السيد الصرخي يدعو أتباع المذاهب الى الحوار والتمدن الاخلاقي الأسلامي ورفض التكفير الداعشي التيمي


وجه المرجع الديني السيد الصرخي الحسني دعوته لعموم أتباع المذاهب الأسلامية الى الحوار الاخلاقي المتمدن الاسلامي والمجادلة بالحسنى دون أخذ المواقف وتحديدها على اساس البحث والدعوة للمقابل بأن يترك مذهبه ليلتحق بمذهب اخر يعتقد به كل طرف انه مذهب الحق مع الاخذ بنظر الاعتبار ان كل صاحب مذهب يعتقد بأحقية مذهبه ومعتقداته وفقا للأدلة التي يستند عليها ومع تمني صاحب كل مذهب بأن يلتحق الاخرين بمذهبه الا ان ذلك ليس هو الاساس بالتعامل ولا يمكن الوقوف عند تلك النظرة فالخلافات والاختلافات طبيعية جدا وحتى عبر التاريخي فالخلافات كانت موجودة بين الصحابة انفسهم الا ان التعايش السلمي بينهم كان هو السائد على النحو العام وهذا بحد ذاته كافيا لأن يكون مدعاة للتواصل بيننا كمذاهب اسلامية فقهية ونتفق على نبذ التطرف والتكفير التيمي الداعشي لما له انعكاسات على أرواح الناس واعراضهم وممتلكاتهم نتيجة لتكفيرهم عموم المسلمين وليس الامر مقتصرا على الشيعة فحسب بل حتى السنة من معتزلة او أشعرية او صوفية وغيرهم .
جاء ذلك خلال المحاضرة الـ 16 من بحثه وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري للسيد الصرخي الحسني والتي القاها مساء يوم الجمعة الموافق 12 جمادي الاولى 1438 هــ الموافق 10- 2- 2017 هــ

أكد ذلك بقوله : يوجد خطوط دينيّة عامّة عند الصوفيّة والشيعة والمعتزلة ويوجد اختلافات وفروق في الفروع الفقهيّة والعقائديّة وأيضًا في الأصول لكن هذا هو واقع الحال وهو الموجود منذ الصدر الأوّل وإلى يومنا هذا والناس تتعايش التعايش السلمي، فعندما نحاكي التاريخ ونتحدّث معه لا ننساق وننقاد للنفس المريضة ونبحث عن هفوات وأخطاء وكلمات ومواقف هنا وهناك تُستغل للجانب الطائفي أو للطعن أو للحقن أو للافتراء أو للدس .

وأضاف قائلا : نحن نقول يوجد اختلاف لكن المهم كان موجود التعايش السلمي بين الصحابة هذا يكفي، أنت لا تنتظر مني أن انتقل وأترك مذهبي وأنا أيضًا لا انتظر منك أن تترك مذهبك، طبعًا أنا اعتقد بالحقّ واتمنى أن يصيب هذا الحقّ وأن يدخل هذا الحقّ في قلوب الجميع وأنت بالمقابل أيضًا تعتقد بهذا، بما عندك من دليل فأنا أتمنى أن يدخل الناس وكلّ الناس في مذهبي لأنني اعتقد به أنّه حقّ وأنت أيضًا تتمنى هذا فليس فيها مشكلة، لك الأجر في التمني وأنا لي الأجر أيضًا في هذا، فلا تنتظر مني أن أترك مذهبي وأتي إلى مذهبك وأدخل فيه، وتتعامل وتؤسس وتقف المواقف على هذا الأساس فلا يصح هذا.
وأكمل :
نحن الآن نحتاج إلى الحوار، نحتاج إلى التمدن الأخلاقي الإسلامي، الحوار الإسلامي، المجادلة بالحسنى.

وأثار المرجع عدة تساؤلات لكشف المنهج التكفيري الداعشي :

الآن أيضًا للجهال للأغبياء، لغير الجهال ولغير الأغبياء، وللعلماء، ماذا فعل أهل الاشراك وأهل الكفر ماذا فعل المشركون بالنبي وأصحاب النبي في صدر الإسلام في مكة؟ كلّ منكم يستحضر ماذا حصل، التفت جيدًا الآن ضع في ذهنك هذه الصورة، هذه يجب أن تصل للجميع: الآن ابحث في كلّ العالم، في كلّ المدن والبيوتات، وفي كلّ أماكن البغاء – أجلكم الله- فمهما تجد من فساد وانحراف فإنّه لا يرتقي إلى عشر معشار ما كان في العصر الجاهلي في مكة، يعني ابحث حتّى في بلدان الغرب وفي أفسد البلدان فلا يوجد فساد مثل ما كان من فساد في مكة ؟؟!

وهنا سؤال بسيط واضح: هل فجّر النبي وأصحاب النبي أنفسهم بين مشركي مكة؟!! هل فخخوا البيت الحرام؟! هل فخخوا البيوتات؟! هل فجّروا الأسواق؟َ! هل حرقوا الأجساد؟! فقط سؤال بريء، التفت جيدا: فنحن الآن نريد أن نحتج على الفكر التكفيري ولسنا في مقام تشريع شيء.

موضحا :
فأنا كما لا انتظر من المقابل أن ينتظر مني أن أترك مذهبي وأدخل في مذهبه، أنا اعتقد واتيقّن ممّا أنا فيه وليس عندي أيّ شكّ، فلا تتنظر مني أنا الذي سفّهت أفكار ابن تيمية يقينًا جزمًا بهذا الأسلوب تنتظر مني أن أترك مذهبي والتحق بمذهب التكفير؟!! التحق بابن تيمية وجهل ابن تيمية وسفاهته؟!! فأنا أريد من الجميع من السنّة ومن الشيعة من أعزائنا وأبنائنا أن يتيقّنون جهل الفكر التكفيري، جهل الدواعش وإمام الدواعش، نريد أن نصل إلى هذا اليقين، كما أنا اتيقّن بهذا فأرغب وأحبّ وأتمنى وأسعى إلى أن يصل الجميع إلى هذا اليقين، ليبقى هذا على التسنن وليبقى هذا على التشيع لكن لا يلتحق بالتكفير وبالأفكار الداعشيّة التكفيريّة ))

ويجدر الأشارة الى ان المنهج التكفيري التيمي الداعشي يعتبر عائقا كبيرا في أي تواصل وتلاقي في الافكار بين المسلمين والمذاهب الأسلامي وهو الأصل في اي تقاطعات وتجاذبات وتطرف يحصل في أي بلد من البلدان الأسلامية التي فيها تنوع مذهبي فيؤسس للقتل والتفجير وأباحة دم المسلم فقط لأختلاف في احكام فقهية او معتقدات مذهبية يعتقد كل مذهب بصحتها وفق ما توصل أليه من ادلة ذات منابع اسلامية ومن صحابة وتابعين وائمة مسلمين ولو التزم المسلمين بالشهادتين لكانت كافية لحرمة المسلم دون الحاجة لتأويل الافعال على انها شرك وكفر وعبادة لغير الله فيباح الدم على اساس ذلك التأويل التيمي الداعشي التكفيري . أنتهى