عيسى-يحيى-يمهدان

للسيد الأستاذ.. “عيسى ويحيى.. يمهِّدان للمخلِّص المنتظر.. مقارنة الأديان”

للسيد الأستاذ.. “عيسى ويحيى.. يمهِّدان للمخلِّص المنتظر.. مقارنة الأديان”
يُلقيه أساتذة وباحثون مختصون بالفكر الإسلامي
د. حيدر الخزاعي.. الباحث حسين الخليفاوي.. الباحث سليم الخليفاوي

ضمن سلسلة بحوث: مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والإلحاد

المهرجان (26): المهدي.. عِلم.. تقوى.. وسطية.. أخلاق

الديوانية – الدغارة

قال تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
“قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴿64﴾” آل عمران.

بات من الواضح البيِّن لنا جميعاً أنّ السيد الأستاذ دائب على إصدار سلاسل البحوث تِلو سلاسل البحوث في مختلف مجالات المعرفة سواء منها الأصولية أو الفقهية أو العقائدية أو التأريخية وفي التفسير والبحوث الأخلاقية والكلامية والمنطقية والفلسفية التي منها بحث “الشباب بين إقصاء العقل وتوظيف النص الديني لصالح التكفير و الإرهاب ثم الإلحاد” وبحث “’فلسفتنا‘ بأسلوب وبيان واضح”، وحتى البحوث الأدبية وغيرها، وبدرجة عالية الإمتياز ومنقطعة النظير.

وسلسلة البحوث للسيد الأستاذ التي نحن بصددها اليوم والموسومة “مقارنة الأديان بين التقارب والتجاذب والإلحاد” جاءت كرسالة للشباب بكل أفكارهم وتوجهاتهم، الذين ما زالوا على خطّ الاسلام وعلى خطّ التوحيد والذين اتّجهوا للإلحاد عن جهل أو عن تشويش وسوء فهم للأمور.

في باديء الأمر تحدث السيد الأستاذ عن القانون القرآني في التحدّي وتشخيص الحقّ بملازمته عدم التناقض والاختلاف. إنّه القانون الذي نعتمده كمرجعية أصيلة رئيسة دائمة، حيث يكون مرجع السيد الأستاذ في هذه السلسلة وكلّ بحوث الكتاب المقدّس، العهد الجديد: انجيل مَتّى وانجيل مَرقُس وانجيل لوقا وغيرها، والعهد القديم: سِفر التكوين وسِفر الخروج وسِفر التثنية وسِفر أشعياء وغيرها، وكل ما يرتبط ببحوث الأديان من مُقارَنة وتقارب وتجاذب وسقوط في شرك الإلحاد.

وقد سجّل لنا القرآن العظيم قانوناً شرعياً نفسياً اجتماعياً منطقياً في أنّ الحقّ وما يصدر من الحقّ ليس فيه تناقض ولا اختلاف، فلو كان القرآن من عند غير الله الخالق الحقّ لوجدوا فيه تناقضاً واختلافاً كثيرا. والقرآن قد تحدّى الجميع من الإنس والجِنّ بهذا التحدّي المُعلَن والمُصرَّح به في القرآن: “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿82﴾” النساء، فهو تحدٍّ بأنْ يُثبتوا وجود الاختلاف في القرآن حتى يَثبُت أنَّه ليس من الله العالِم الحكيم، وإلّا فيَثبُت أنّه منه سبحانه وتعالى، وقد عجزوا وما زالوا عاجزين.
وتوجد آيات قرآنية تدخل أيضاً في سياق التحدّي منها: “وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿41﴾ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿42﴾” فصلت، ” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿9﴾” الحجر، ” بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ﴿21﴾ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ﴿22﴾” البروج، “وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿27﴾” الكهف.

ومن الضروري الإشارة إلى تمامية القرآن والرسالة وثبوتها بالتحدّي القرآني وغيره من المعجزات والحُجج والبراهين. وكلّ ذلك تامّ وبليغ وواضح ويقينيّ، لكنّه يكون أكثر وضوحاً وبلاغاً ويقيناً وأرسخ وأثبت عقيدةً عندما نعلم أنّ التحدّي جاء على لسان النبي الأمّيّ الذي لا يعرف الكتابة، الذي لا يقرأ. وهذا المعنى مُستفاد من قوله تعالى: “وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴿48﴾” العنكبوت، وأيضاً مُستفاد من قوله تعالى: ” الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ …﴿157﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا… فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿158﴾” الأعراف، ومُستفاد أيضاً من قوله تعالى: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ…﴿2﴾” الجمعة، والتحدّي بالإتيان بالبلاغة الصراحة والمباهلة وتمنّي الموت واستنطاق الأصنام والشمس من المغرب.

ويتضمن بحث السيد الأستاذ موضوعات أخرى، منها تحت عنوان: “صوتُ صارخٍ في البرّيّة: توبوا قد اقترب ملكوت السماوات”، وهي:
1- أعِدّوا طريق الربّ قد اقترب ملكوت السماوات
2- السبي اليهودي بين بابلَ وآشور
3- في موته وقِيامته.. الحَواريّون بين الجهل والتشكيك
4- العهد القديم يدعو للتوحيد
5- بقوّة يأتي وذراعه تحكم له، المسيح شاؤول أو عيسى؟”

مقتبس بعنوان:

“عيسى ويحيى.. يمهِّدان لإيليا القادم”

زيادة في التأكيد على أنّ عيسى ويحيى عليهما السلام يشتركان في التمهيد لشخصٍ ثالث هو المخلِّص المنتظَر، فإنَّ لم يكتفِ بما ذكرَه يحيى من إسم وعنوان للمخلص، وهو ’مَلَكوت السماوات‘، بل ذَكَره بعناوين إضافية مثل ’إيليا‘، “فهذا هو إيليا المُزمَع أنْ يأتي”. فتصوَّرْ واعقَلْ وافهَمْ أنَّ عيسى (عليه السلام) يتحدّث عن شخص مُنتَظَر سيأتي وهو إيليا، وتحدَّثَ بكلّ صراحة أنّ إيليا ملكوت السماوات قد تنبأ به جميع الأنبياء والكتب السماوية: “لأنّ جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنّا تنبأوا”. وبعد أنْ بيّنَ عيسى أنّ يحيى “نبيّ وأفضل من نبيّ”، أشار إلى أنّ يحيى هو ملك الله وأنّه يهيّء ويمهّد للذي هو أفضل منه وأعظم منه، إنّه “الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ”، إنّه “مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ”، إنّه “إيليا المنتظَر”.

ولا يخفى على الجميع بديهية عدم انطباق عنوان “إيليا” على يحيى لأنّه في السجن وقد قُتل فيه بعد فترة قصيرة، بينما عيسى يتحدث عن إيليا المنتظَر الذي سيأتي قريباً وقد اقترب وقت ظهوره ومجيئه. قال مَتّى في إنجيله، الاصحاح 11:

“7 وَبَيْنَمَا ذَهَبَ هذَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ؟
8 لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَانًا لاَبِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الثِّيَابَ النَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ الْمُلُوكِ.
9 لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ، وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ.
10 فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ.
11 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ.
12 وَمِنْ أَيَّامِ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ إِلَى الآنَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ، وَالْغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ.
13 لأَنَّ جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ إِلَى يُوحَنَّا تَنَبَّأُوا.
14 وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ.”

 

أيضاً يتضمن بحث السيد الأستاذ موضوعات أخرى، منها تحت عنوان: “من المشرق مُحاجَجة ونصر وخَلاص”:
– أنت يا عيسى عَبْدي نَسْل إبراهيم خليلي
– النبوءة والإستشراف بين التحقق والانتظار
– المختار المؤيَّد يضع الحقّ في الأرض
– الله خالقك تفتح البلدان وتملك الأمم

مقتبس بعنوان “لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ”:
مَتّى الإصحاح 10:
“9 لاَ تَقْتَنُوا ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً وَلاَ نُحَاسًا فِي مَنَاطِقِكُمْ،
…11 «وَأَيَّةُ مَدِينَةٍ أَوْ قَرْيَةٍ دَخَلْتُمُوهَا فَافْحَصُوا مَنْ فِيهَا مُسْتَحِقٌ، وَأَقِيمُوا هُنَاكَ حَتَّى تَخْرُجُوا.
…14 وَمَنْ لاَ يَقْبَلُكُمْ وَلاَ يَسْمَعُ كَلاَمَكُمْ فَاخْرُجُوا خَارِجًا مِنْ ذلِكَ الْبَيْتِ أَوْ مِنْ تِلْكَ الْمَدِينَةِ، وَانْفُضُوا غُبَارَ أَرْجُلِكُمْ.
…16 «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ.
17 وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ.
18 وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ.
19 فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ،
20 لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ.
21 وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ،
22 وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ.
23 وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.”

وهنا يُقال:
أ – “لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ”، لكنّ ابن الإنسان لم يأتِ! لا في زمن عيسى ولا بعد أن رُفِع إلى السماء، ولم يأتِ لحدّ الآن.

ب – المعنى ظاهر وواضح في أنّ المقصود من “ابن الإنسان” ليس عيسى (عليه السلام)، حيث أن عيسى بينهم وهو المتكلم معهم، فـ “ابن الإنسان” غيره. ولو صحّت كلّ الموارد التي جاء فيها عنوان “ابن الإنسان” في الإنجيل، فإنّه إنْ لم يدلّ بالخصوص على المخلِّص المنتظَر الذي يأتي ما بعد عيسى فإنّه ينطبق على خاتم الأنبياء الرسول محمد أو لمهدي من وُلده (عليهم الصلاة والسلام أجمعين)، فإنّه سيدلّ على أكثر من معنى وأكثر من شخص، إضافة إلى عيسى (عليه السلام). إضافة إلى إمكان، بل وواقعية، أنْ تتعدّد مصاديق وتطبيقات “ابن الإنسان” فيشمل عيسى النبي ومحمد الخاتم والمهدي القائم (عليهم الصلاة والسلام أجمعين).

جـ – وهل يُعقَل أنّ الذي صدر منه الإنجيل يجهل المعاني الإنجيلية؟ حيث أنّ ما ذكَره مَتّى من علامات وأحداث يقوم عليها مَجيء “ابن الإنسان” المخلِّص المؤسِّس لدولة العَدْل الإلهي، لكن “ابن الإنسان” لم يأتِ، لا مع وجود عيسى ولا بعد أن رُفِع إلى السماء ولا بعد ذلك، فإنّه لم ولن يتحقّق أيّ شيء مِمّا قاله مَتّى، لا العلامات ولا مجيء “ابن الإنسان” المنقِذ المخلِّص.

د – تأكيداً على ما سبق، نكرّر الكلام في أنّه بعد مرور أكثر من ألفي عام إلى وقتنا الحاليّ، فإنّه لم يأتِ ابن الإنسان ولم تتحقّق أي نبوءة ولا أيّ علامة من التي قالوا أنّها ستحصل على يد ابن الإنسان وفي عصره، حيث أنّه لم يظهر ولم يأتِ أصلاً! فأين إذاً ما ذكرَه مَتّى من علامات ونبوءات؟! والمفروض أنّ المتحدّث هو عيسى، بل وكما يزعمون أنّه عيسى الربّ الإله الذي يعلم الغَيب ويعلم ما في السماوات والأرض! تعالى الله عَمّا يقولون. فأيّ إله هذا الذي يجهل الوقائع والأحداث والأشخاص؟ قال الله سبحانه وتعالى: “وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿59﴾” الأنعام، وقال العليّ القدير: “وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ﴿8﴾ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴿9﴾ ” الرعد.

إذن فالسيد الأستاذ يريد أنْ يبيّن بهذه السلسة من البحوث أنّ الأديان كلّها تدعو إلى التوحيد، وتدعو إلى الفضيلة والأخلاق الكريمة، وكلّها ترفض الكراهيّة والتطرّف والإرهاب وانحطاط الأخلاق. ويريد السيد الأستاذ أنْ يوصل رسالة إلى الشباب المشتبِه والمغرَّر به والجاهل أنّ المسيح عيسى (عليه السلام) والدين المسيحي والكنيسة العيسوية المسيحية كلّها تدعو إلى الإيمان والتقوى والفضيلة والأخلاق، ولا يوجد فيها أبداً ما يدعو أو يحلّل الخمور أو التبرّج و الإنحلال و الزنا والعلاقات غير الشرعية، فالمسيحية دين توحيد وتقوى وأخلاق وطهارة وتقديس. ونفس الكلام عن اليهود واليهودية والمعابد أو دور العِبادة عندهم.

وبهذه السلسة يريد السيد الأستاذ أن يحذّر الشباب من الوقوع في مكر وخديعة و نفاق الإلحاديين ومَن على منهجهم من الجُهّال الذين يعملون على هّزّ العقيدة واقتلاعها من قلب الإنسان وفِكره باستخدام كل وسائل المكر والخُبث، فهم يعملون على ضرب دين بدين ومذهب بمذهب وطائفة بطائفة، وتصطاد وسائلهم الماكرة من هؤلاء الشباب ممَّن يقع في شِراكها وتسحبه للإلحاد شيئاً فشيئاً بعد أن جرّدته من عقيدته. وهؤلاء الإلحاديون كالتكفيريين منتحلي الإسلام وغيره من أديان، فهم يصطادون في الماء العُكِر فيستغلّون السلبيات والفساد عند أشخاص ينتمون للإسلام أو غيره من أديان. ليس عندهم منهج علمي وأخلاقي، فهم لا يملكون نظريات وأصول فكرية ودينية وأخلاقية فنراهم فقط يبحثون عن السلبيات هنا وهناك ويستخدمونها من أجل تهديم أفكار الناس وعقائدهم وأخلاقهم، وليس عندهم إلّا التهديم لأنهم لا يملكون البناء الفكري الأخلاقي.

 

قناتنا على اليوتيوب:
https://www.youtube.com/user/2alhasany

المركز الإعلامي الفيس بوك:
https://www.facebook.com/alsrkhy.alha…

المركز الاعلامي الفيس بوك 2:
https://www.facebook.com/2MediaCenter/

المركز الإعلامي على تويتر:
https://twitter.com/Mediaalsrkhy

المركز الإعلامي على الانستغرام:
https://www.instagram.com/alsrkhy.alhasany

المركز الإعلامي على التيليغرام:
https://t.me/alsrkhyalhasany

موقع المرجعية العليا:

الصفحة الرئيسية


المركز الإعلامي:

المركز الإعلامي – الصفحة الرئيسية