خطيب جمعة الزبير / الجرح الذي أصاب وجدان الأمة سيظل ماثلا إلى يوم الدين

المركز الإعلامي – إعلام الزبير


تطرق الشيخ حاتم الخفاجي ( دام عزه ) إلى ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام خلال خطبة الجمعة المقامة قرب جامع خطوة الإمام علي عليه السلام في محافظة البصرة اليوم 20 صفر 1439 هــ الموافق 10 تشرين الثاني 2017 م
تضمنت الخطبة الأولى عدة مفاهيم توضح النهج الحقيقي للإمام الحسين عليه السلام كان منها
” يزيد أيها الأحبة ضرب عرض الحائط بكتاب الله بأحكامه وشرعه وعطّل الحدود وها هو يكمل صوب الثقل الآخر ؛أهل بيت النبوة، فشهد التاريخ أبشع مجزرة ليس بحق أفراد فحسب إنما بحق امة بأكملها، الجرح الذي أصاب وجدان الأمة سيظل ماثلا إلى يوم الدين .. والأمة جميعها معنية بهذا الجرح ، وعت لذلك أم لم تع، صرحت به أم لم تصرح ..توقفت عنده أم لم تتوقف ، شاءت أم أبت ”
فيما أشار الخفاجي إلى إن الثورة لم تكن تستهدف الانحراف الذي مثله يزيد فحسب بل تعدى هذا المعنى بقوله ” لقد كان الحسين(ع) واعياً منذ انطلاقته لحجم الدور فهو لم يثر فقط لشخص يزيد بل لصمت امة، و خذلان رسالة، وعفن أصاب القلوب، وصدأ أصاب العقول، ولحمية انطفأت … وغيرة جُيّرت لأجل كل هذا ثار الحسين، وفي استشهاده أراد أن يهز كل هذا الواقع من ركوده …
نعم ما دفع الحسين إلى أن يأخذ قراره بالسير في مشروع الثورة حتى النهاية وهو يدرك حجم المخاطر والتضحيات أنه كان ينظر ليس فقط لحاضر الأمة بل أيضا لمستقبلها ..كان يريد أن يوقظها من سباتها وان يخرجها من صمتها … أراد الحسين (عليه السلام) للأمة أن تستيقظ، فإن لم تستطع أن تسقط الظالم فعلى الأقل أن تنخر في عرشه من خلال عدم إعطاء الشرعية له، أن لا تدعه يرتاح أن تقلقه ولو سبب لها آلاما وتضحيات لقد علمنا دم الحسين (عليه السلام) وعلمتنا مواقف الحسين، وآلام وجراحات أهل بيته وأصحابه أن نكون معنيين بكل مفردات واقعنا.. أن لا ننأى بأنفسنا عما يجري من حولنا..
أن لا نسكت على ظلم ظالم مهما كان .. . أن لا نبيع ديننا أو مواقعنا ومبادئنا لحساب دنيا فانية ونعيم زائل.. ”
ومن تلك المفاهيم أيضا الدور الزينبي فهو الإعلام الحقيقي الذي هدد الانحراف بشتى أنواعه من سكوت أهل الكوفة إلى جبروت يزيد وسلطانه
” في هذه الذكرى أيضا تختلط المشاهد ففيها يبرز مشهد السمو والارتقاء الإنساني المليء بالعنفوان والبطولة ، تمثل في زينب وهي تقرّع كبرياء يزيد وهي في حالة عاطفية ونفسية وجسدية لا يقوى أمامها احد من البشر إلا أن ينهار بعد رحلة طويلة من السبي والرأس الشريف لأخيها الحسين أمامها، إلا إن زينب حلقت بإنسانيتها وتسامت وقالت ليزيد : “فكِد كيدك، واسعَ سعيك، وناصِب جهدك، فإنك لن تمحو ذكرنا، ولن تميت وحينا”

أما في خطبته الثانية بين الشيخ أهمية زيارة الأربعين والبعد الديني الذي تمثله بالنسبة للمسلمين بقوله ” مما لاشك فيه إن للزيارة الأربعينية أبعادا عديدة فالبعد الديني له الدور الكبير والأثر البالغ فيها وذلك من خلال التقرب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الشعيرة وان زيارة الأربعين من الشعائر المهمة … ومن جانب أخر نستفيد من هذه الزيارة بعض الأبعاد الأخلاقية ومنها على سبيل المثال الإيثار والجود والتضحية ونكران الذات وغيرها من الأمور وهناك كذلك البعد الروحاني الذي نفهمه من خلال التفكر في واقعة الطف الأليمة ومسير السبايا وما رافقها من أحداث مأساوية يندى لها جبين الإنسانية لذلك نحن نشعر بأن ما يتعرض له أتباع أهل البيت الحقيقيين( عليهم السلام ) في هذا الزمان هو امتداد لتلك الواقعة الأليمة .”
فيما نقل الخطيب مقتطف لبيان سماحة المرجع الصرخي الذي وجهه للزائرين ” والآن لنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات هل تعلمناها على نهج الحسين ((عليه السلام)) وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار ((عليهم السلام)) وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات ”
وأكمل قول سماحة المرجع قائلا ” والآن أيها الأعزاء الأحباب لنسأل أنفسنا ، هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكر بلائي الحسيني الإلهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات فنؤسس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة إلى الله تعالى أو لعلهم يتقون ”