البصرة / القرنة خطيب جمعة القرنة : رغم كيد الخائنين فإنّ عاشوراء ستبقى الشوكة الجارحة التي تنغرس في أحداق عيونهم

المركز الإعلامي _ إعلام القرنة

تكلّم فضيلة الشيخ فاضل الظالمي (دام توفيقه) خطيب صلاة الجمعة في جامع الإمام علي المرتضى ( عليه السلام ) اليوم 20 من شهر صفر 1439 هـ الموافق , العاشر من شهر تشرين الثاني 2017م , عن دور العديد من الجهات المغرضة بتزييف حقيقة كربلاء قائلًا :
“إذا أردنا أن نقترب قليلًا من أحداث كربلاء الدامية فإنّنا نشعر أنّها مستهدفة من فئات شتى ، ولأهداف شريرة متنوّعة ؛ بإثارتهم أجواء مسمومة حولها ، الأمر الذي يدعونا إلى المزيد من اليقظة والحذر ، ونحن نواجه هذه الموجة الحاقدة التي ترفع في أحيان كثيرة شعارات خادعة ، وعناوين طنّانة ورنّانة ، وتتّخذ ـ أحياناً ـ لبوس الإخلاص والغيرة ؛ للتستر على تآمرها القذر على هذا التراث الإيماني الزاخر بالعطاء الإلهي السني والمبارك , ولكن ورغم كيد الخائنين ومكر أخدان الأبالسة والشياطين ، فإنّ عاشوراء ستبقى الشوكة الجارحة التي تنغرس في أحداق عيونهم التي أعماها كيدهم اللئيم ، وطمسها حقدهم الخبيث “.

وأضاف : نحن في نفس الوقت الذي نرفض فيه كلّ هذا المكر الشيطاني والحقد الإبليسي ، وكلّ هذا التجنّي على هذا الدين وأحكامه ، ورسومه وأعلامه ، فإنّنا نهيب بكلّ المخلصين من أبنائه أن يتحمّلوا مسؤولياتهم في الدفاع عنه بصدق وبوعي ، والعمل على قطع الطريق على كلّ اُولئك الحاقدين والمتآمرين ؛ وذلك عن طريق نشر المعارف الصحيحة ، وكشف زيف الشبهات التي يثيرونها بالاُسلوب العلمي الهادئ والرصين ، وبالكلمة الرضيّة والمسؤولة .

وأشار : ثورة الأمام الحسين عليه السلام هي ثورة إنسانية كبرى بكل أبعادها حدثت في عصر معين لكن إشعاعاتها وقيمها ومثلها ومحتواها الإنساني الكبير يشع على كل أمم الأرض مادام الظلم والاضطهاد قائمان في هذا العالم , ولابد لنا أن نستحضر قيم تلك الثورة الخالدة في كل لحظة من لحظات هذا الزمن الذي تجبر فيه طواغيت الأرض وازدادوا عتوا كبيرا وتمادوا في غطرستهم وعنجهيتهم وظلمهم لبني البشر , وحين نستحضر قيم تلك الثورة المجيدة وأهدافها لننهل من نبعها ، ودفقها المتجدد نزداد ثقة وعزيمة بقدرة كل من سُلب حقه وامتُهنت كرامته وصودرت آماله، ووضع نصب عينيه ثورة الأمام الحسين عليه السلام لانتزاع ذلك الحق المصادر.

من الجدير بالذكر : ثورة الحسين عليه السلام هي امتداد للرسالة المحمدية السمحاء التي ماجاءت الإ لتزيل نظام الرق والعبودية، وتهد صروح الظلم والظالمين الذين نصبوا من أنفسهم آلهة تعبد من دون الله وسخروا كل شيء لأغراضهم الدنيئة المحرمة التي تتعارض مع أبسط المفاهيم والقيم الأخلاقية وأمروا شعوبهم أن تنقاد كالقطيع لمشيئتهم كما يحدث اليوم في الكثير من الدول التي يزخر بها عالمنا المعاصر , وثورة الأمام الحسين عليه السلام ماجاءت الإ لتجدد الدم في عروق الشعوب المضطهدة لتحفزها وتمنحها القدرة الإيمانية الخلاقة والنابضة والقادرة على اكتساح تلك العروش الخاوية التي قامت على جماجم الشعوب عبر الزمن , لانتزاع حقها المغتصب , فما أحوج المسلمين اليوم إلى مبادئ الحسين عليه السلام لترجمة فصول تلك الثورة الزاخرة بالقيم الإنسانية الكبرى وتحويلها إلى عمل ملموس وواقعي يغيرمن هذا الواقع المزري والبائس الذي نعيشه كمسلمين بالدرجة الأولى بعد أن أعيانا التخلف والنكوص والتقوقع وراء الشعارات الخاوية والعنعنات الطائفية المقيتة التي لم تقدم للأمة الإسلامية الإ الخواء والفقر والذل والعناء والتقهقر.

 

 

ركعتا صلاة الجمعة