ أم هل تراهم ذكرت خيرًا علموه وعلمت شيئًا جهلوه، بل خطيت بما حلّ من حالك في صدور العامة وكلفهم بك( أي حبهم الشديد وعشقهم وولعهم بك)، إذ صاروا يقتدون برأيك( كالعبيد كالبهائم كالأغنام)، ويعملون بأمرك، إن أحللت أحلّوا، وإن حرّمت حرّموا، وليس ذلك عندك ( ليس ذلك للعلم الذي عندك، لا، ليس لهذا الأمر، لكن السمعة، الواجهة، الاحتلال، الرشا، الدولار، المناصب)ولكن أظهرهم عليك رغبتهم فيما لديك ذهاب علمائهم ( لأنّ المشروع الاستعماري الصهيوني العنصري المعادي هو في تصفية العلماء، فصفّوا لك الساحة فقتلوا العلماء، فقتلتَ العلماء وأخليتَ الساحة لك، هذا ما قاله الإمام السجاد سلام الله عليه، هذا ما تنبّأ به الإمام السجاد عليه السلام بحقّ السيستاني وبخطورة السيستاني وبضلالة السيستاني وبإجرام السيستاني، هو الإمام قال: السيستاني قد صفى العلماء وقد قتل العلماء وتآمر على العلماء فبقي السيستاني يصول ويجول) وغلبة الجهل عليك وعليهم وحب الرئاسة وطلب الدنيا منك ومنهم.أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرّة وما الناس فيه من البلاء والفتنة؟! قد ابتليتهم وفتنتهم بالشغل عن مكاسبهم مما رأوا فتاقت نفوسهم إلى أن يبلغوا من العلم ما
بلغت أيدركوا به مثل الذي أدركت؟ فوقعوا منك في بحر لا يدرك عمقه وفي بلاء لا يقدر قدره فاللّه لنا ولك وهو المستعان. ( هذه الفقرة لا تنطبق على السيستاني لماذا؟ لأنّه لا يمتلك العلم، إذًا كل فقرة تتحدّث عن العلم لا تشمل السيستاني، لأنّه ليس بعالم ولا يمتلك شيئًا من العلم، والإمام سلام الله عليه تحدّث مع الزهري لأنّه يعلم بعلم الزهري وأراد أن يرجع الزهري إلى ما كان عليه من العلم والدرس والتحصيل والتقوى والإيثار والزهد والتواضع والإيمان والنقاء والصفاء)
أمّا بعد فأعرض عن كلّ ما أنت فيه حتى تلحق بالصالحين الذين دفنوا في أسمالهم ( أي في ثياب قديمة بالية) لاصقة بطونهم بظهورهم ليس بينهم وبين اللّه حجاب ولا تفتنهم الدنيا ولا يفتنون بها، رغبوا فطلبوا فما لبثوا أن لحقوا، فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ مع كبر سنّك ورسوخ علمك وحضور أجلك; فكيف يسلم الحدث في سنّه، الجاهل في علمه، المأفون في رأيه، ( إذًا يقول: فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ أنت الذي الآن وضعت قدمًا بل وضعت القدمين في القبر، جسدك كله في القبر إذا لم تكن أنت بكلك وبجسدك وبكل ما يلتحق بالجسد في القبر، لا يُتعامل ولا يُحكى الآن إلّا مع خرافة متجسدة، خرافة لا حقيقة لا انطباق لا جسد لها، خرافة بمعنى الخرافة خيال وهم لا نعلم يتعاملون مع اسم مع عنوان فقط أما الجسد الروح ذهبت إلى حيث دفنت وانتهت، لا نعلم ربما يكون هذا الأمر، هو مشروع تابع لمنظمة،تابع لجهة،أُسس من جهة، صُرف عليه يراد من الاستمرار لأنّه أتى بثمار كثيرة غير متوقعة، فأنت الذي قدمك في القبر، جسدك في القبر وتفعل هذه الأفاعيل وتتمسك بالدنيا وتطلب الرشا وتضل الناس وتفتي بقتل الناس فما بال الشباب، فما بال حديثي السن؟!!) المدخول في عقله؟!إنّا للّه وإنّا إليه راجعون على من المعول؟ وعند من المستعتب؟ نشكو إلى اللّه بثّنا وما نرى فيك، ونحتسب عند اللّه مصيبتنا بك.
فانظر كيف شكرك لمن غذّاك بنعمه صغيرًا وكبيرًا؟! وكيف إعظامك لمن جعلك بدينه في الناس جميلًا؟! وكيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في الناس ستيرًا؟! وكيف قربك أو بعدك ممّن أمرك أن تكون منه قريبًا ذليلًا؟!ما لك لا تنتبه من نعستك ( يا سيستاني، ما لك لا تنتبه من نعستك ) وتستقيل من عثرتك فتقول: واللّه ما قمت للّه مقامًا واحدًا أحييت به له دينًا أو أمتّ له فيه باطلًا فهذا شكرك من استحملك! ما أخوفني أن تكون كمن قال اللّه تعالى في كتابه: {أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } [مريم: 59] استحملك كتابه واستودعك علمه فأضعتها، فنحمد اللّه الذي عافانا ممّا ابتلاك والسلام. تحف العقول لابن شعبة الحرانيّ .