المحاضرة الرابعة
المحاضرة الرابعة

المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني يحاجج ابن نما الحلي بما احتج به للمختار الثقفي وابن الحنفية

فنّد المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) مباني العلامة ابن نما الحلي حول ما تبناه في قضية شخص المختار الثقفي ، حيث ألقى المرجع الديني السيد الصرخي الحسني اليوم 20 شباط 2014 في كربلاء المقدسة محاضرته التاريخية الرابعة حول شخصية المختار الثقفي ضمن سلسلة محاضرات (التحليل الموضوعي في العقائد التاريخ الإسلامي) .
وقد ابتدأ سماحته (دام ظله) بالتطرق إلى السيرة الذاتية للعلامة ابن نما الحلي مبينا أهم أساتذته وتلامذته كما وتطرق إلى أهم المؤلفات للحلي حول المختار الثقفي ، وأكد سماحته انه لابد من دراسة الظروف المحيطة في نقل كل رواية وطرحها في المؤلفات قائلا ” أن الكلام في التاريخ ليس كالكلام في الأحكام الشرعية” كما وانتقد ما ألفه أبو مخنف في مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) في التاريخ الشيعي واعتبره غير مسند مشيرا انه لا يوجد في التاريخ الشيعي من كتب وأرخ قبل العلامة الحلي .
وأكد سماحته أن كل الدول التي حكمت بدعوى التشيع كلها باطله من خلال قوله: (في التاريخ ما ذكر من دول شيعية كلها منحرفة عن المذهب الأمامي) ، كما وطرح سماحته مشروع جديد في كتابة السيرة التاريخية للائمة الأطهار عليهم السلام مع أصحابهم وخصوصا الصحابة المنحرفين ، منبها ” ان من يتصدى للخطابة ان يذكر حياة الأئمة مع أصحابهم وكيف انحرف الأصحاب في العقيدة “.
وقد سجل السيد الصرخي العديد من النقاشات على الجانب الفكري في حياة ابن نما الحلي ، وقد اشار السيد ان العلماء ما بعد ابن الحلي قد اعتمدوا منهجه لأنه لا يوجد قبله منهج علمي في التأريخ ، ومن جانب آخر انتقد مرجعية السيد الخوئي (قدس سره) من اعتماده على ما تبناه ابن نما الحلي الخاطئ بقوله ” كيف مرجعية لها ثقلها كمرجعية السيد الخوئي يعتمد على منهج ابن نما الحلي”.
وتسائل السيد الصرخي حول ما ذكره الحلي في مقدمته في إعراضه عن السائلين ” لماذا تردد ابن نما الحلي عن الإجابة حول المختار ” وقد أردف سماحته ” إذا المختار قد افرح الرسول الكريم وأهل بيته فلماذا التخلف والخضوع والتقاعس عن الإجابة من ابن نما حول المختار ؟ ”
وتناول سماحته بعض الأدلة الأصولية كسيرة العقلاء وسيرة المتشرعة شارحا لهما وشدد ” اذا استمرت الحياة سيكون لنا درس في علم الأصول منذ البداية ونصعد به مع من يصعد بالفهم ” وقد اثبت سماحته ان ابن نما الحلي يكشف عن السيرة المتشرعة بفساد عقيدة المختار الكيسانية .
وخلال مناقشته تطرق السيد الصرخي إلى قضية ابن كاطع مؤكدا ” مشاكل المراجع والاعلمية تهون وتذوب إمام الدعاوى المنحرفة كدعوة ابن كاطع ” معللا ذلك كونها تشكل الاخطر الاكبر على الفكر الاسلامي وتعمق الخلافات المذهبية.
وقد برهن السيد الصرخي انه يحاجج ابن نما الحلي بما اعتبره حجة من روايات ابن الحنفية مع الاعتقاد بإمامته بنفسه ، وقد اثبت السيد الصرخي ان ابن الحنفية لم يصدق بإمامة السجاد عليه السلام الا بعد الاحتكام إلى الحجر الأسود ، وعلى الصعيد ذاته انتقد بشدة ما اعتمده ابن الحنفية آنذاك معتمدا الدليل الروائي الذي ذكره الحلي معللا ذلك ” ابن الحنفية لم يذكر الأمام السجاد بخير طوال سنين خدمة الخادم كنكر عنده ” وأضاف ” لو كان ابن الحنفية على خير فلا داعي للأمام السجاد يسال كنكر عن سبب زيارته ”
وتأتي هذه المحاضرة ضمن الفصل الثاني لمناقشة العلماء والتي حملت عنوان الوقفات ، حيث جاءت الوقفة الثانية لمناقشة العلامة الحلي .
يذكر ان السيد الصرخي شرع بمحاضراته في التحليل الموضوعي ضمن هذه السلسلة في نهاية شهر ربيع الاول المنصرم 1435 مبتدئا بشخصية المختار الثقفي. وقد اشار مختصون في علم التاريخ ان هذه المحاضرات هي طفرة نوعية في دراسة التاريخ الاسلامي والعقيدة المذهبية .