20 شعبان دماء سفكت من أجل العقيدة والمبدأ … الذكرى السنوية 13 لرحيل كوكبة من شهداء المرجعية

ببالغ الحزن والأسى وعظيم الألم والشّجى نرفع أسمى آيات العزاء إلى مقام نبي الرحمة محمد “صلى الله عليه وآله وسلم” وإلى الأئمة الميامين الكرام الطاهرين “عليهم أفضل الصلاة والسلام” لاسيما الإمام الغائب الموعود المهدي المنتظر “عجل الله تعالى فرجه الشريف” وإلى المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي الحسني “دام ظله” والأخيار الأنصار من الرجال والنساء الناصرات بذكرى رحيل الكوكبة الطاهرة الزكية من الشهداء الأبرار أسكنهم الله فسيح جناته إثر الاعتداء الآثم من قبل قوى الكفر والاحتلال والظلم والفساد على براني سماحة المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي “دام ظله” بتاريخ العشرين من شعبان لسنة 1424 هجرية .

( الشهيد (الشيخ أسعد العبادي) و الشهيد (ستار العفلوكي) و الشهيد (الشيخ عبد ألآله الكعبي) و الشهيد (حيدر الوزير( والشهيد ( السيد صدام ) والشهيد (عبد المجيد الجناحي) والشهيد (سعد العيفاري …

قال تعالى في كتابِه العزيز : (( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)) .

ووقفتنا هنا مع اللحظات الأولى للشهيد والأخيرة للإنسان .. تلك اللحظات التى يحجم عنها الرجال ويخاف من هولها الأبطال .. تلك اللحظات التى يفارق فيها الإنسان حياته وكل ما رتبه لنفسه من أحلام وأوهام لتنقطع فجأة ويصبح في عالم آخر لم يشاهده ولم يعرفه إلا خبراً لا عيان ….
هذه اللحظاتُ هي ” أولى لحظاتِ الشهيد ” هي لحظات تحكى بداية وُلوجه باب البرزخية .. بداية مفارقته الدنيوية إلى الأُخروية .. نهاية كونه مسلماً حياً إلى بداية حياة الشهادة الأبدية .. لحظاتٌ يعجزُ عن وصفِها البيانُ .. لحظاتٌ يقفُ فيها عقلُ المؤمنِ حيران:
أيباركُ أم يحزن، أيهنئُ أم يعزي، أيبكي أم يفرح .. أحزان أم أفراح !!
ولكن يبقى ألمُ الحزنِ يتجددُ بمجردِ تجدد الذكرى , كيف لا ونحن يتجددُ حزنُنا بسقوطِ ثلةٌ من الشبابِ المؤمنين الصادقين الذين ضحوا بأنفسهم وأموالهم وكلِ شيءٍ عندهم في سبيلِ الدينِ الذي يلزمُنا بالحفاظِ على مقدساتِنا وارضِنا وقادتِنا الى اللهِ , فهذا اليومُ العشرين من شعبان فيه ذكرى الاعتداءِ الأثيم على سماحةِ المرجعِ الدينيِ آية الله العظمى السيد الصرخي (دام ظله ) والذي راحَ ضحيته تلك الثلة المؤمنةِ التي حفظت المرجعيةَ من شرِ الاعتداءِ بدمائِها الزاكية ..
ففي ليلة العشرين من شعبان تلك الليلة المظلمة المؤلمة وبعد منتصف الليل فرض الاحتلال الغاشم الحصار على مدينة كربلاء المقدسة ووقف جنودهم الخونة أمام دار مرجع عراقي أصيل لم يعرف شيء من العمالة ابداً وعرف لدى الكل بالورع والأخلاق وحب العراق والعراقيين وهي دار السيد المظلوم الصرخي الحسني “دام ظله” وهم يصوبون بفوهات الأسلحة النارية المتنوعة اشد الضربات حتى استشهد الكثير من المؤمنين وهم يدافعون عن حمى الإسلام والمسلمين والذيم لم يحملوا سوى العصي .
فها هو (( الشهيد الشيخ اسعد العبادي ممدد على باب الدار والدم يسيل من كل مكان والى جنبه الشهيد ستار العفلوكي الذي ضحى بالمال والعيال من اجل رفع راية الاسلام خالدة ومضيئة في سماء التاريخ الإسلامي ويتقدمهما الشهيد الشيخ عبد الاله الكعبي ذاك الذي قال كلمة حق في وجه سلطان جائر ويسبقهم جميعاً الشهيد حيدر الوزير ذاك الشهيد الذي لم يعرفه احد من اثر الضربات القاسية للكفر والالحاد والشهيد عبد المجيد الجناحي الذي فارق الحياة مثقلاً بالجراحات والشهيد سعد العيفاري الذي لم يودع حتى اولاده واهله))

مسرحية تجسد سقوط الشهداء على يد الاحتلال الغاشم امام براني سماحة المرجع الديني السيد الحسني
هؤلاء الثلة المؤمنة يستقبلون نيران الغدر والخيانة بصدورهم واجسادهم الشريفة الطاهرة …..محتسبون صابرون الى جوار رب العالمين فما أعظمَ الشهادةِ في سبيلِ الله … يموتُ الناسُ والشهيدُ لا يموتُ .. يبكي الناسُ، والشهيدُ مبتسمٌ في وجهِ الردى يضمُ الموتَ بصدرٍ فيهِ لوعة الإيمانِ تحترقُ شوقا للقاءِ اللهِ تعالى حتى قال تعالى في كتابه العزيز {{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) }} آل عمران : 169-171 .