خطيب جمعة الشامية : ان الإمام المهدي هو الإمتداد الطبيعي لثورة الإمام الحسين الخالدة وحامل رايته

المركز الإعلامي-إعلام الشامية

قدم خطيب جمعة الشامية سماحة الشيخ أرشد الحميداوي – دام عزه- في خطبةٍ القاها اليوم الجمعة في جامع السيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره- المصادف 11 محرم الحرام 1440هـ الموافق 21 من أيلول 2018م
التعازي الى الأمة الإسلامية بذكرى استشهاد الإمام الحسين وآله وصحبه – عليهم السلام -.
من جانبه تطرق سماحة الشيخ أرشد الحميداوي -اعزه الله- قائلًا :
إننا نقرأ أن الإمام الحسين-عليه السلام- أراد أن يجرّد حركته من العناوين التي كان الآخرون يتحركون فيها، على اعتبار أن أساس الحركة في واقعهم هي إعطاء الذات فرصتها لتحكم وتتسلط وتقهر وتتكبّر، فمن يخرج أشراً أو بطراً أو ظالماً للموقع، فإنه قد ينطلق لإفساد حياة الناس على مستوى المفاهيم والواقع، سواء كان واقعاً اجتماعياً أو سياسياً. ومن هنا كانت رسالية الحركة والموقف عند الامام كان المنطلق لدى الإمام الحسين -عليه السلام- هو أن ينفذ إلى واقع الأمة مجرداً عن ذاته بما هو معنى الذات في نطاقها الضيق، وإن كانت ذاته في معناها الرسالي هي الإسلام كلّه، لأن الإمام الحسين -عليه السلام- هو الإمام المعصوم، وهو سيد شباب أهل الجنة، ولا انفصال بين واقع الذات لديه وواقع الرسالة، وقد كانت كلمته رسالة، وعمله رسالة، وإقراره للواقع الذي لا يعترض عليه ويرضاه رسالة، لأنه عاش الرسالة في أنفاس رسول الله – صلى الله عليه آله-

وأضاف سماحة الشيخ أرشد الحميداوي -دام توفيقه- قائلاً :
لنستلم في هذه اللحظات رشفات من عبق زيارة الناحية المقدسة والتي تحمل في طياتها اسرارا ً عظيمة كامنة فالله سبحانه، والراسخون في العلم يعلمون هذه الأسرار، ويقفون على مكامنها وحيثياتها.. إمام زماننا الحجة بن الحسن -عجل الله فرجه- هو المصداق البارز للراسخين في العلم، هو وحده يقف عند هذه الأسرار، وكيف لا وهو الوارث الحي الوحيد لجده الإمام الحسين (عليه السلام) وهو الإمتداد الطبيعي لثورته الخالدة، وحامل رايته، وشاهر سيفه، والمنتقم من عدوه، والطالب الحقيقي لدمه، والمحيي لشريعته، والزائر الدائمي لقبره، والعارف بحقه، والمعزى بمصيبته، والباكي الواقعي على ما جرى عليه وعلى أهل بيته وأصحابه.
إمام زماننا -عجل الله فرجه- فقط يعرف الإمام الحسين -عليه السلام- حق معرفته، وإنه الشاهد الرقيب على محروميته ومظلوميته وما جرى على عياله وأطفاله من مصائب ونوائب في سبيل عظمة الدين ورفعته.

وأكد سماحة الشيخ الحميداوي – وفقه الله- :
ان الحديث عن دوافع الثورة والنهضة ضد الظلم والجور والعدوان، فعندما إستفحل الفساد وإستشرى الإنحلال، وعم الظلم الأموي في الأمة، فإن الإمام قد شمر عن ساعديه، ونهض بالأمر مع أولاده وإخوته وأهل بيته والثلة المؤمنة من أصحابه، وقام بمجاهدة الفجار، وصدع بالحق والبينة، ودعا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأمر بإقامة الحدود، والطاعة للمعبود، ونهى عن الخبائث والطغيان والعصيان (حتى إذا الجور مد باعه وأسفر الظلم قناعه ودعها الغي أتباعه.. ثم إقتضاك العلم بالإنكار ولزمك أن تجاهد الفجار).
الحسينيون الحقيقيون الثابتون الصامدون، الذين يملكون عُنفُوَان العقيدة، وصلابة الإيمان، وإباء المبدأ، وشموخ الموقف.