خطيب جمعة غماس

خطيب جمعة غماس: محمد وال محمد هم أصل التوحيد فلنأخذ منهم التوحيد الإبراهيمي الإلهي

خطيب جمعة غماس

المركز الإعلامي – إعلام غماس
تكلّم إمام وخطيب جمعة غماس الأستاذ صادق الشبلي؛ عن الكلمة الباقية وماورد في تفسير عن علماء المسلمين، وقال: « لماذا جعل الكلمة الباقية في ذرية إبراهيم؟ هل هي قربى وعاطفة ووساطة…؟ هل يعقل هذا؟ هل نتصور هذا؟ هل يحتمل هذا؟ يستحيل على الله سبحانه وتعالى أن يفعل هذا، إذن لماذا حدد وشخص هذه القضية في ذرية إبراهيم؟ لماذا أشار إلى ذرية إبراهيم؟ إن الله سبحانه وتعالى يريد بهذا أن يشير، أن يوجه، أن ينبه إلى قضية خارجية، إلى قضية واقعية، خارجية ستحقق في ذرية إبراهيم، ليس في كل الذرية، لكن ستحقق في ذرية إبراهيم»
واستمرّ بقوله:« كما في قضية الخاتم الذي تصدق به أمير المؤمنين-سلام الله عليه- في حال الركوع، لماذا في حال الركوع؟ حتى لا يحصل خلط واشتباه وحتى لا يكون التدليس سلسًا ومرنًا يستغله من يريد الإستغلال”.
جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت في جامع أهل بيت النبوّة- عليهم السلام – اليوم الجمعة الثالث والعشرون من شهر شوال ١٤٤٢هـ ، الموافق 4 حزيران ٢٠٢١م.
وتطرّق إلى آراء المفسرين حول الكلمة الباقية ومعانيها ومصاديقها مناقشًا كلّ رأي، وقال:« إذن من هم أصل التوحيد؟ هم ذرية إبراهيم، هم آل محمد صلى الله على محمد وآل محمد، لنأخذ التوحيد الإلهي، التوحيد الإبراهيمي من محمد وآل محمد، من أمير المؤمنين سيد الموحدين، سلام الله عليه»
وتحدّث في خطبته الثانية عن الطهارة وأهل مستوياتها الطهرة الباطنية القائمة على أساس التوحيد، حيث قال:« الطهارةُ مِنَ المعاني الواضحةِ، وهيَ ” تخلُّصُ الشيءِ مِمّا هوَ مِنْ غيرِ سنخِهِ الذي يُوجِبُ كَراهةَ الشيءِ واستقذاره، فيكونُ على حالتِهِ السابقةِ مِنْ وُجدانِ الصفاتِ المرغوبةِ ذاتِ الفائدةِ والحُسْنِ»
وقال:« وبحسبِ طبيعةِ الإنسانِ فإنَّ حياتَهُ مَبنيَّةٌ على التصرُّفِ في الماديّاتِ والمحسوساتِ والاستفادةِ منها والبلوغِ إلى مقاصدِ الحياةِ، ولهذا تنبَّهَ الإنسانُ منذُ القِدَمِ وبدأَ بتطبيقِ معنى الطهارةِ وما يقابلُها مِنْ النجاسةِ والتي فيها معنى الرغبةِ أو النفرةِ على المحسوساتِ والماديّاتِ، وبعدَ ذلكَ أخَذَ في تعميمِها وتطبيقِها في غيرِ المحسوساتِ أيضًا منَ المعقولاتِ ونحوِها بملاحظةِ أصلِ معنى الرغبةِ أو النُّفرةِ فيها كالعقائدِ والأخلاقِ والأفعالِ والأحكامِ والأقوالِ وغيرِها»
واستمرّ بالقول:« والشارعُ المقدّسُ بحكمتِهِ ورحمتِهِ ورغبتِهِ في تحقيقِ المجتمعِ المتكاملِ الآمنِ والفردِ المتوازنِ الصالحِ، أخَذَ وأكّدَ على توسيعِ معنى الطهارةِ والنجاسةِ وعممَّهما للمحسوساتِ والمعقولاتِ والمعارفِ والأحكامِ وغيرِها، حتّى استعملَ عددًا مِنَ الألفاظِ غيرِ الطهارةِ والنجاسةِ قريبةً مِنْ معناهما، كالنظافةِ والنزاهةِ والقُدْسِ والسُّبحانِ ويقابلُها ألفاظٌ كالقذارةِ والرجسِ والرِّجْزِ، فمثلًا في المحسوساتِ اعتبرَ العديدَ منَ الأشياءِ نجاساتٍ كالدمِ والبولِ والغائطِ والمني والميتةِ والكلبِ والخنزيرِ وغيرِها وحَكَمَ بوجوبِ اجتنابِها في الأكلِ والشربِ والعبادةِ كالصلاةِ، وفي الجانبِ العباديِّ اعتبرَ الإشراكَ باللهِ، أي الشرك الجليّ، منَ النجاساتِ بلْ هوَ النجاسةُ الكبرى، فأمَرَ بالتوحيدِ وأعطى وأرشدَ إلى الأدلةِ والبراهينِ الوجدانيّةِ والعقليّةِ لإثباتِ التوحيدِ، وأكّدَ على الاستعانةِ باللهِ وحْدَهُ والتوكّلِ عليهِ والتوجّهِ إليهِ…
ولهذا أَرجعَ المولى الشرعيُّ جميعَ الفروعِ والأصولِ إلى أصلِ التوحيدِ واعتبرَهُ الطهارةَ الكبرى».