المحاضرة الأولى: حرّان عاصمة الأمويين ومسقط رأس ابن تيمية كانت مدينة الصابئة والزنادقة والمشركين

أثبت سماحة المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي الحسني أن حرّان هي عاصمة الأمويين في زمن آخر خلفاء بني أمية كما وأنها مسقط رأس شيخ الاسلام ابن تيمية، مؤكدا أن هذه المدينة هي مدينة الصابئة والزنادقة والملحدين، جاء ذلك خلال المحاضرة الأولى من سلسلة محاضرات جديدة حملت عنوان (وقفات تحليلية مع أفكار ابن تيمية) والتي ألقاها سماحته يوم الخميس 13 شعبان 1435 الموافق 12 – 6- 2014.
وبيّن السيد المرجع اسم ابن تيمية وكنيته وفي أي زمن ومكان عاش وهل للبيئة التي عاش فيها تأثير عليه وما هي الطقوس أو الديانة التي كان يمارسها ويدين بها أهل مدينته؟ وحملت هذه المحاضرة الكثير من المفاجآت، منوها سماحته الى أن ما طرح في محاضرة الخميس الماضي بخصوص ابن تيمية يندرج ضمن هذه السلسلة الجديدة والوقفات التي يناقش من خلالها أفكار ابن تيمية.

– من هو ابن تيمية وفي أي مكان عاش؟ وما هي البيئة التي عاش فيها؟ وما هي العائلة التي ينتسب إليها ابن تيمية؟

تقي الدين أبو العباس ابن تيمية، هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر ابن تيمية الحراني الدمشقي ولد في 661 هـ بحرّان وتوفي في 728 بدمشق.

حرّان

الحرّاني نسبة إلى مدينة حرّان وهي مدينة قديمة جداً تقع شمالي أرض الجزيرة بالقرب من منابع نهر البليخ أحد روافد نهر الفرات وغرب مدينة رأس العين موجودة في سوريا الشام شمال مدينة الرقة، وتقع حرّان ضمن حدود تركيا إذن هي مدينة تركية.
ويقصد بالجزيرة الجزيرة الفراتية وهي إقليم يمتد عبر شمال شرق العراق وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا محصورة بين العراق – سوريا – تركيا. من العراق يبدأ من انخفاضات الثرثار – الحبانية – الموصل – محافظات سوريا تقع ضمن الجزيرة وهي الجزء الشمالي من وادي الرافدين يحدها من الشرق جبال زاكروس ومن الشمال جبال طوروس وإلى الجنوب بادية الشام ومنخفضات الثرثار والحبانية.
الجزيرة تضم كل من محافظة نينوى في العراق ومحافظة الحسكة بشكل كامل بالاضافة الى مناطق من محافظة الانبار العراقية ومحافظتي دير الزور والرقة في سوريا ومحافظات طورفا، ماردين، ديار بكر في تركيا وهو جزء من هذه المحافظات.
حرّان منطقة قديمة عمرها أكثر من ثلاثة آلاف سنة، أخذها المسلمون صلحاً في السنة 18 للهجرة في زمن الخليفة الثاني.

مدينة الصابئة

كانت تسمى نوبوليس أي مدينة اليونانيين وهي مدينة الصابئة كانت مركزا من أهم مراكز الثقافة الاغريقية السريانية (قبل الإسلام) بقي فيها الصابئة حتى ما بعد خلافة المأمون العباسي، بحث أهل الاختصاص وتوصلوا في البحث فتمخض البحث عن منشأ الصابئة المندائيين عن نظريتين، والنظرية الراجحة والأكثر معقولية وهي لا تختلف سواء كان الصابئة مع اليهود في بابل أم كان الصابئة مع المسيح واليهود في بيت المقدس.
ورجح سماحته هذه الروية حيث يقول: “حسب استقرائي وفهمي فهذه الرواية هي الراجحة وعندما أقول راجحة هي عبارة عن ديانة ممكن أن تكون هنا وممكن أن تكون هناك، لكن أصل المجتمع وأصل الناس ككتلة بشرية – كيف انتقلت ورحلت وهاجرت – ككتلة بشرية اتنقلت بدينها، بثقافتها، بمعتقداتها، بأهلها، بأموالها من مكان إلى مكان، هذا الذي نرجح بأنه حصل انتقال من بابل من العراق من وسط العراق إلى هذه المناطق إلى الشمال، ومن يقول هناك نعم يوجد، سنعرف أن هذه الديانة الصابئية كانت هي الديانة السائدة على أرض المعمورة، لنقل بهذا المعنى، فلا غرابة أن نجد صابئة هنا وصابئة هناك وصابئة في مكان آخر.
إذن، البحث يقول إنهم سكان ما بين النهرين القدماء وإنهم ورثوا الكثير من الميثالوجيا البابلية، يعني من الأساطير والقصص المقترنة بالطقوس الدينية البابلية القديمة ولكنهم تأثروا باليهودية التي تسكن ما بين النهرين وقد تأثروا بالمسيحية من خلال الاحتكاك بالنساطرة المسيحيين.

كتاب الفهرست لابن النديم

قال ابن النديم أبو يوسف أيشع القطيعي النصراني في كتابه في الكشف عن الحرنانيين: (إن المأمون اجتاز في آخر أيامه بديار مضر يريد بلاد الروم للغزو فتلقاه الناس يدعون له وفيهم جماعة من الحرنانيين وكان زيهم إذ ذاك لبس الأقبية وشعورهم طويلة فأنكر المأمون زيهم وقال لهم من انتم؟ من أهل الذمة؟ فقالوا: نحن الحرنانيون. قال: أنصارى انتم؟ قالوا: لا. قال لهم: أفلكم كتاب أم نبي؟ فجمجموا في القول فقال: فأنتم إذن الزنادقة..”.
ويعلق سماحته على هذا القول “يابن تيمية هؤلاء دخلوا في شيعة عثمان، هؤلاء من شيعة عثمان، المأمون يقول زنادقة، كيف يفتري على الشيعة ويقول الشيعة فيهم زنادقة وشيعة عثمان ليس فيهم زنادقة، لاحظوا التدليس، لاحظوا الإفك والافتراء، كل الأدلة واهية بهذا المستوى من السفه والوهن والإفك والكذب والخطيئة، كل ما طرح ابن تيمية او من نسبه لابن تيمية، وأنا مسؤول عن هذا الكلام، سأسفه كل ما طُرح من آراء ابن تيمية بهذا المستوى من التسفيه”.
يكمل ابن النديم “عبدة الأوثان وأصحاب الرأس في أيام الرشيد والدي وانتم حلال دماؤكم لاذمة لكم. فقالوا: نحن نؤدي الجزية. فقال لهم: إنما تؤخذ الجزية ممن خالف الإسلام من أهل الأديان. الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه ولهم كتاب وصالحه المسلمون على ذلك، فانتم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء فاختاروا الآن احد الأمرين: أما أن تنتحلوا دين الإسلام أو دينا آخر من الأديان التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه وإلا قتلتكم عن آخركم, فاني قد أنذرتكم إلى أن أرجع من سفرتي هذه فإن أنتم دخلتم الإسلام أو في دين من هذه الأديان التي ذكرها الله في كتابه وإلا أمرت بقتلكم استئصال شأفتكم”.
وعلق السيد المرجع بقوله: (التعليق الأول:
أولاً: مخالفة أموية صريحة للأحكام الإسلامية حيث يأخذون الجزية من أهل حران وهذا مخالف لأحكام الإسلام الضرورية وكما بين المأمون حسب الرواية.
ثانياً: ربما من هنا نجد أن الحرانيين يميلون إلى بني أمية ويحبونهم ويوالونهم دون بني العباس.
ثالثاً: يبرر حبهم للأمويين ويأكده ويثبت مقدار المنزلة الرفيعة والثقة الكبيرة للحرانيين الزنادقة إلى المستوى أن آخر خليفة أموي وهو مروان الثاني جعل حران مكان سكناه وحول عاصمة الامبراطورية الأموية من دمشق إلى حران وحاظنة السلطة الأموية ومرتع السلطة الأموية هي حران الملحدة).
يكمل ابن النديم: “ورحل المأمون يريد بلد الروم فغيروا زيهم وحلقوا شعورهم وتركوا لبس الأقبية وتنصر كثير منهم ولبسوا زنانير”
(التعليق الثاني: بعد كل هذه السنين والمصاحبة مع المسلمين، بعد كل هذا الفضل والكرم من الأمويين حتى نقلوا العاصمة من دمشق الى قريتكم، بعد كل هذا لا تدخلون الإسلام بل تتنصرون، وهذا وصل الى أي مستوى من الاستخفاف بالإسلام ولم يأثر الأمويون فيهم أصلا وأعطوا صورة قبيحة عن الإسلام)

التنصّر

وزاد ابن النديم: “وتنصّر كثير منهم ولبسوا الزنانير وأسلم منهم طائفة وبقي منهم شرذمة بحالهم وجعلوا يحتالون ويضطربون، حتى أنتدب لهم شيخ من أهل حران فقيه فقال لهم: قد وجدت شيئا تنجون به وتسلمون من القتل، فحملوا إليه مالاً عظيما من بيت مالهم أحدثوه منذ أيام الرشيد إلى هذه الغاية أعدوه إلى النوائب، فقال لهم: إذا رجع المأمون من سفره فقولوا له نحن الصابئون فهذا اسم دين قد ذكره الله جل اسمه في القران الكريم فانتحلوه فانتم تنجون به وقضى أن المأمون مات في سفره فانتحلوا هذا الدين ولا يوجد اسم للصابئة في تلك الفترة إلا بعد هذه الحادثة”.

(التعليق الثالث: إصرار وعناد على عقيدتهم الشركية الإلحادية بحيث انتقلوا من الحاد الى الحاد، من شرك الى شرك، من كفر الى كفر، من زندقة الى زندقة)
(التعليق الرابع: من هو هذا الشيخ وهل انقدح في ذهنكم من هو وهل التفتم الى القرائن في الكلام بالدلالة على الشيخ ومذهبه وتوجهه وهل التفتم انه شيخ ومن حران وفقيه هل يوجد شيئ أوضح من هذا؟
(التعليق الخامس: على النهج الأموي المرواني فتوى جاهزة، قالب الفتاوى جاهز، تدفع تأخذ حسب المشتهى وحسب المقاس وحسب الطلب، وفي المقابل الأموال، فها هم يحملون للشيخ الفقيه الحراني مالاً عظيماً كي يفتي لهم ويعلمهم طريق الاحتيال على الدين وعلى الدولة الإسلامية، فإذا كانت الفتوى أو الحيلة أو المسألة موافقة للشرع فلماذا دفعت له الأموال الطائلة وأخذها على فتواه؟)
(التعليق السادس: اللهم اشهد إن هذا نبي المنتحلين، إمام المنتحلين، إله المنتحلين)
فلما اتصل بهم وفات المامون ارتد أكثر من كان تنصّر منهم ورجع الى الحرانية فطولوا شعورهم وحسب ما كان عليه قبل مرور المأمون بهم على أنهم صابئة”.
وبهذا يتضح أن البيئة والمنطقة التي خرج منها وعاش فيها ابن تيمية هي عاصمة الأمويين سابقا وهي بيئة عناد وإصرار وزندقة وكفر وإلحاد.
والجدير بالذكر أن سماحة المرجع السيد الصرخي قد بين ولأكثر من مرة بأن أفكار ابن تيمية أسطح من السطحية وكلها عبارة عن مغالطات وتدليس وسفسطة، موعدا الجميع بانه سيكشف الكثير الكثير من المفاجآت حول ابن تيمية وأتباعه وأفكارهم ومعتقداتهم.