أين التيمية الدواعش عديمو الفكر مِن منهج الحكمة الربّانيّة؟!! 

 

 

 


أثبت المرجع الديني الصرخي الحسني (دام ظله) ابتعاد منهج وسلوك التيمية عن منهج الحكمة الربانية وقد أكد أنّ أئمة التيمية المارقة تآمروا على الفلاسفة والمفكرين وحاربوهم واتهموهم بالعمالة !! وأشار المرجع الصرخي إلى أنّ التكفيريين الحاقدين يرون العرب أعاجمًا والأعاجم عربًا !!! ولا يعتبرون خيانات أئمتهم المارقة مؤامرة على بغداد !!! وكشف أن الغزاة يقتلون العرب ويبقون على التيمية الدواعش الأعاجم!!! حيث ذكر الذهبي أن هولاكو قتل الحاكم الإسماعيلي (الشيعي) العربي، وأباد أتباعه فيما أبقى على الحاكم السلجوقي (التيمي) التركي غير العربي !! جاء ذلك خلال المحاضرة الـ(41 ) من بحث (وقفات مع … توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) والتي ألقاها مساء يوم الثلاثاء 12 شعبان 1438هـ – 9- 5-2017مــ .

حيث قال : في الأمر السابع: الطوسي والعلقمي والخليفة وهولاكو والمؤامرة!!!:
النقطة الأولى: الطوسي:
المورد1: البداية والنهاية13/(249): [ثُمَّ دَخَلَتْ سنة سبعٍ وخمسين وستمائة (657هـ)]: قال (ابن كثير): {{وَفِيهَا عَمِل الخواجة نَصِيرُ الدِّينِ الطُّوسِيُّ الرَّصْدَ بِمَدِينَةِ مَرَاغَةَ، وَنَقَلَ إِلَيْهِ شَيْئًا كَثِيرًا مِنْ كُتُبِ الْأَوْقَافِ الَّتِي كانت ببغداد، وعَمِل دار حكمة ورتب فيها فلاسفة، ورتب لكل واحد في اليوم والليلة ثلاثة دراهم، ودار طب فيها للطبيب فِي الْيَوْمِ دِرْهَمَانِ، وَمَدْرَسَةً لِكُلِّ فَقِيهٍ فِي الْيَوْمِ دِرْهَمٌ، وَدَارَ حَدِيثٍ لِكُلِّ مُحَدِّثٍ نِصْفُ دِرْهَمٍ فِي الْيَوْمِ}}،
ونوّه سماحة المحقق الصرخي إلى أن المنهج التيمي يخالف منهج الحكمة الربانية : [[تنبيه: فلسفة وحكمة وعقل واحترام العلم والعلماء وإن خالفها، وهذا هو منهج الحكمة الربّانية التي أنعم الله تعالى بها على أوليائه الصالحين قال تعالى :{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} البقرة 269، ففي لقمان قال تعالى :{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} لقمان12، وفي داود قال تعالى : {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ… وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} ص(17- 20)، وفي منهج العقل الكامل والحكمة التامة الحقيقة المحمدية القدسية، قال تعالى :{ذلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} الإسراء39]].

وأشار المحقق الصرخي في المورد2 إلى أنّ التيمية خوارج الفكر يتآمرون على الفلاسفة والمفكِّرين!!!
الأعلام: الزركلي7/( 30) : قال: {{النَّصِير الطُّوسي (597ـ 672هـ): محمد بن محمد بن الحسن، أبو جعفر، نصير الدين الطوسي: فيلسوف، كان رأسًا في العلوم العقليّة، علّامة بالأرصاد والمِجَسْطي (كتاب هندسة وفَلَك: بَطْليموس) والرياضيات، علتْ منزلته عند (هولاكو)، فكان يطيعه فيما يشير به عليه، ولد بطوس (قرب نيسابور)، وابتنى بِمَراغَة قُبَّة ورصدًا عظيمًا، واتَّخذ خَزانة ملأها مِن الكتب التي نُهِبَتْ مِن بغداد والشام والجزيرة، اجتمع فيها نحو أربعمائة ألف مجلد، وقرَّر منجِّمين لرصد الكواكب، وجعل لهم أوقافًا تقوم بمعاشهم، وكان (هولاكو) يمدّه بالأموال، وصنَّف كتبًا جليلة، منها: (شكل القطاع) يقال له :(تربيع الدائرة)، و(تحرير أصول إقليدس)، و(تجريد العقائد {تجريد الكلام})، و(تلخيص المحصل {مختصر المحصّل للفخر الرازيّ})، و(حلّ مشكلات الإشارات والتنبيهات لابن سينا)، و(شرح قسم الإلهيّات مِن إشارات ابن سينا)، و(شرح كتاب ثمرة بَطليموس)، و(المتوسّطات الهندسيّة)، رأيت منه نسخة قديمة نفيسة في اللورنزيانة، بفلورانس، رقم 164 شرقي، و(تحرير الكرة المتحرِّكة)، و(بقاء النفس بعد بوار البدن)، و(الجبر والمقابلة)، و(إثبات العقل)…وله شعر كثير بالفارسيّة، توفي ببغداد}}

المورد3: الذهبي: تاريخ الإسلام 48/ (33): [سنة خمس وخمسين وستمائة (655هـ)]: [كائنة بغداد ]: قال (الذهبي): {{كان هولاكو قد قصد الأَلَمُوت، وهو معقل الباطنيّة الأعظم وبها المقدّم علاء الدين مُحَمَّد بن جلال الدين حَسَن المنتسب إلى نزار ابن المستنصر ابن الظّاهر ابن الحاكم العُبَيْدي الباطنيّ، فتُوُفي علاءُ الدين وقام بعده ابنُه شمسُ الشُموس، فنزل إلى هولاكو بإشارة النّصير الطُوسي عليه، وكان النّصير عنده وعند أَبِيهِ من قبل، فقتل هولاكو شمس الشّموس وأخذ بلاده وأخذ الروم، وأبقى بها ركن الدين ابن غياث الدين الدين كيْخُسْرو صورة بلا معنى، والحُكْم والتصرّف لغيره}}،

وعلّق المرجع الصرخي مبيّنًا التمييز العنصري في المنهج التيمي واتهام الفلاسفة والمفكرين بالخيانة والعمالة :
أـ ركن الدين تعاون مع هولاكو وعمِل تحت إمرته وضمن قادته وجنده وشارك معه في حروبه، ولمّا دخل بلاده وأخذها، أبقاه ملكًا عليها!!! وعند المنهج التدليسي المارق لا يُعتبر موقف ركن الدين خيانةً ولا عمالةً وليس تآمرًا على الإسلام والمسلمين ودولة خلافتهم في بغداد!!! لماذا؟!! لأنّه سلجوقي تركي أعجمي غير عربي!!! بينما مواقف ابن العلقمي العربي ومواقف الحاكم الإسماعيلي العربي اليمني الذي أُبيد وأصحابه على يد المغول، فكلّها تآمر وخيانة وعمالة!!! ولا غرابة في موقف التيمية الذي يرى الأرض مسطّحة وأنّ الشمس تدور حول الأرض ويكفِّر ويقتل مَن ينكر ذلك!!! لكن أقول: سبحان الله الذي جعل العروبيين يرَوْن الأعاجم عربًا ويرون العرب أعاجمًا، فيحاربون هؤلاء ويَفْتَرونَ عليهم ويمزّقونهم كلَّ ممزق، بينما يمجّدون أولئك الأعاجم ويزوّقون لهم كلَّ باطل ويلبسونهم لباس العروبة والقيادة والزعامة!!! فاعدلوا بينهما!!! ))

ب- مِن أين عَرَفَ الذهبي ومنهج تيمية أنّ الطوسي هو الذي أشار على الحاكم الإسماعيلي النزول إلى هولاكو؟!! وهل يريد بهذا أن يثبت عمالة الطوسي لهولاكو، فتبرأ ساحة الإسماعيليين كما أبرأ ساحة العباسيين ومماليكِهم لمّا اتّهم ابنَ العلقمي بالخيانة وحمّله كلّ ما حصل؟!!

جـ- وعلى فرض صحّة ما يزعم التيمية، فلو أشار الطوسي على الحاكم الإسماعيلي بعدم النزول إلى هولاكو وتسليم نفسه وعدم الصلح معه، فهل سيسلم الإسماعيلي وأتباعه وبلاده وقلاعه أو أنّ النتيجة ستكون أسوأ بكثير ممّا حصل؟!! ولو أشار ابن العلقمي على الخليفة بعدم مهادنة هولاكو وعدم التنازل له وعدم الخروج له والصلح معه، فهل سيتمكَّن الخليفة مِن الصمود والنصر على هولاكو وجيوشه، أو أنّ النتيجة ستكون أسوأ بكثير ممّا حصل ولفُقد كلّ شيء حتى الأمان الذي حصل بعد الخراب والدمار؟!! وهل سيبقى بعد ذلك إنسان فيحتاج هولاكو لتعيين رئيس شُرْطة ووزير يدير شؤون الناس ولو بالشَكل؟!!

د- وإذا كان رأي ابن العلقمي فيه الهلاك والدَّمار، فلماذا استجاب له أئمة التيمية كالأنعام دون نقاش، بل ذهب ابن الجوزي صاغرًا بالهدايا والأموال والوعد بالمزيد وبأضعاف الأموال؟!! خاصّة مع ملاحظة أنّ خيانة ابن العلقمي ثابتة عند التيمية منذ سنوات طوال وليس فقط سنة سقوط بغداد!!!

و- أقل ما يثبت مِن كلام الذهبي أنّ هولاكو قتل الحاكم الإسماعيلي (الشيعي) العربي، وأباد أتباعه فيما أبقى على الحاكم السلجوقي (التيمي) التركي غير العربي، بل وأبقاه في منصبه!!! والحليم تَكْفِيه الإشارة!!!


 

للاستماع إلى المحاضرة الحادية والاربعون “وَقَفات مع…. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري” على الرابط التالي: